ان سعت الحكومة لحل المجلس ، فالشارع السياسي موجود وتحريكه اسهل، براى مرزوق الحربي
زاوية الكتابكتب فبراير 4, 2012, 12:35 ص 653 مشاهدات 0
الوطن
المجلس من أمامكم وساحة الإرادة من خلفكم.. فأين المفر؟
مرزوق فليج الحربي
لا بديل عن حكومة ذات كفاءة عالية تحول البلاد إلى ورشة عمل كبيرة
في احدى تجمعات ساحة الارادة كانت الاجواء باردة وزاد البرودة تساقط الامطار ومن لم يحتط للبرد ذاق قرصاته في ذلك اليوم فقال من يقف بجانبي: (اسأل الله ألا يضيع تعبنا من اجل الكويت) وفعلاً لم يضع الجهد الذي بذلته المعارضة وتجمع نهج ممثل بكتلة العمل الشعبي والتنمية والاصلاح والمجاميع الشبابية وغيرهم وتوالت انتصارات تجمع نهج ففي البداية بالحشد الجماهيري الضخم في اخر تجمع والذي تجاوز السبعين ألفاً وبحل الحكومة وحل مجلس الامة واكتمل النصر بنتائج مجلس الأمة والذي لم يتوقعها اكثر المتفائلين لصالح المعارضة ولم يكن الفوز طبيعياً، فمن قاد المجاميع في ساحة الارادة هم من احتلوا المراكز الاولى في الدوائر الاربع باستثناء الاولى وبارقام قياسية لأول مرة يحصل عليها مرشحو مجلس الامة في تاريخ الانتخابات في الكويت وتحولت دوائر بأكملها الى جبهة المعارضة وسقط القبيضة الموالين للحكومة وقفز رقم المعارضة الى اكثر من نصف اعضاء مجلس الامة كأقل تقدير.
ولم يكن هذا النصر الوحيد فالانتصار الآخر ان فريق الموالاة أو المتوقع ان يكونوا موالاة والذين يؤيدون الحكومة في اطروحاتهم الانتخابية هذا الفريق سوف يكون سبب صداع للحكومة وهذا واضح من خلال طرحه خلال الحملات الانتخابية والذي تميز بالعنف اللفظي أو بالتصريحات الجريئة ومنها تصريحات ضد دول الخليج وضد بعض النواب كما تبني بعض المرشحين دعوات غير مألوفة وغير مستساغة في المجتمع الكويتي منها شق وحدة الصف وسب القبائل والتشكيك في ولاءاتهم وزاد في الامر ان فريق الموالاة في الدائرة الرابعة والخامسة او بالاصح فريق الموالاة القبلي اختفي واصبحت الموالاة في الدوائر الداخلية مما يعزز الاشكالية والصدام والفرز الجغرافي للموالاة والمعارضة.
والمجلس القادم وصف بأنه مجلس صدامي والمجلس القنبلة ولكن أبلغ وصف أنه مجلس متطرف كما وصفة الدكتور عبدالرزاق الشايجي متطرف بمعارضته ومتطرف بالموالاة وتوقع البعض ان هذا المجلس لن يستمر لمدة 6 اشهر في احسن الاحوال ولكن من يتبنى هذا الرأي ينسى ان هناك الشارع السياسي وساحة الارادة والمجاميع السياسية الشبابية والتي بدأت تتكاثر وتنتشر بجميع الدوائر وكان لها دور قوي ومميز في الفترة السابقة ومن دفع لحل مجلس الامة السابق وحل الحكومة هو الشارع.
لذا فإن الحكومة القادمة أمام معضلة كبيرة فالتعامل مع هذا المجلس وفق نفس نهج الحكومة السابقة سوف يحرجها ويجعل استجواب رئيس مجلس الوزراء ضمن اجندة مجلس الامة اليومية وطبعاً الجلسات علنية لصعوبة الحصول على اغلبية لجعلها سرية وان سعت الحكومة لحل مجلس الامة فالشارع السياسي موجود وتحريكه اسهل من السابق بكثير وهذا حرج آخر سوف تحرج فيه الحكومة وان استخدمت الحكومة الاسلوب القديم في تعطيل الجلسات وتأجيلها وعرقلة المشاريع فسوف تدخل بخانة المحاسبة والاحراج السياسي ولن تجد اغلبية برلمانية تؤيدها.
وأفضل حل لرئيس مجلس الوزراء في المرحلة القادمة هو تشكيل حكومة ذات كفاءة عالية وذلك باختيار الاصلح وان تتخذ الحكومة منهج التعاون وتحويل مجلس الامة الى ورشة كبيرة لاعادة اعمار وهيبة الدولة وعلى الحكومة ان تطرح مبادرات ايجابية وتتخلى عن الاجندة القديمة والقائمة وهي دعم الاعلام غير المنضبط وصراع ابناء الاسرة واستخدام المال السياسي لشراء ذمم النواب وتعطيل التنمية والدخول في صراع غير مبرر مع بعض اعضاء مجلس الامة ويجب ان ينتهي عصر الملاحقات السياسية ومحاولة ضرب النواب او المعارضين واعتقالهم لأن لديهم آراء سياسية تخالف الحكومة ووقف اشاعة الروح الطائفية في المجتمع.
عندما تصلح الحكومة نفسها وتطور اجندتها فإن المعارضة لن تجد أمامها ألا التعاون شاءت أم أبت مع الحكومة وبذلك تكون النظرة لهذا المجلس وللحكومة ايجابية.
مرزوق فليج الحربي
تعليقات