الحساوي يتهم متنفذين بإغراق الثالثة بالأموال السياسية، وشراء الولاءات لضرب المؤزمين

زاوية الكتاب

كتب 810 مشاهدات 0


 

الراى

 الثالثة... دائرة العجائب!!

الدائرة الثالثة هي دائرة عجيبة غريبة، فهي تضم جميع توجهات المجتمع الحضرية والبدوية والسنة والشيعة، بل والأهم هو أنها تضم جميع توجهات الكويتيين من اقصى اليمين الي اقصى الشمال، فرموز المعارضة تتركز فيها ورموز الموالاة تتركز فيها، ورموز من يشترون الاصوات والمتهمين من القبيضة يتركزون فيها، ورموز الحركة الاسلامية موجودون فيها كما رموز دعاة الفساد وتحليل المنكرات والاعجب هو ان استبيانات الرأي تبين تفوق رموز تلك التوجهات جميعا بطريقة غريبة.
التفسير المنطقي لذلك التباين في الدائرة هو ان مؤيدي محاربة المؤزمين من المجلس السابق وهم شريحة كبيرة من المواطنين يعتقدون بأن اسلم طريقة لاقصائهم وابعادهم عن المجلس هي في تأييد مناقضيهم حتى لو كان ذلك على حساب الفساد المستشري في اولئك المناقضين، ومجاهرتهم بالمنكرات ومحاربتهم للفضيلة، فهم يرون بأن اقصاء المؤزمين هو الواجب الاهم في تلك المرحلة لذلك نرى مخيمات التافهين من المرشحين تمتلئ بالناس.
هنالك تفسير آخر لذلك التباين وهو ان بعض المتنفذين ممن عانوا الامرين من المجلس السابق قد عقدوا العزم على محاربة من تسببوا في خسرناهم وفضح اساليبهم في افساد البلد، فما كان منهم إلا إغراق الدائرة بالاموال السياسية، وشراء الولاءات لكي يضربوا بها خصومهم بعد ان اطلقوا عليهم تهمة المؤزمين.
في تصوري ان قوى المعارضة قد توحدت سابقا بسبب حجم الفساد في الحكومات السابقة واستطاعت تحريك الشارع كله لاسقاط المجلس والحكومة، وان ما تكشف من فضائح فيما سمي بقضية «القبيضة» قد اعطى للمعارضة زخما كبيرا وتأييدا من غالبية الشعب، لكن المعارضة قد جاءت اليوم بنفسية منفتحة وروح جديدة ومدت يدها لرئيس الوزراء الجديد لكي تبدأ مسيرة جديدة مليئة بالتعاون والانجاز، وهو ما نسمعه اليوم من قيادات المعارضة، ولاشك ان الحكمة تقتضي ان تمد لها الحكومة يدها لتتعاون معها وتنهي تلك الازمة العاصفة، وهو ما اعتقد بأن الشيخ جابر المبارك حريص عليه، كما اعتقد بأن تجنيد هؤلاء المؤزمين الجدد وجعلهم رأس حربة للقضاء على المعارضة سيشعل البلد اكثر مما هو مشتعل، وسيحول البلد الى ساحة صراع لا تبقي ولا تذر.
ان كان من نصيحة اوجهها الى الناخبين في الكويت والى ناخبي الدائرة الثالثة فهي ان الانحراف لا يعالج بالانحراف وان واجبهم هو اقصاء هؤلاء المؤزمين الجدد الذين لا يقلون سوءا عن القبيضة واصحاب المصالح والمفسدين، وان كان من استبدال للمعارضة فليكن باختيار المعتدلين في الدائرة ومن اصحاب البرامج الهادفة والمخلصين وما اكثرهم، وليتذكروا بأن البلد لايحتمل المزيد من التجارب ولا المزيد من التأزيم فقد والله طفح الكيل وكفر الكثيرون بالديموقراطية، وليتذكروا بأنها امانة سيُسألون عنها يوم القيامة.


د. وائل الحساوي

تعليقات

اكتب تعليقك