الحرمي : السعودية وإيران تسعيان لتهدئة الأمور بينهما
الاقتصاد الآنديسمبر 15, 2011, 12:46 ص 977 مشاهدات 0
أوبك : قرار تصافي القلوب
قررت منظمة ' أوبك' مساء أمس العمل على زيادة إنتاجها من النفط الخام إلى معدل الـ30 مليون برميل ابتداء من بداية السنة القادمة ، وتوصلت المنظمة إلى هذا القرار بين أعضائها في فترة وجيزة حيث كانت المفاوضات من خلف الكواليس مابين المملكة العربية السعودية و إيران ، الأمر الذي يعكس توجه البلدين إلى تهدئة الأمور السياسية بينهما في الوقت الحاضر و التفاهم على تماسك المنظمة بدلا من إنهاء اجتماعهم بالفشل ، مثلما ماحدث في شهر يونيو الماضي في فينيا.
ولاشك أن قرار المنظمة في زيادة سقف الإنتاج لم يكن سهلا ، حيث كانت تنتج أكثر من 5 ملايين برميل من النفط الخام ، أي بما يتجاوز سقف الإنتاج المعمول به منذ عام 2008 و البالغ 800 ر 24 مليون ، لذا كان يجب على المنظمة ترتيب ' البيت البترولي' و عدم ترك الحبل على الغارب وترك كل عضو يقوم بالإنتاج بأقصى طاقته النفطية دون احتساب ، مما سيؤدي إلى إلحاق الأذى بمكانة وسمعة المنظمة العالمية.
إن قرار زيادة سقف الإنتاج الحالي إلى 30 مليون برميل دون تحديد حصة كل دولة ، هو قرار سليم ، خاصة في غياب حالة عدم الإتفاق حول توزيع حصص الإنتاج لكل دولة ، أي بمعنى أن زيادة 200 ر5 مليون برميل وتقسيمها بالتساوي بين الأعضاء كان بكل تأكيد سيؤدي إلى اختلاف وعدم اتفاق ، حيث من المؤكد أن المملكة وإيران ستسعيان إلى أكبر حصة ، مع أن إيران لا تمتلك أي طاقة إنتاجية فائضة و من الصعب أيضا أن تننتج حصتها الحالية في ظل الوضع الراهن ، كما أنها لا تشجع و لاتريد زيادة إنتاج النفط الخام بل إنها تسعى إلى صعود أسعار النفط للوصول إلى معدلات أعلى من المعدلات الحالية و لا تمانع أن يصل المعدل إلى 150 دولار للبرميل الواحد.
يبدأ العمل بالقرار الجديد من بداية الشهر القادم إلا أن واقع الحال هو أن المنظمة منذ شهر يونيو الماضي مازالت تعمل على زيادة الإنتاج إلى مافوق الـ 30 مليون برميل اذا مادعت الحاجة ، أو في حال زيادة الطلب في الأسواق النفطية ، حيث نرى معدل إنتاج الكويت مثلا في حدود الـ 3 ملايين برميل و المملكة العربية السعودية عند معدل الـ 10 ملايين برميل مع وجود طاقة إنتاجية فائضة تقدر بـ 3 ملايين برميل ، ونرى في نفس الوقت أن أسعار النفط مستقرة ومتعادلة مع رضا واقتناع الدول المستهلكة بمعدل الـ100 دولار بالرغم من الصعوبات الاقتصادية والتجارية التي تواجهها الدول الصناعية الكبرى.
إن قرار المنظمة بزيادة الانتاج وسعيها إلى الإجتماع مرة أخرى في منتصف العام القادم يؤكد صعوبة التنبؤ بمجريات الأحداث بما يتعلق بزيادة أو تراجع الطلب العالمي على النفط ، في ظل مشكلة أو أزمة عملة اليورو و وضع الاقتصاد العالمي وتحديدا في أوروبا و الولايات المتحدة الأمريكية ، ولكننا نتساءل : هل ستتراجع أسعار النفط و تنخفض معدلات النمو على النفط مما سيتطلب النظر مرة أخري في سقف الانتاج أم أن دول 'أوبك' ستراجع معدلات إنتاجها من النفط وتقوم بتخفيض الانتاج بشكل طوعي ومحدود لحماية معدل الـ 100 دولار.
من المؤكد أن اجتماع المنظمة مساء أمس كان اجتماعا ناجحا بكل المقاييس ، انعكس بعده الهدوء و التفاهم بين أعضاء المنظمة و عادت المصالح و المكاسب المشتركة ، بل الأهم هوعودة التفاهم و المصلحة المشتركة في منظمة أوبك على المدى البعيد مجتازة للخلافات الماضية ، عائدة إلى تغليب المصالح المشتركة...................... وتصافت القلوب.
تعليقات