أول وفد كويتي يزور غزة منذ 1948 وفي جعبته مشاريع تنموية لإنعاش اقتصاد القطاع

عربي و دولي

485 مشاهدات 0


 استطاع وفد كويتي وللمرة الأولى منذ احتلال إسرائيل لفلسطين دخول قطاع غزة بعد فتح الحدود الجنوبية له مع مصر، وذلك للتضامن مع سكانه المحاصرين.

وأوضح المهندس كمال مصلح مدير جمعية الرحمة العالمية أن بعض أفراد الوفد الكويتي تمكنوا من دخول القطاع، وذلك بعد تعرض بعضهم لمضايقات على الحواجز المصرية التي رفضت إدخالهم، مضيفاً أن بعض الدبلوماسيين وأعضاء مجلس الأمة منعتهم السلطات المصرية من دخول القطاع بطريقة غريبة جداً رغم أنهم جاؤوا بصفة رسمية'.

ونقلت صحيفة 'فلسطين' الصادرة في غزة وفي عددها الصادر اليوم الخميس عن مصلح قوله إن الوفد الذي وفق بدخول القطاع يضم ممثل عن جمعية الإصلاح الاجتماعي الكويتية يحيى العقيلي وخالد العبد الجادر من اتحاد الطلبة الكويتي -فرع الكتلة الإسلامية، وصحفي من وكالة أنباء كونا، أما الدكتور وليد طبطبائي، والدكتور وليد العنجري رئيس مكتب رياض الشام للرحمة العالمية، فقد منعا من المرور على 'كوبري السلام' في مصر.

وأشار إلى أن الوفد الزائر اصطحب معه سبع عشرة شاحنة إغاثية، منها عشرة محملة بالمواد الغذائية والباقي بالمواد الطبية كمساعدة رمزية لأهل غزة، مما كان له أثر طيب جداً في نفوس المحاصرين.

وعن سبب عدم قدومهم عن طريق (إسرائيل) رغم كونهم نواب ويمتلكون حصانة، قال مصلح: 'منذ احتلال فلسطين لم يأت أي وفد كويتي إلى فلسطين، فهم لا يعترفون بـ(إسرائيل)، كما أن هؤلاء النواب إسلاميون، فجمعية الإصلاح الاجتماعي تابعة للإخوان المسلمين هناك'. مضيفا: 'لا يوجد كويتي يقبل تأشيرة مدموغة من (إسرائيل) رغم الخلافات الكبيرة بيننا وبينهم بسبب موقف منظمة التحرير التي أيدت العراق في احتلاله للكويت، لكنهم رغم ذلك لم يعترفوا بـ(إسرائيل).

ويقولون لنا دائما: 'هذا عهد منا ككويت أن نقف مع الأقصى مهما حدثت من خلافات'، ويطلقون على ذلك 'عهد من الكويت إلى الأقصى الحبيب'.

 مشاريع ضخمة

كما قالت الصحيفة إنه تم خلال زيارة الوفد وضع حجر الأساس لمشروعين كبيرين، الأول 'مركز الكويت لرعاية الأيتام'، ورصدوا له ما يزيد عن مليوني دولار في منطقة الزيتون بغزة، سيتم إنجازه خلال عام. كما يهدف المشروع الثاني لتحقيق  الأمن الغذائي، بحسب مصلح الذي قال: 'كنا قد عرضنا عليهم في السابق إنشاء مزرعة أبقار  صغيرة، ولكن عندما قدموا إلى غزة وشاهدوا النقص في المواد الغذائية الذي يعاني منه أهلها، قرروا توسيع المشروع ليتضمن جلب 400 رأس من البقر من الخارج على الأقل لصناعة الأجبان ومشتقاتها'، مشيراً إلى أن هذا المشروع كلفته لا تقل عن مليون ونصف المليون دولار.

ولفت إلى أن رئيس الوزراء إسماعيل هنية منح للمشروع أرضاً تبلغ مساحتها نحو 20 دونماً في إحدى المحررات بدير البلح وسط القطاع كخطوة لدعم المشروع.

كما تطرق مصلح إلى مشروع جديد ينوي الكويتيون تنفيذه أطلق عليه 'ازرع نخلة في أرض الرباط'، موضحاً أن المشروع خصصت له ميزانية لمائة ألف نخلة بهدف تعويض الأشجار التي جرفتها (إسرائيل) في عدوانها على قطاع غزة، سيتم إنجازه في مدة تتراوح بين ثلاث إلى خمس سنوات.

وعن الأماكن التي تفقدها الوفد الزائر، قال مصلح: 'كنا برفقتهم على مدار الساعة لمدة ثلاث ليال لم نذق فيها طعم النوم رغبة منا أن نكون على قدر المسئولية ونعطي انطباعاً مختلفاً عن الشعب الفلسطيني للكويتيين'، مضيفاً أنه تم زيارة عدد من الأسر المنكوبة التي تعرضت منازلها للهدم من قبل الاحتلال الإسرائيلي، سواء من خلال توغلاته أو من خلال قصفه للمنازل، إضافة إلى زيارة المؤسسات الأهلية الفلسطينية التي تقدم خدماتها للمواطنين.

وذكر أنه في إحدى جولاتهم الميدانية طلب منهم طفل في الثامنة من عمره أن يصحبهم إلى مكان يبعد مائة متر وقال: 'لقد صحبنا الطفل إلى بيارة تزرع فيها أشجار البرتقال وقال لنا: هنا أطلق صاروخ إسرائيلي'، فاحزن الموقف الوفد الكويتي الذي حمل أغصاناً وثماراً من الأشجار التي تعرضت للقصف إلى بلده'، مشيراً إلى أنه في إحدى حلقات برنامج 'قذائف' للشيخ الدكتور محمد العوضي، في قناة الرأي الفضائية الكويتية- تم استضافة الوفد بعد عودته من غزة – فكان اللافت للنظر أن برتقالة كانت موضوعة على طاولة الأستوديو، الأمر الذي استدعى من مقدم الحلقة أن يسال الضيوف عن سببها، فاخبروه بقصة الطفل الغزي الذي صحبهم إلى مكان البيارة.

 مواقف مشرفة

وأشار إلى أن للقيادة الكويتية مواقف مشرفة مع الفلسطينيين، مستدلاً بذلك أنه عندما اتصل خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس برئيس البرلمان الكويتي قال له الأخير: 'إن البرلمان الكويتي هو برلمان لفلسطين'، الأمر الذي أبكى مشعل. مبيناً أن ًالحكومة في غزة قدمت اعتذارها للوفد الكويتي عما بدر من الفلسطينيين إبان غزو العراق للكويت.

الآن- الضفة الغربية- سامر خويرة

تعليقات

اكتب تعليقك