وليد الغانم يسجل أخطاء يقع فيها المرشحون، ستقلب، برأيه عليهم الطاولة
زاوية الكتابكتب يناير 17, 2012, 12:34 ص 1462 مشاهدات 0
القبس
عزيزي المرشح.. قل هذا ولا تقل هذا
وليد عبدالله الغانم
تواصُل المرشحين مع الناخبين هو أفضل وسيلة للحصول على أصواتهم، فبه تتكون القناعات لاختيار ممثلي البرلمان، بالإضافة طبعا إلى الوسائل التقليدية كالاعتبارات الاجتماعية ودعم الكتل السياسية والرعاية الحكومية وأمور أخرى.
التواصل مع الناخبين في الدواوين أو في المحاضرات والخيم الانتخابية أو القنوات التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونية سلاح ذو حدين، فقد يرفع من أسهم المرشح، وقد يخسف به، تبعا لأدائه وقدراته وتوفيقه في طلته وخطابه.
ثمة أخطاء يقع فيها المرشحون، تقلب عليهم الطاولة، وإذا كان القلة منهم يملكون القدرة على الخطابة والحوار والمناظرة فإن كثيرا من المرشحين يظهر للناس وهو يفتقد القدرات اللازمة التي تؤهله لمواجهة المجتمع والتصدي لطروحاته الفكرية والسياسية بالشكل الصحيح.
من أخطاء المرشحين في خطاباتهم، الابتداء بمهاجمة المنافسين والإساءة إليهم عوضا عن ذكر برنامجه الانتخابي أو نظرته المستقبلية لممارساته البرلمانية، وهذا أحد أبرز الأخطاء التي تتكرر هذه الأيام.
من الأخطاء عدم الاستعداد الكافي لإلقاء المحاضرة أو المقابلة التلفزيونية، فيواجه المرشح الناس بمعلومات ناقصة وقلة إدراك للقضايا المطروحة وعدم جهوزية للنقاش مع الآراء المعاكسة، فيترك انطباعا بالضحالة وقلة الثقافة أمام المشاهدين والحاضرين.
من الأخطاء أيضا عدم اتخاذ موقف واضح من الأحداث السابقة أو الحالية، فإذا ما واجهه الناس بسؤال عن موقفه اتخذ خطا رماديا، فلا هو مؤيد ولا هو معارض، ولا هو صاحب موقف خاص، وكأنه يخفي عن الناس شيئا، وهذا الغموض يدعو الناس للارتياب من المرشح وتوجهاته.
بعض المرشحين إذا زار الدواوين لا يقوى على مواجهة مساءلة الناس له، ويضيق صدره بنقاشهم، وبعضهم قد يفقد أعصابه فيظهر بصورة مغايرة للبهرجة الإعلامية التي يحاول تسويقها للآخرين، ولذلك من الأهمية بمكان أن يكون المرشح ذا سعة صدر وتحمّل لضغوطات الاحتكاك المباشر مع الناخبين.
نسمع يوميا تعليقات الناس على التقائهم بالمرشحين، فيمدح بعضهم بثقافتهم وحلو لسانهم وسعة اطلاعهم على القوانين ومتابعتهم للأحداث، ويذمون آخرين بضعف بضاعتهم الفكرية أو سوء تحاورهم مع معارضيهم ومنافسيهم، ويحتارون في فئة اعتادت التملّص والتلاعب بالألفاظ في خطابها الرسمي، وكلما أطلقت تصريحا تاه الناس في معناه واختلفوا في تفسيره.. أيها الناس تابعوا مرشحيكم هذه الأيام وحاوروهم وقيّموا مواقفهم وتصريحاتهم، ولا تتركوا لهم أمرا صغيرا ولا كبيرا إلا سألتموهم عنه، فإنكم لن تروهم إلا بعد 4 سنوات.. والله الموفق.
تعليقات