الدعيج يقر بفقد التيار الوطني التعاطف والقبول الشعبي
زاوية الكتابكتب فبراير 7, 2012, 1:06 ص 985 مشاهدات 0
القبس
الشامتون والباحثون عن الخلاص
كتب عبداللطيف الدعيج :
كثرت تحليلات او في الغالب شماتة الكثيرين في اسباب سقوط التيار الوطني. وإذا كانت هناك اخطاء تكتيكية او مواقف عابرة أدت الى انحسار التأييد والدعم لنواب التيار الوطني ومرشحيه في هذه الانتخابات، فاني اعتقد ان غياب الطرح الوطني وتخلي الاتجاهات الوطنية عن دورها الريادي هما اللذان افقداها اهتمام الناس وبالتالي احترامهم وتأييدهم.
لقد غاب التيار الوطني عن الاحداث، وان ظهر، فقد ظهر كتابع او رديف وفي الغالب مراقب. ليس هذا وحسب، بل ان التيار الوطني لم يطرح شيئا جديدا منذ ربما تأميم النفط. اقصى ما حمله التيار الوطني من اهداف او قضايا كان حماية المال العام المتمثلة في سرقة الناقلات، وهذه قضية او قضايا سرقها بنجاح التكتل الشعبي او مسلم البراك وحيدا. في الوقت الذي تحول فيه التيار الوطني او تم قسرا تحويله الى الطرف المتهم بحكم علاقة بعضه التجارية بالدولة.
التيار الوطني الديموقراطي فشل في ان يكون وطنيا في مواجهة الاتجاه الديني، وفشل ديموقراطيا ايضا في الدفاع عن الحريات. لقد كانت للاتجاه الديني المتزمت مطالبه ومساعيه لفرض الهيمنة والتخلف الديني، ولم يكن التيار الوطني حاضرا إلا كرد فعل سلبي على هذه المطالبات، واحيانا كصمت ومسايرة عن مساعي التخلف في جر البلد الى الخلف وفي القضاء على بقايا الانفتاح. وفي مواجهة التيار الشعبوي الاستحواذي لم يكن في امكان التيار الوطني الا ان يكون معارضا وسلبياً تجاه الطروحات والاحلام الشعبية في الزيادات وفي توزيع المنح والعطايا، مما افقده ايضا التعاطف والقبول الشعبي. اقصى حركات التيار الوطني كانت محاولة النائب محمد الصقر في مجلس 1996 على ما اعتقد، محاولته مجابهة قانون منع الاختلاط، حيث نشط المدنيون بعض الشيء، ولكن سطوة وقوة المجابهة الدينية ــ القبلية ارجعتاهم الى قواعدهم واستمرتا في فرض التقوقع عليهم.
الخلاصة، كان لدينا وطنيون، ولكن لم تكن لنا برامجنا واهدافنا وطروحاتنا الوطنية الخالصة. الآن للقيام من عثرة هذه الانتخابات، ولنفض غبار الاربعة عقود الاخيرة، مطلوب تقديم طروحات وترويج مبادئ ديموقراطية وطنية، تتصدى اول ما تتصدى للمد الديني الرجعي، وتضع حدا للسياسة الحيية التي سادت في مواجهته او بالاحرى في مهادنته طوال العقود الاربعة الماضية.
عبداللطيف الدعيج
تعليقات