يوسف المجلهم يتمنى من مجلس الامة القادم ان يضع الفصل الاخير لكل واقعة

زاوية الكتاب

كتب 1426 مشاهدات 0


 

القبس



صباح النور «حتى نقرأ الفصل الأخير»
كتب يوسف عثمان المجلهم :

عندما تقرأ مائة قصة (مثلاً) ولا تكمل قراءة الفصل الأخير من كل قصة.. أي تبدأ بقراءة جميع فصول القصة الاولى وتؤجل قراءة الفصل الأخير، ثم تبدأ بقراءة القصة الثانية وتنتهي من جميع فصولها، وتترك الفصل الاخير، وهكذا حتى تتم قراءة مائة قصة بكل فصولها وتترك الفصول الاخيرة منها.. عندما تفعل ذلك ما الحالة التي تعيشها؟ وما الافكار التي تدور في ذهنك ووجدانك؟ سؤال وجهته لابنائي فكانت الاجابة مختلفة.. من هذه الاجابات اننا نعيش حالة الفضول وانشغال الفكر لاننا نريد معرفة نهاية كل قصة، ومنها اننا نعيش حالة عدم اطمئنان لتراكم الاشياء التي نجهل نهايتها، ومنها اننا نعيش حالة خيال فنحاول خلق نهاية لكل قصة في اذهاننا.. ومنها اننا لا نهتم بالامر ونلتفت لحياتنا الطبيعية، ومن اخطر الاجابات اعطاء الفرصة لآخرين يجيدون فن الكذب لخلق نهايات لهذه القصص لتخدم مصالحهم، وآخر الاجابات حالة يأس.
هذه هي حالة الشعب الكويتي الآن، فكل قصة حقيقية يعيش الشعب فصولها، ليس لها نهاية، فنحن لا نعرف نهاية واقعة اللوحات الاعلانية التي تسببت في استجواب وزير الداخلية الاسبق، ولا نعرف نهاية واقعة مصروفات مكتب رئيس مجلس الوزراء السابق، ولانعرف نهاية معالجة المديونيات الصعبة ولا نعرف نهاية واقعة الفحم المكلسن.. ولانعرف نهاية سرقة الناقلات، ولا نعرف نهاية واقعة قتل الميموني وصاحب البوكس الاسود.. ولن نعرف نهاية الايداعات والتحويلات المليونية.
لذلك يعيش الشعب الكويتي الآن حالة اشبه بحالة الذي قرأ جميع فصول المائة قصة ولم يقرأ الفصل الاخير من هذه القصص، فيعيش الشعب حالة من الفوضى والشك، وقد بلغت حالة اليأس عند بعض المواطنين الى درجة عدم الاهتمام بضياع وطن واخطر هذه الحالات حالة التخمين لخلق نهاية لهذه الوقائع من نسيج الخيال وفق مصلحة كل مواطن، وهكذا اصبحنا نعيش حالة من عدم الاهتمام.. واحيانا انشغال الفكر واحيانا الفضول او عدم الاهتمام.
نريد من مجلس الامة القادم ان يضع الفصل الاخير لكل واقعة تقع في المستقبل، فعندما سرقت المرأة المخزومية وتم التوسط لها عند رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي شرح لنا خطورة الامر وبين لنا الفصل الاخير باقامة الحد عليها، او لا تُعرض علينا اي واقعة ليس لها نهاية ولا نعرف الفصل الاخير منها، وحتى لا نصل الى مرحلة اليأس من انقاذ هذا الوطن ويكون آخر اهتمامنا المحافظة عليه والدفاع عنه.
يوسف عثمان المجلهم

 

تعليقات

اكتب تعليقك