سليمان الخضاري يريدها ثورة

الراى

 

د. سليمان الخضاري / فكر وسياسة / نحتاج... ثورة !

 

لقد فقدت السلطة، بفعل اختياراتها، أي قدرة على المبادرة لحل الأزمات الراهنة، والمؤسف أنها تحاول بيأس مقاربتها من منطلقات ماضوية خََفتَ بريقها كالحديث العاطفي عن البيت الواحد والأسرة الواحدة في استرجاع لقيم المجتمع الأبوي والعشائري التي تجاوزها الزمن، وباتت السلطة مكشوفة بوضوح في عجزها عن ايجاد أي حل شامل للأزمات المتعاقبة التي يعاني منها المجتمع لعدة اعتبارات منها تورط أطراف في السلطة نفسها في تذكية الخلافات القائمة، وارتباط البعض منها بمؤسسات قائمة للفساد، وإن كانت غير معلنة، تمازج في عبثها بين سلاحي السياسة والمال، في ظل ثقافة استهلاكية وريعية تنظر للثروة الوطنية كأملاك خاصة لمن بيده السلطة يوزعها حيث شاء لضمان استمرار الولاء والدعم.
في ظل هذا الوضع يبرز دور النخبة المهمشة من الكفاءات الكويتية الذين لا يستمع لهم عادة الكثير من صناع القرار في البلاد، فهم من يقع عليهم الأمل الأخير في مقاربة مشاكلنا بروح مسؤولة تنضبط بمعايير علمية وواقعية من أجل بناء مشروع وطني شامل وجامع يتم خلاله دراسة أوضاعنا وفقا لأحدث النظريات والتجارب الناجحة في الدول الأخرى، وخصوصا تلك التي تناظرنا من حيث التركيبة الاجتماعية والوضع الاقتصادي.
نعم نريدها ثورة، ثورة ترسخ استقرار حكم أسرة آل صباح الذين ما زالوا وسيظلون رغم كل الملاحظات العنصر المشترك بين جميع الفئات الاجتماعية والسياسية، نريدها ثورة أفكار ترتكز على العلم والحداثة من أجل تقديم الحلول لواقعنا المهترئ قبل فوات الأوان، نريدها ثورة مفاهيمية تعيد بناء علاقاتنا الاجتماعية والسياسية ليعود تنوعنا مصدراً للقوة والالهام من جديد، لا سببا للفرقة والتناحر والاضطراب الاجتماعي والاحتقان الطائفي والأمني.
وصلت الرسالة؟ اتمنى ذلك!