ستشرق شمس البدون باذن الله قريبا ليبدأ بحياتهم ربيع الإنسانية..فحوي مقالة دلال الدرويش
زاوية الكتابكتب يناير 17, 2012, 12:23 ص 1364 مشاهدات 0
عالم اليوم
مَعْبَر قلمي
وعود ربيعية.. وأزمة واقعية !
كتب بقلم: دلال عبد المحسن الدرويش
إن ما حدث حولي أوجعني و آلمني وجعلني أشد رحالي لقلمي وأوراقي، معبرة عن ما يجول بخاطري، ليتملكني الصمت بحثا عن حروفي التي في تلك المواقف تخذلني، حروف قد لجُمت بما حدث بحاضرها، ومزقت بتراكمات الماضي فاقدة الأمل بالمستقبل، البدون والاعتصام السلمي وتعاطي وزارة الداخلية ثالثهما، مناظر صورت وكأننا لسنا بالكويت، حتى خيل لي أن أطلق تغريدة متسائلة “أَنحن فعلا بالكويت..!!”، مشاهد شتى وأقوال ملأت الألسن وتلقفتها الأسماع، لا نعلم أيها صحيح وأيها خاطئ..!!، نصدق من ونكذب من ..!!، الحق سينصف من وسيقف مع من ..!!، إلى أن حضر ضرورة استقراء الواقع وربطها بالماضي لنفهم المستقبل جيدا.
نعم نتفق ونُقِر أن هناك ظلما وقع على إخواننا البدون منذ أكثر من خمسين سنه، وكثيرون هم من حذروا أن قضية البدون كرة ثلجية واقعة من أعلى الجبل و حجمها بازدياد لن يسيطر عليها يوم من الأيام، ومنهم من أشار إلى أن مؤشرات تفاقم القضية بدأت تُنبيء بالخطر واستعجال الحل، والآخر تطرق لها بأنها قنبلة موقوتة ستنفجر في فجر قريب، ولكن لا حياة لمن تنادي ولم يكرس للقضية سوى الإهمال والركود في حلها، حتى بعد انشاء الجهازالمركزي لم يزد الحل إلا مماطلة وتسويفا..!!، متى وأين..؟! لا نجد جوابا إلا بالنفي أو أن الحل سيأتي بعد حين، وإلى يومنا هذا لم نر جدية الحل حيث حدث ما كنا نراه من ثقب الأيام والسنين أصبح حاضرا نعيشه، نفد الصبر التي حملته أكف حماسة الشباب، بدأ اعتصاما سلمي منتهيا بمصابين من الطرفين ومعتقلين..!!، ولم يقف لهذا الحد بل أن الصورة التي ارتسمت وكأنها صراع ما بين البدون والقوات الخاصة، وحقيقة الأمر أن المسألة كلها ظلم وقع يبطش بالعباد أرادوا عرضه بصورة سلمية وحاضرية.
لن أسأل إلى متى ..؟!، لقد فَقَدَ السؤال قيمته من كثر علك الألسن له وترديده على مسامع مختلفة، ولكن ما هي الخطوة التي تلي الانفجار، هل سيستمر الظلم واقعا أم سيرفع..؟!، نريد واقعية لخطوات الحل، يلزمنا احتواء هذا الانفجار حتى لا نتكبد المزيد من الخسائر المادية والمعنوية، فالبدون إخواننا والشروع بحل قضيتهم هو استقرار للبلاد، ورفع الحرج عن الكويت أمام مجالس حقوق الإنسان التي وَضَعَتْ وطننا في قوائم سوداء من اتجار بالبشر وغيره، حل قضية البدون دليل على وصولنا لمستوى عال جدا من الوعي الإنساني والحقوق الإنسانية، فيا سيدي صاحب قرار الحل إذا أردت تحقيق التنمية للكويت والنهوض بها عالج القضايا الإنسانية التي تم توقيع بنود حلها بالمعاهدات والمواثيق العالمية والدولية، فالحق سيحق حتى بعد حين فبادر أن تكون يد احقاقه ولا تكن حجرة عثرة في طريقه يلجؤون يوما لإبعادك لتسير الأمور.
أختم مقالي برسالة لإخواني البدون وأعلم جيدا أنهم من المتفهمين لكلماتي القادمة، لن أقول وطني يحتاجكم بل سأقول وطننا بحاجة لأبنائه ليستقر، أمن البلاد هو أمننا جميعا، فلا تدعون لهم الفرصة ليتهمونكم بأنكم محرضون، الكويت أمانة بيدكم وبين أعينكم ونحن لها سد منيع لنكن أبناء بارين كما كنا نريد الرفعة والإزدهار لهذا الوطن، ونحن جميعا ككويتيين معكم في قضيتكم لن نتوانى عن الحق، مشمرين سواعدنا لأجلكم ولأجل قضيتكم، وخطانا ستجاور خطاهم لمعرفة مدى تطبيق وعودهم والوفاء بتصريحاتهم لنا ولكم، لا تيأسوا لن نترككم ونتخلى عن أي حق من حقوقكم، ولن نتقبل أن يكون الحل مجرد وعود فقاعية توقعنا من جديد بأزمة واقعية، ستشرق شمس البدون باذن الله قريبا ليبدأ بحياتكم الربيع، ربيع الإنسانية.
تعليقات