«حدس» مدرسة سياسية قوية تشرف من ينتمي لها، برأى مرزوق الحربي

زاوية الكتاب

كتب 879 مشاهدات 0


 

 

الوطن

«حدسي».. وأفتخر

مرزوق فليج الحربي

 

قبل ان نصدر حكماً سابقاً على المقالة أو كاتبها اتمنى قراءتها الى النهاية فالمقالة لا تدخل من باب الترويج السياسي للحركة الدستورية الاسلامية ولكنها تسلط الضوء على أحد الظواهر السياسية الموجودة عندنا.
كان لابد من المقدمة السابقة لأن اسم حدس او الحركة الدستورية يسبب حساسية مفرطة لدى بعض الناس ويخلق تصورات وفرضيات واتهامات لمجرد قراءة العنوان مع ان الحركة الدستورية الاسلامية والتي تم أنشاؤها منذ عشرين عاماً تصنف على انها حركة سياسية فكرية شأنها شأن جميع الحركات السياسية الفكرية فهذا التحالف الوطني الليبرالي وهذا التجمع السلفي ومن اسمه يتبع المدرسة السلفية وهذه المرجعيات الشيعية تنزل قوائم باسم مرشحيها.
و«حدس» خلال عشرين عاماً قدمت أعضاء متميزين لمجلس الامة وكذلك قدمت اعضاء دون المستوى المطلوب، «حدس» قدمت نجاحات سياسية كما وقعت في اخفاقات واخطاء سياسية «حدس» خلال عشرين سنة كان لها مواقف مشرفة ووقفات جادة وكان لها مواقف بنيت على مصالح سياسية ولكن مهما اتفقت أو عارضت «حدس» فان الكل يقف عند قوتها التنظيمية وقوة المؤسسة السياسية لديها وقدرتها على جمع كلمة اعضائها وتبني مواقف سياسية واضحة وقوة القرار السياسي داخل المؤسسة فلقد ضحت «حدس» ببعض قياداتها كالبصيري والشطي من اجل مواقفها ومبادئها و«حدس» قوة سياسية بغض النظر عن عدد ممثليها داخل مجلس الامة فهي تعمل لو كان عندها عشر مرشحين او مرشح واحد بنفس القوة و«حدس» عندما تختار من تزكيهم لمجلس الامة كمرشحين فأنهم يمرون بمراحل حتى يصلوا ليكونوا كفوئين لتمثيل «حدس».
واليوم نشاهد ظاهرة سياسية رصدت لأكثر من مرشح فان بعض من انتظموا مع «حدس» خلال فترات دراستهم الجامعة وشاركوا في العمل الطلابي او شاركوا «حدس» او جماعة الاخوان بصورة اشمل انشطتهم خلال صباهم او شبابهم فأنهم اليوم يتبرؤون من الانتماء لـ «حدس» ويعلنون ان هذه فترات بحياتهم انتهت وأنهم اليوم يمثلون انفسهم وقبائلهم ولا نجد هذا الأمر عند من ينتمي للتجمع السلفي ولا نجده عند من ينتمي للتحالف الوطني ولا نجده عند من ينتمي للمرجعيات السياسية الشيعية باختلاف توجهاتها مع ان الاسقاط السياسي واحد لجميع التجمعات السياسية الفكرية بمعنى ان ما يجري على «حدس» المفروض يجري على غيرها ولكن لأسباب كثيرة وللهجمة الشرسة على «حدس» أصبح الانتماء لها كأنه سبة.
والمستغرب ان المتبرئين من «حدس» والمقصود من كانوا ينتمون لـ «حدس» ونزعوا عباءتها عن ظهورهم ظلت كريزما «حدس» بادية عليهم فالحركة الدستورية لديها بصمة واضحة في من تأهلهم لتولي مناصب طلابية او نقابية ومخرجات «حدس» واضحة دون غيرها وخريجي مدرسة «حدس» السياسية لديهم ظهور اعلامي وقوة خطابة ويعدون محاورين سياسيين جيدين واغلبهم لديه حضور اجتماعي والقياس في ذلك مرشحي «حدس» الذين تقدمهم في كل انتخابات برلمانية.
وكان من المفترض ان من كانوا من «حدس» ونزلوا مستقلين ان يفتخروا أنهم تخرجوا من تنظيم «حدس» ومنبع الفخر ليس الانتماء الفكري بل لأن الحركة الدستورية لا تخرج الا النوعيات المؤهلة سياسياً والتي تعمل على تدربهم تدريبا عاليا للعمل النقابي او الطلابي ولولا «حدس» لما وصل بعض المرشحين المتبرئين منها لهذا المستوى السياسي وبعضهم ينافس على الوصول لمقاعد البرلمان.
ومن باب الانصاف السياسي ان على المرشح الذي انتمى لـ «حدس» في فترة من حياته ان يضمن هذه الفترة ضمن سيرته السياسية فـ «حدس» مدرسة سياسية قوية تشرف من ينتمي لها وتزيده قوة في الحضور والطرح السياسي وقوة في العمل التنظيمي.

مرزوق فليج الحربي

تعليقات

اكتب تعليقك