سهام الفريح تسأل عن الحركة الثقافية في الكويت هل هي بخير ؟!

زاوية الكتاب

كتب 2140 مشاهدات 0

سهام الفريح

آخر الكلام 
هل الحركة الثقافية في الكويت بخير؟ 
 

أ.د. سهام الفريح    

عندما نمعن النظر فيما حولنا نجد ان الكويت، ومنذ سنين قد أنشئت فيها العديد من المؤسسات الحكومية وتبعتها مؤسسات خاصة تعنى بكل ألوان الثقافة من آداب وفنون ومسرح وعلوم، وعندما ننظر الى الأفراد نرى ان الكويت حُبلى بالمبدعين في جميع المجالات الثقافية، وهم من الجنسين، ومن الشباب أيضاً. ولتميز بعضهم كان لهم الحضور خارج الكويت.
قد تقام المؤتمرات والمهرجانات والندوات على مدار العام، لكن السؤال الواجب في هذا المقام: هل كل فرد في المجتمع ينال حقه، ويصله نصيبه من هذه الثقافة؟ أخذاً وعطاءً، وأعني بالأخذ والعطاء: هل يصل للفرد والمجتمع الابداع الحقيقي؟ أم ان ما يصلهم - في الغالب - هو ذلك الركام من الغث، الذي طغى على سطح الحياة الثقافية، ومنذ سنوات، وكأنه هو السائد في مجتمعنا، وكأنه يخلو من المبدعين الحقيقيين في كل جانب من جوانب الابداع، في هذا البلد الصغير الذي كان في يوم ما منارة للثقافة والفن والفكر والأدب، ترك صداه الى آفاق بعيدة، فكان محط الأنظار. والسبب - لا محالة - هو عدم الفرز السليم بين الغث والسمين.. بين المبدع الحقيقي ومدعيه، فقد يسلط الضوء على هذا الغث حتى يشيع وينتشر، وكأنه هو كل ما لدينا من ابداع، فطبيعي ان يؤدي هذا الأمر الى الاضرار بالثقافة، والى تدنيها، والى الاضرار بالذائقة الفنية والأدبية والعلمية للمجتمع عامة. فيصدر الدعم للمدعين على حساب الحقيقيين استجابة لضغوط، ما أنزل الله بها من سلطان، الا سلطان المحاباة والمجاملة والنعرات الفئوية. وعلينا ألا نغفل أعمالاً جادة ومبدعين حقيقين نالوا التكريم والدعم، لكن - للأسف الشديد - جاء دعمهم أو تكريمهم في الغالب ليس بمقياس الكفاءة والتميز، وانما بتلك المعايير ذاتها، وفي هذه الحالة اساءة لهؤلاء المتميزين الذين يستحقون كل التقدير حين ساووا بينهم وبين المدعين، واساءة للابداع ذاته. والأدهى والأمر عندما يكون التعامل ذاته مع فئة الشباب، فقد يسلط الضوء على من لا يملك أي مؤشر للابداع من هذه الفئة، فيمتلكه الزهو لأنه خالي الوفاض.. غض العود.. يعتقد وهماً انه وصل الى النهاية حتى ترتفع أقدامه عن الأرض، ويبقى على حاله هذه حتى يشيخ ويكبر، وهو خال، وقد تعاني الثقافة من أمثال هؤلاء الذين اعتقدوا واهمين انهم ملكوا الثقافة في الكويت دون غيرهم فهم سدنتها، فأمسوا وبالاً على الثقافة، وعلى أنفسهم أيضاً. ويستوقفني أيضاً ما يقدم للطفل من أدب وفن فقد يردنا في كل يوم كمّ هائل من الأعمال الأدبية والفنية الهابطة الا بعضها، والسبب هو انعدام ذلك الشعور العالي بالمسؤولية لدى هؤلاء وهم يكتبون ويعدون أعمالاً للطفل، بل العكس يعتقدون جهلاً ان الكتابة واعداد الفنون للطفل ما أسهلها وفي هذا استهانة بالطفل واضرار بذهنيته وفي تنمية ذائقته الفنية والأدبية، لذا فان المؤسسات المعنية، مطالبة بتشديد الرقابة على كل ما يكتب ويقدم لهذه الفئة حماية لهم، لكن ما نصادفه هو العكس، إذ تقوم هذه المؤسسات بالترويج لمثل هذه الأعمال بان تدعمها وتنشرها وتوزعها على المكتبات العامة ومكتبات المدارس، وهم أجرموا - دون قصد - بحق الطفل. ولا نغفل أيضاً أعمالاً جادة تميزات بتمكنها في استخدام الأدوات والآليات اللازمة في الكتابة واعداد الأعمال الفنية للطفل، وقد نال أصحابها التكريم من خارج الكويت أولاً حتى تنبه بعضهم ليكرموا في داخلها.
لذا نقول (لا كرامة لنبي في قومه).

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك