الجميل يتوقع أن يسيطر الدينيون على أكثر من نصف مقاعد الخامسة في البرلمان

زاوية الكتاب

كتب 793 مشاهدات 0


 

عالم اليوم

ضحك كالبكا
ما أحلى الرجوع إليه!
كتب عبدالهادي الجميل
في فترة التسعينيات التي تلت الغزو العراقي؛ كان التيّار الديني يعيش أزهى عصوره في الكويت بفضل تحالفه مع الحكومة، فأفرز ذلك سيطرة دينية شبه مطلقة على البلاد التي شهدت ميلا شديدا نحو أسلمة الحياة على يد مجموعة من النوّاب الاسلاميين الذين اكتسحوا الانتخابات، وحاولوا اعادة الشعب الكويتي الى الله من جديد، وكأن الشعب قد ذهب في نزهة مع الشيطان!!
لم يكن التيار المدني آنذاك في أحسن أحواله رغم وجود رموزه التاريخيين، فاكتفى أتباعه بالدفاع عن النظام الدستوري ضد الهجمة “الظلامية” التي اكتسحت مؤسسات الدولة والبرلمان والنقابات والاتحادات والجمعيات الشعبية، فقام التيار المدني بدعم المستقلين ونوّاب الحكومة في الانتخابات العامة، بهدف تقليل عدد مقاعد الاسلاميين، وعندما لا يصبح أمام الشعب سوى الاختيار بين الاسلاميين والحكوميين فاعلم عزيزي القارئ بأن غربان الخراب ستتزاوج وتعشش وتبيض وتفرّخ في كل شارع وزاوية وقطعة وجمعية ونقابة ومؤسسة وبرلمان، وانظر حولك.
اختفى-الان- معظم من سطع نجمه من الاسلاميين في تلك الفترة، فمنهم من غيّبه الموت، ومنهم من غيّبته الحياة الدنيا وزخرفها، ومنهم من غيّبته الحكومة، ومنهم من خرج ولم يعد، ولم يبق في مجلس الأمة سوى النائب السابق وليد الطبطبائي الذي نجح في قراءة المتغيّرات الجديدة على الساحة السياسية والمزاج الشعبي، فحوّل اهتمامه في السنوات القليلة الماضية من القضايا العقديّة إلى القضايا السياسية فأصبح معارضا سياسيا شرسا، ثبت يوم تخاذل الآخرون، فنال التقدير والاحترام .
كما لمع في المجلس السابق نجم الآخر الدكتور جمعان الحربش وفلاح الصواغ. الأول نائب اخواني صريح، بينما الثاني اخواني غير مُعلن. سر نجاحهما يعود إلى أنهما الممثلان الوحيدان لـ”حدس” التي لم ينجح من ممثّليها سواهما فقط ففقدت قدرتها على المناورة والتكتيك، فاضطرّت لمنحهما مطلق الحرية في اتخاذ المواقف واختيار المعارك السياسية لأن تقييدهما بخطط الحركة لن يكون ذا جدوى بحكم أن تنفيذ هذه الخطط يحتاج لأكثر من نائبين كي تستطيع الحركة المناورة أو تنفيذ التكتيكات الانتهازيّة أو ممارسة هوايتها التاريخية في اللعب من تحت الطاولات، ولهذا وجد النائبان المذكوران حريّة حركة كاملة، فانحازا بشكل واضح إلى القضايا الشعبيّة ودافعا عن حقوق الناس دون الالتفات لحسابات الربح والخسارة الحدسيّة المعتادة، فنجحا في كسب الثقة الشعبية في قضايا مفصلية وحاسمة لم يشهد لها التاريخ السياسي الكويتي مثيلا من قبل.
هذا النجاح أعاد بعض البريق للحركات الاسلامية، ويمكن قياس ذلك عبر النظر في نتائج فرعيات بعض القبائل، وخصوصا في الدائرة الخامسة التي يُتوقع أن يسيطر الدينيون فيها على أكثر من نصف مقاعدها في البرلمان.
 هذا النجاح سيكون قاعدة صلبة لنجاحات قادمة في الدوائر الأخرى، وهذا ما لا أتمناه، إلاّ اذا كان هؤلاء سيسيرون على خُطى الطبطبائي والحربش والصواغ.

 

تعليقات

اكتب تعليقك