'تجار الفساد اختطفوا الحركة الوطنية'

 

قراة في نتائج الانتخابات (٤)

زايد الزيد

نستكمل اليوم الحديث والقراءة في نتائج الدائرة الثالثة ، ويقودنا الحديث إلى نجاح النائب الطبطبائي والمركز المشرف الذي حصل عليه، فإن الحملة المسعورة الموجهة ضده من أذناب السلطة والتي اشتدت عليه في العامين الماضيين زادت الشرفاء اصرارا على دعمه وانجاحه ، ان النائب الطبطبائي مهما تختلف معه في الكثير من المواقف ، إلا أنك تشهد له بصلابة الموقف في القضايا الصعبة ، وهو في كل الأحوال منسجم مع مبادئه لايحيد عنها أبدا ، ولايبالي حتى لو كثر خصومه جراء ثباته على المبدأ ، وأزعم أن هذه الخصال هي التي أكسبته احترام الجميع سواء كانوا خصوما أم مناصرين .

أما السقوط الكبير لصالح الملا والدكتورة أسيل العوضي فلقد أثبت ماقلته سابقا أن الكويتيين في الأزمات لايقفون مع أصحاب المواقف الضبابية   فلقد أعطى ناخبوا الدائرة الثالثة هولاء الضبابيين درسا لن ينسوه أبدا ، فهم يعلنون انهم مع احترام الدستور ، ولكن في ذاته لم يكن صوتهم عاليا حينما أهين الدستور غير مرة ، وهم يدعون حماية المال العام ومع ذلك كانوا انتقائيين جدا في تناول قضايا الاعتداء على المال العام ، تحمسوا لقضية الايداعات المالية وخرسوا عن قضية التحويلات المليونية ! تحدثوا عن قضايا مالية تافهة ، وصمتوا عن رشوة ' سيمنس ' و تجاوزات استاد جابر ، وصمتوا عن فضيحة الداو كيميكالز وعن محطة مشرف وتهريب الديزل و مصروفات مكتب رئيس الحكومة السابق ، ضخموا عملية دخول مجلس الأمة ، وخرست ألسنتهم عن هدم البيت الكويتي برمته ، بل هادنوا وجاملوا مثيري الفتنة من شلة ' السفالة والانحطاط والارتزاق ' وظهروا باستمرار في وسائل الاعلام الفاسد !!

وقد ذكرت غير مرة ، وفي غير موضع ، ان تلك المواقف الضبابية لها عندي تفسير ، وهو ان تجار الفساد اختطفوا الحركة الوطنية ، ووظفوا ممن نفترض انهم امتداد لتلك الحركة الشامخة ،  ومرغوهم بوحل فسادهم ، لذلك وجدنا ان نوابا كصالح الملا وأسيل العوضي بدل أن يكونوا أصواتا للحركة الوطنية ، باتوا - للأسف الشديد - أدوات رخيصة لتجار الفساد ! ومن دلائل قولنا هذا أنهما لم يعترضا - ولا أقول لم ينتقدا - طوال فترة عضويتهما الأداء السيء لرئيس مجلس الأمة السابق الذي تآمر كثير على الشعب والدستور وتفرغ لتعظيم أرباحه وتغطية فساد مشروعاته ، وهما يشهدان !!

وللحديث بقية