عبدالمحسن جمال يوضح مفهوم الحكومة والمعارضة
زاوية الكتابكتب يناير 7, 2012, 1:11 ص 929 مشاهدات 0
القبس
رأي وموقف
مفهوم الحكومة والمعارضة
كتب عبدالمحسن يوسف جمال :
الحكومة والمعارضة هما مصطلحان مهمان في النظام الديموقراطي، بل إن أساس الديموقراطية هو هذان المصطلحان.
فبعد الانتخابات في أي نظام ديموقراطي كامل، يقوم الحزب الفائز أو تحالف أحزاب الأغلبية الفائزة بتشكيل الحكومة، بينما تصطف الأقلية لتمثل المعارضة.
وقد يحدث العكس في انتخابات أخرى، فتتسلم المعارضة إذا ما نجحت من خلال الأكثرية تشكيل الحكومة، وتصبح أحزاب الحكومة السابقة معارضة.
هذا الأمر من بديهيات العمل الديموقراطي، لكننا في الكويت، ولأننا لا نعيش هذا التداول السياسي بالأسلوب الديموقراطي المعروف في الغرب، فإن مفهوم الحكومة والمعارضة مازال غامضا لدينا، بل إنه غامض أيضا على كثير من أعضاء مجلس الأمة، ومن المرشحين، فبعض المرشحين يطرح نفسه كمعارض من الأساس، على أن يظل معارضا الى النهاية، وهو أمر لا يستقيم مع فهم النظام الديموقراطي وتداول السلطة.
وحتى في الممارسة العملية لأعضاء مجلس الأمة، عندنا لطالما انقسم النواب في تصويتهم الى قسمين، حيث يقف فريق مع التصويت الحكومي وآخر يعارضه، بينما يحدث انقسام آخر في تصويت آخر وهكذا، ولعل هذا التبادل في الاصطفافات السياسية هو طبيعة البرلمان الكويتي في تبادل المواقف، لأن الدستور الكويتي لم ينص على أن الأكثرية هي التي تشكل الحكومة، بل وضع الأمر بيد صاحب السمو الذي يعين رئيس الحكومة، والتي يصبح أفرادها أعضاء في مجلس الأمة ويؤدون قسَمين، الأول أمام صاحب السمو الأمير بوصفهم وزراء، والثاني أمام المجلس بوصفهم أعضاء.
لذا، فإن مفهوم المعارضة لدينا يجب أن يتضح أكثر ويعتمد بالدرجة الأولى على القضايا التي يصوّت عليها النائب، حيث يعتمد كثير من الناخبين في الدول الديموقراطية على سجل تصويت الناخب في القضايا الحيوية والمعاشية والقوانين التي تنمي البلد وتطوره.
ولو ضربنا مثالا على الاصطفافات في مجلس الأمة، فسنجد أن المعارضين لخطة التنمية كانوا ثلاثة نواب فقط، بينما زاد عدد المعارضين لقانون الخصخصة مع انه جزء من خطة التنمية، حيث إن الخطة تعتمد على القطاع الخاص بشكل كبير. وهذا يعني أن المعارضة النيابية قد تتقلص أو تزداد وفق طبيعة القانون المراد الموافقة عليه.
لذا، فمن المهم ترشيد مفهوم المعارضة، خصوصا مع دخول شريحة الشباب إلى المعترك السياسي، ليكون أداء نوابنا في المستقبل أكثر رشدا، وفهمهم للديموقراطية والاصطفافات السياسية أكثر نضجا.
د. عبدالمحسن يوسف جمال
تعليقات