هذا ما جنته على نفسها براقش.. فحوى مقالة وليد الرجيب

زاوية الكتاب

كتب 1409 مشاهدات 0


 

الراى


وليد الرجيب / أصبوحة / هذا ما جنته براقش

ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط

وليد الرجيب
اقرأ لهذا الكاتب أيضا
هل كانت نتائج الانتخابات مفاجئة لنا؟ بالطبع لا فهكذا نتيجة هي افراز لما يحدث بالمجتمع من تأجيج قبلي وطائفي وفساد مستشرٍ، وهو نتيجة لضعف القوى الوطنية وابتعادها عن هموم الناس، وهو نتيجة لضعف أداء الناخبات في المجلس السابق وولوغ بعضهن في عملية الفساد والإفساد.
لن نتوقع نتائج أفضل من ذلك ما دام التخلف الاجتماعي والثقافي سائداً في هذا المجتمع ومنذ ثلاثة عقود، ولن نتوقع في هذه المرحلة وهذا الانحدار تطوراً ديموقراطياً في ظل نهج سلطوي مناقض لروح الدولة المدنية الحديثة، وفي ظل المال السياسي الذي لعب ويلعب دوراً في افساد النفوس والضمائر.
فهل وصل اليأس بالناخب الكويتي إلى اختيار الذين يشقون الصف الوطني ويشطرون مكوناته ويمزقون نسيجه الاجتماعي؟ وهل تخلف الوعي السياسي ليحل محله الوعي القبلي والطائفي والفئوي الضيق على حساب الانتماء الوطني؟
نعم كل ذلك يحدث في ظل نهج سلطوي متواطئ مع الفساد ومشجع لتأجيج الفتنة من خلال أبواق اعلامية مشبوهة، ومن خلال تناحر مؤسف وتنافس بين أبناء الأسرة الحاكمة الكريمة.
الانتخابات لم تزور ولا تحتاج إلى التزوير، فالفاسدون مطمئنون لنتائج تخريبهم في السنوات الماضية وعمليات افسادهم المتعمدة، لقد قال الناخب نعم للقبلية نعم للطائفية نعم للفئوية لا للوطن.
كما أن تأثير ما حدث من نتائج الثورات العربية وقفز الاسلاميين عليها، أعطى وهماً بأن المستقبل هو للإسلام السياسي، هذا عدا عن التحالفات واتفاقات اللحظة الأخيرة والتي تحمل رائحة الروح الانتهازية.
ومن كان يعول على المرأة والتحضر، فقد خاب ظنه فالبعض كان يراهن على مضاعفة عدد النساء بالبرلمان من أربع إلى ثمان، ولكن النتائج جاءت لتقول إن أداء النائبات بالبرلمان السابق كان مخيباً لآمال الكثيرين، فمنهن من رضيت بشراء ضميرها ومنهن من لم تقف مع مطالب الشعب.
وأما النتيجة التي حصل عليها الليبراليون فهي متوقعة لاهتمامهم وتركيزهم على العملية الانتخابية وكأنها محور العمل الوطني وتناسيهم واهمالهم لهموم الشعب وبالأخص الفئات المهمشة منه، وجل ما سيفعلونه الآن هو التحضير للانتخابات المقبلة، هكذا كانوا وهكذا سيظلون ولن يفهموا قط أن العمل السياسي الوطني يعني تقديم مصالح الناس على المصلحة الانتخابية، وأظن أننا كررنا هذه الملاحظات أكثر من مرة.
نتائج انتخابات 2012 طبيعية في ظل المعطيات المجتمعية، وهذا لا يعني الكفر بالديموقراطية ولكن الأمر رهن بالوعي السياسي وبالعمل السياسي المبني على برامج سياسية غير ضيقة، تراعي مصالح الجماهير الأوسع وتبتعد عن النخبوية والتعالي الليبرالي.


وليد الرجيب

تعليقات

اكتب تعليقك