الدراجات النارية توابيت موت متحركة في غزة

عربي و دولي

332 مشاهدات 0


باتت الدراجات النارية تشكل خطرا حقيقيا على حياة المواطنين في قطاع غزة، بعد أن انتشرت بصورة ملحوظة في الشوارع والميادين العامة خلال الآونة الأخيرة.
وغزت مئات الدراجات النارية أو ما تعرف بـ'الموتور سيكل' القطاع بعد فتح الحدود مع مصر قبل نحو أسبوعين ودخول المواطنين الغزاويين إلى المدن المصرية، حيث شهدت معارض بيعها إقبالا كبير نظرا لثمنها المقبول، وشوهدت شاحنات تتجه إلى غزة وهي محملة بالعشرات منها.
ويكمن الخطر في أن غالبية من يشتريها ويقودها من الهواة الشباب الذين ينبهرون بتصميمها وحداثتها، حيث يفتقدون إلى ابسط قواعد قيادتها، ويقومون بذلك بشكل استعراضي أمام المواطنين، وفي محاولة لتقليد أبطال أفلام الأكشن. هذا بالإضافة إلى أن البنية التحتية وخاصة الشوارع في غزة غير مهيأة ليس فقط لهذا النوع من المركبات بل حتى للسيارات العادية في كثير من الأحيان.
ويسمع السائر بالطرق صوت إنذار متواصل ليلتفت إلى الخلف فيجده صادرا عن دراجة نارية بسرعة رهيبة قد لا يعرف سائقها أي معلومات تذكر عن قيادتها وكيفية التوقف أو الالتفاف بطريق جانبي أو تشغيلها من الأساس.
ولا تزال حادث مقتل مواطن وإصابة اثنين آخرين نتيجة فقدان أحد سائقي الدراجات النارية السيطرة واصطدامه بالمتواجدين في محل تجاري بمدينة رفح الأسبوع الماضي، الحدث الأبرز المتداول على ألسنة المواطنين، متخوفين من ازدياد تلك الحوادث.
واستقبلت مستشفيات القطاع خلال الأسبوعين الماضيين أكثر من 70 إصابة، أربع منها في حالة الخطر جراء حوادث سير تسببت فيها دراجات نارية، وتنوعت ما بين كسور ورضوض.
وتشير المصادر الطبية إلى أن حوادث الدراجات النارية خطيرة جداً بسبب قيادتها الصعبة وعدم تمكن سائقها من السيطرة عليها جيداً وانعدام التراخيص اللازمة لها، مؤكدة أنها لم تعد تشكل خطراً على المواطن العادي فقط، ولكن أيضاً على سائقها، لأنه معرض للاصطدام في سيارة أو حائط وغيرها بحكم جهله بقواعد القيادة، وكذلك لعدم توفر الطرقات السليمة لقيادة مثل هذا النوع من المركبات.
وبحسب بعض التجار الغزاويين فانه وبالرغم من أن أسعار الدراجات النارية ليست في متناول الجميع، كونها تتراوح ما بين 800 إلى 2000 دولار، لكنها وبشكل مفاجئ ملأت الشوارع والأزقة، وباتت تباع بمزايدات علنية وسط ميادين المدن وفي الأسواق وبين تجمعات الزبائن.
ويحاول من اقتناها من التجار تعويض رأس المال الذي دفعه للباعة المصريين بعرضها في غزة للهواة ومحبي هذا النوع من الدراجات الخطرة.

رأي الشارع
ويطالب المواطنون سائقي تلك الدراجات بمراعاة القوانين السليمة والقواعد الصحيحة، مشيرين إلى أن ما يزيد الأمور سوءاً هو التعلم على قيادتها في الطرقات العامة والشوارع التي تسلكها السيارات.
ويوضح الأستاذ ياسين محمد وهو مدرس أصيب الأسبوع الماضي جراء دهسه من قبل سائق هاوٍ أن سبب كثرة حوادث الدراجات النارية قي قطاع غزة ناتج عن السرعة الهائلة لسائقيها، وخصوصاً الشباب، إضافة إلى عدم خبرتهم الكافية في القيادة. معربا عن تخوفه الشديد من التهور في قيادتها مما قد يزيد من أعداد القتلى والمصابين.
بدورها حذرت المهندسة هبة خالد من خطورة انتشارها بشكل غير منظم في شوارع القطاع، وبيعها في كل مكان دون رقابة، ودون إدراك لمدى خطورتها أو حتى كيفية استخدامها والتعامل معها. مرجعة سبب إقبال المواطنين على هذا النوع من الدراجات إلى أزمة الوقود، وارتفاع تعرفة المواصلات الداخلية، وازدياد حجم البطالة وانعدام فرص العمل لدى فئات الشباب تحدياً.

منافع للناس
وعلى الرغم مما سببته هذه الدراجات من قلق للناس، فهناك من يجد فيها وسيلة للترفيه، فأحد الشبان يقول إنه اشترى دراجة نارية بهدف تغيير نمط حياته، وبسبب أوضاعه النفسية السيئة. موضحا أنه يستخدمها للترفيه وكنوع من التغيير، معترفاً أنه يجهل في الوقت الحالي استخدامها بشكل سليم، ولكنه ينوي أن يتعلم عليها خلال الأيام القادمة من خلال الممارسة والتدريب.
كما أن محمد (19 عاما) لم يصدق أن والده استجاب لأمنيته وقام بابتياع واحدة منها وقال: 'أجمل وسيلة نقل ولا أصدق أنني أقود دراجة نارية بوسط غزة فهي ملك لي ولا اضطر لانتظار سيارات الأجرة'.
حملة شرطية
أما ما يخشاه قادة هذه الوسيلة أن تقوم الشرطة بإيقاف قائدها وطلب الأوراق الثبوتية والرسمية الخاصة بقيادة وسائل النقل كالترخيص والتأمين، حيث لا يحمل غالبيتهم مثل هذه الأوراق رغم أنهم يعلمون خطورة الأمر.
وهو ما حدث بالفعل فقد أعلنت دائرة المرور بالشرطة المقالة عن البدء بحملة مرورية لضبط الدراجات النارية غير المرخصة.
وقالت الشرطة المقالة في بيان صحفي إن الحملة ستشمل كافة محافظات غزة، وسيقوم المكتب الفني التابع لإدارة المرور بالإجراءات المطلوبة والتي ستشمل إيقاف هذه الدرجات والتأكد من أوراقها، ومن هوية سائقها وحصوله على الرخصة التي تمنحه حق السير بها على الطرقات وإلا سيتم مصادرتها حتى حصول سائقها على الرخصة، مؤكدة على أنها ستتخذ إجراءات قاسيه بحق المخالفين.
وأشارت شرطة المرور المقالة أن الدرجات النارية حصدت أرواح عدة أشخاص وأصابت أكثر من 70 مواطنا وأنها أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على الشارع الفلسطيني. مطالبة أصحاب الدراجات النارية بالتوجه إلى مدارس القيادة والحصول على رخص قياده خاصة بدرجاتهم.

الآن- سامر خويرة- نابلس

تعليقات

اكتب تعليقك