جعفر رجب ينتقد الحملة ضد الفضل والجويهل، ومتأكد من وجود «بلوكات شعبية» تدعم طرحهما

زاوية الكتاب

كتب 1660 مشاهدات 0


 

الراى

 الفضل والجويهل

هذه بعض الكلمات الخالدة للنواب السابقين:
البراك يصف احد الشخصيات: ساقط، لاقط... ويصف أحد الوزراء «الضب لايعرف ربه إلا مستلقيا»...!
الطاحوس في تعليقه على احد النواب: ناسي شواربه في شرم الشيخ!
حسن جوهر في تعليقه على غرفة التجارة: بعضهم يسرسرون...!
الصرعاوي يصف الوزراء: الحكومة تفوشح!
القلاف مخاطبا احد النواب: اسكت يا حي... يا قليل الح...!
فيصل المسلم مخاطبا احد الوزراء: غصبا على خشمك..!
وليد الطبطبائي مخاطبا أحد السفراء: اخرج من البلد ياعرص...!
الراشد يرد على احد النواب: غصبا عليك لا انت ولا عشرة من امثالك..!
سعدون حماد ويصف احد النواب: انت بيسري..!
الوعلان يتحدى البعض: لا نرضى اي كلب..!
أحمد السعدون يصف وزيرا: هذا خبل..!
من الذاكرة ما سردته، ولو اردت البحث في الارشيف الوطني لفضائل النواب، لسطرت مئات من الكلمات المخجلة التي عبر من خلالها نواب الامة عن مستواهم، فهم لم يتركوا وصفا لم يصفوا فيه خصومهم، ولا سبة لم يسبوها، فلا يزايدن احد على احد بالاخلاق، والثقافة، ومستوى الحوار، ولا يستشرفون الآن ويطالبون بعدم انتخاب فلان، وعلان... لانهم شتامون سبابون، ولا اريد ان استرسل واتحدث عن فضيحة هوشة المجلس واقتحامه!
واذا كان الحديث عن استنكار الشعارات العنصرية، فمن منهم ليس بعنصري او طائفي،او فئوي..؟ وما الفرق بين نائب طائفي يسترزق بالقضايا الطائفية، وبين من يستغل العنصرية، وبين من يرفع شعار الغاء الطائفة الاخرى، وبين الغاء المكون الآخر من المجتمع، وبين من يعمل للفخذ والقبيلة وبين من يعمل للحضر فقط،وبين من همه شتم الطائفة الاخرى، او شتم الفئة الاخرى؟!
ماذا اقصد..؟ لن اتركك تخمن عمن اقصد، اتحدث عن المرشحين نبيل الفضل، والجويهل، والحملة التي تشن ضدهما، بعدما اشارت الاستطلاعات الى تقدمهما في الدائرة الثالثة، والتأكد من وجود «بلوكات شعبية» تدعم طرحهما، وتتعاطف مع توجهاتهما، وادى الى تنظيم حملات من قبل بعض المرشحين - خفاء - من اجل اسقاطهما اجتماعيا وسياسيا، وبطريقة واضحة وموجهة وممنهجة، ولم يحصل من قبل في تاريخ العمل الديموقراطي، ان تجيش التجمعات السياسية جهودها من اجل اسقاط مرشح وبالاسم وبهذه الطريقة الفجة، حيث برروا فعلتهم بان المرشحين السابقين ذوا سلوك شخصي غير مقبول، ولكن ياسادة ان الفاظهما ليست اكثر بذاءة مما قيل، وسلوكهما العنصري لا يوازي عنصرية وطائفية بعض النواب ،لهذا فيا حملة شعارات الفضيلة اذكركم بان الناخب اذكى من ان تنطلي عليه هذه الخزعبلات!
وأتساءل ببراءة، من وضعكم حماة على الشعب، واوصياء على رأيه، ومن انتم حتى تحكموا على من يصوت للفضل بأنه غبي، او من يصوت للجويهل بأنه جاهل وسخيف، ومن انتم عندما ترفضون ارادة الناخب، واختياره، وتسفهون رأيه وتشتمونه وتلعنونه، لانه لم يختر مرشحك الذي لم يقتنع بادائه البرلماني؟!
