حفّزوا الشباب السعودي .. أو صدروهم لليابان فهي بحاجة للشباب بقلم محمد البلادي
الاقتصاد الآنديسمبر 14, 2011, 11:32 ص 2174 مشاهدات 0
دعونا نعترف أولا أن برنامج (حافز) الذي مازال بين الصلب والترائب قد حرك جموع العاطلين فعلاً .. لكنها للأسف حركة سلبية .. ما زادت العاطلين إلا رهقاً.. وما أضافت إلى نفوسهم غير المزيد من مشاعر الغضب والقهر والاختناق .. فبعد إضافة شرط التدريب أصبح الأسلوب (التطفيشي) الذي يتحدث عنه الشباب أكثر وضوحاً .. الأمر الذي أحال ( حافز) إلى (حاجز) في نظر العديد من شبابنا العاطل ، الذين قال لي احدهم بحرقه : « يا أخي كأنهم حاسديننا على (هالمبلغ ) الزهيد.. والحُجة .. حتى لا تتعودوا الكسل والبطالة !! .. هل رأيت اتهاماً أكثر سخرية وسخفا من هذا .. ( 2000) ريال مبلغ اقل من طموحات أي شاب منا .. إنها لا تكاد تفي بالتزامات (عزّابي بالكفاءة المتوسطة ) فكيف بشباب جامعيين طموحهم يفوق هذا المبلغ بكثير !» .
• في أي نظام عادل من حق المواطن الذي انفق من عمره 17 عاما في التعليم ، ثم اجتهد في البحث عن عمل ولم يوفق ، أن يحصل من الجهة المتسببة في بطالته على مبلغ تعويضي يعينه على متطلبات الحياة الكريمة ، ويساعده في مشوار بحثه عن العمل المناسب .. خصوصا إن كان عاطلا في بلد يعيش فيه 6 ملايين أجنبي ، يشغلون 90% من وظائف قطاعه الخاص، ويسيطرون على 80% من محلات بيع التجزئة ،ويحولون 78 مليار ريال سنويا خارج حدوده ..ما أوصله لأن يحتل المرتبة الثانية في العالم- بعد الولايات المتحدة -على صعيد الحوالات المالية للعمالة الأجنبية ، رغم اننا لسنا بلداً صناعياً.. وكله مستورد ( يا معلم ) ، من العقال إلى السروال ! .
• حواجز حافز ، وتعقيداته تجسد أزمة الثقة في جيل الشباب .. فكثير منا لديه اعتقاد إننا ابتلينا بجيل فاشل كسول يرید كل شيء بلا تعب.. لذا يستكثرون عليه ( 2000) ريال !.. و حتى وإن كان في هذا شيء من الصحة، إلا أن الأكثر صحة هو إننا نمارس ضد هؤلاء الشباب دكتاتورية عجيبة .. بالرغم من أنهم يمثلون الأغلبية بحسب الإحصاءات الرسمية التي تقول أن 60% من سكان السعودية من فئة الشباب .
• الشباب ثروة لا يعرف قيمتها إلا من يشكو من خلل سكاني ديموغرافي كاليابان التي تعاني - وفقا لدراسة قام بها معهد السكان هناك- من تدني معدلات الولادة مما يهدد بخفض عدد اليابانيين بنسبة 30 % خلال السنوات المقبلة، والى انكماش قوة العمل و تقلص حجم النمو .. وبحسب صندوق النقد الدولي، فان الدخل القومي الإجمالي في اليابان سيهبط بمعدل 20 % خلال القرن المقبل .. مما حدا بأحد كبار المسئولين هناك إلى الطلب من الحكومة ان تشجع الشباب الياباني على الزواج والإنجاب.. والا فستكون مضطرة إلى استيراد الشباب من الخارج ! .
• مليونا عاطل عدد كبير وغير مقبول في حضرة اقتصاد مهول كاقتصادنا ..لكنه مرشح للتضخم عدة مرات خلال السنوات المقبلة إن بقينا نفكر في كيفية وضع العراقيل و الحواجز أمام الشباب بدلاً من التفكير في خلق الحوافز و الفرص الوظيفية لهم .. كفى ظلماً للشباب .. فإما أن نحفزهم ونمنحهم الثقة في بلادهم .. أو فلنصدّرهم إلى اليابان ..!! وكفى الله المؤمنين القتال .
تعليقات