الرشيد متسائلاً ، هل يجرؤ أحد بتحمل مسئولية سقوط التيار الوطني؟

زاوية الكتاب

كتب 2184 مشاهدات 0

أنور الرشيد

منذ زمن طويل ونحن نطالب بمراجعة علمية بعيدة عن التشنج و الإقصاء و الصراحة و تفهم احتياجات الأجيال التي تعاقبت على هذا التيار العريق والذي له جذور تاريخية حرام يصل لهذه المرحلة من التردي في مسيرته المتعثرة منذ أكثر من عشرين عاما ، أدرك بأن هناك أسباب خارجة عن إرادة التيار الوطني تُعثر مسيرته و هذه ليس بمحل جدالنا الآن ، و لكن من حقنا أن نتطرق للأسباب الداخلية لهذا التيار العريض الذي انتمي له بكل شرف ، المتابع لمسيرة هذا التيار الذي يسيطر على قراره عدد قليل من المسيطرين أو أستطيع القول الذين اختطفوا قرار التيار ودمروه كما هو عليه الحال اليوم عملا بالمثل القائل أن الأمور تقاس بخواتمها ، ولا أتجنى على أحد ولا اعني احد بعينه وأرجو أن لا يقال بأننا نهاجم الحركة الوطنية و رموزها لكي نسكت و كما يُردد للتهرب من استحقاق المسائلة و المحاسبة ، أقولها بالفم الملآن لا أعني أحد بقدر ما أعني نقد موجه لكل منتسبي الحركة الوطنية لكي يراجعوا مسيرتها و يتبينوا أخطائها و تصحيح مسارها و هذا أمر محمود و مطلوب ، فالتيار الوطني الذي أتشرف بالانتساب له هو تيار عريض يشمل الساحة الكويتية كلها يختلف اختلاف كلي عن أي تيار موجود بالساحة الكويتية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، لذلك من حقنا توجيه النصح لكي لا تتكرر السقطات التي يمر بها التيار ، فكل المراقبين يعزون سقوط كل مرشحي الحركة الوطنية و حصولهم على أرقام مخجلة لا تتناسب مع تاريخ هذا التيار و الأمرّ من ذلك تفوق مرشحين قمة في الدناءة الأخلاقية و السيرة الذاتية الوقحة ، أول هذه الأسباب هي المواقف الضبابية التي أتخذها ممثلو التيار الوطني بمختلف المواضيع التي كانت محل جدال واسع في البرلمان السابق أي أنهم مسكوا العصا من الوسط مما عمق الهوة بينهم و بين الناخبين ، ثانيا هو انفصال ممثلو التيار الوطني عن الواقع و عودتهم للبروج العاجية التي نزلوا منها إلا أنهم سرعان ما عادوا لها لينظروا للناخبين من علو و استعلاء و كأن الناخبين هم من بحاجة لهم لا هم من هو بحاجة للناخبين خصوصا ناخبي التيار الوطني المتعفف الذي يعطي صوته لقناعة و ليس لخدمة حصل عليها فهذه الميزة لم يستطع مرشحوا التيار الوطني خصوصا الملا و أسيل لم يستوعبوها ، ثالثا عدم مشاركتهم الهم الشعبي في مختلف الأحداث التاريخية التي حصلت خلال الفترة الماضية بعكس عبد الرحمن العنجري الذي أحس بشعور و رغبة الناخبين و قفز من سفينتهم التي كان  و كنا نرى بأنها تغرق ، كل هذه الأسباب هي التي دعت الناخبين أن يحجبوا أصواتهم عن هذا التيار العريق ، و هذا ما صرح به لي أحد أعضاء التيار الوطني عندما التقينا أمام قاعة الاقتراع قال بأنه لم يصوت لمرشحي التيار الوطني لأنهم لا يستحقون و صوت لمرشحين أخريين ، قد يقول قائل بأنه لا يستحق أن يكون ضمن التيار الوطني لأنه لم يلتزم بمرشحي التيار أقول له لا و ألف لا لسبب بسيط جدا لأن هذا العضو لم يشعر يوم بأنه شارك بأخيار مرشحه ضمن التيار و إنما فرض عليه فرضا و أنزل عليهم بالبراشوت و قيل لهم هذا هو مرشحنا بحجة أن ليس لدينا بديل مما اشعر الجميع بأنهم غير كفوئين و هذه إهانة عظيمة و سقطة كبيرة ما كان يجب السقوط بها ، و أيضا قد يقول قائل أن هذه الانتخابات دفع بها التيار الوطني بخمسة مرشحين ثلاثة منهم بالدائرة الثالثة و واحد بالدائرة الأولى و الثاني بالدائرة الثانية و في قراءة متواضعة للأرقام التي حصل عليها ممثلو التيار الوطني سيكتشف الفرق الكبير بالأصوات التي حصلوا عليها و حصدوا المراتب المتأخرة بقوائم المرشحين بكل امتياز ، لذلك المراجعة الحقيقة و الفعلية و العلمية البعيدة عن المجاملة و حب الذات و الظهور بمظهر المسيطر هو البعد الحقيقي لأي نجاح قادم ، و هذا البعد يتطلب أن يمتلك المتسيدين على القرار بالتيار الوطني الشجاعة التي أمتلكها نصار الخالدي بعد نتيجة الانتخابات الماضية و قدم استقالته و تسلم مقاليد القرار مساعد الظفيري الذي حلق بتياره بمستويات لم يحلم بها فأولى خطوات الإصلاح تبدأ بتقديم الاستقالة و الإعلان عن تحمل مسئولية ، فهل نرى تلك الشجاعة لدى ربعنا في القبل من الأيام ؟ هذا ما أمله .

   أنور الرشيد

كتب : أنور الرشيد

تعليقات

اكتب تعليقك