مع الاسف من يقود مثل هذه الحملة ظاهريا شباب بعض القوى الوطنية التي ستنكر طبعا وتقول انها تصرفات فردية -ومع الاسف بدأوا حملتهم بنشر رسائل حول موقف الفضل من قضية التأبين وانه ضد الشيعة! ولعمري انها اوسخ وطنية شاهدتها في حياتي، من يتغنون بمحاربة الطائفية، هم من يثيرونها من اجل حفنة من الاصوات، يحاولون استغلال الطائفية لضرب خصومهم، وأغبى ما في هذا الحملة هو تصورهم سذاجة الناخب، وبأنه سيركض الى احضانهم بمجرد نشر المقالة، ولا يستوعبون ان المشكلة ليست في اختيارات الناخب بل في المرشح، الذي يمارس النفاق السياسي!
قبل ان اكمل حديثي، اعلم ان التعليق سيكون «اذاً انت تؤيد الفضل والجويهل وتدعو الى اختيارهما؟»... لست مع احد، ولا ضد احد، فلا اؤمن بديموقراطية تخير الخراف لون السكين الذي سينحرها، ولكني اؤمن بان القيم واحدة، وحرية الفرد مكفولة، واختيار الانسان يحترم، حتى لو اختار الشيطان ممثلا له في البرلمان سأدافع عن اختياره، وليس من حق احد كائنا من كان، ان يسفه رأي غيره، ويقلل من شأن اختياراته، ويشكل لجاناً لمهاجمة فلان وعلان، بدلا من ان يقنع الناس بمرشحه الزجاجي القابل للكسر- ذكرا كان أو أنثى-!
في الانتخابات السابقة، كانت الدعوات لاختيار المرأة، وكتبت كثيرا عن ذلك في وقتها، ليس لان النساء عبقريات في التشريع ورقابة السلطة التنفيذية، واعتقد انه باستثناء النائبة معصومة المبارك فان البقية على رأي المصريين «حافظين ومش فاهمين»، ولكن دخولهن بحد ذاته نقلة كبيرة في العملية الديموقراطية، وترسيخ لمبدأ مهم وهو مشاركة المرأة في القرار والتشريع، بغض النظر عن مستواهن وادائهن، وبغض النظر عن مستوى المرشح، وسلوكياته وارائه، يجب ان نعلن مبدأ واضحا هو احترام رأيه واختياراته وعدم تسفيهه، وانه لا مكان للاوصياء على الناس واختياراتهم، وانه علينا احترام الصندوق ما دمنا اعتبرناه مرجعنا لارادة الامة، وسواء فاز الجويهل او الفضل او غيرهما، فهي ارادة الامة التي يجب ان تحترم، وليس مهما من يفوز بالانتخابات، فهي ليست انتخابات بين الملائكة والشياطين، بل المهم القيم التي ترسخها هذه الممارسة... فيا ايها الناخب في الثالثة، اذهب الى الصناديق واختر وانت مرفوع الرأس، ولا تحترم من لا يحترم رأيك..!
قد يزعل بعض الاصدقاء، لانه يعتبر ان دخول الفضل او الجويهل كارثة وسبة في الحياة البرلمانية، ولناخبي الثالثة، لاعتبارات خاصة يضعونها، وانا ارى ان منع هؤلاء دخول البرلمان بأساليب غير ديموقراطية وغير شريفة، ومخالفة للمبادئ والشعارات التي ترفعها القوى - بين قوسين - الوطنية، هي الكارثة والسبة في جبين الديموقراطية، فعذرا ايها الاصدقاء، «أنا احبكم، ولكني أحب الحقيقة أكثر»!


جعفر رجب

تعليقات

اكتب تعليقك