عن قضية 'عقيد الشرطة والفتاة'- يكتب الزيد

زاوية الكتاب

لولا التدخلات العليا لطمطمة القضية لما شهدنا التصعيد النيابي

كتب 5778 مشاهدات 0


فساد مزمن (١ )

زايد الزيد

انشغلت البلد بطولها وعرضها في اجازة العيد ، بقضية عقيد الشرطة والفتاة التي اعتدى عليها بالضرب ، وبالطبع فإن القضية ماكان لها ان تأخذ المنحى الذي نشهده  اليوم ، لولا التدخلات الكبيرة و ' العليا ' التي سعت ل ' لفلفة ' القضية و ' طمطمتها ' ، فلو تم السماح للفتاة المعتدى عليها بتسجيل القضية ، وهذا حق أصيل من حقوقها كمواطنة ، بغض النظر عن صحة الادعاء من عدمه ، لما شهدنا هذا التصعيد الكبير من جانب أعضاء مجلس الأمة الذي يريدون أن يردعوا تدخلات المتنفذين في هذه القضية .
 
ان عرقلة اي مواطن او مقيم عن اتخاذه لأي اجراء يكفل له حق من حقوقه ، هو امر يعد من قبيل التشجيع على اشاعة الفوضى في المجتمع ، والتمرد على القوانين !
لقد تمت مماطلة الفتاة المعتدى عليها لساعات طوال ، حتى اجبرت على ابرام اتفاق تسوية مع العقيد  خارج نطاق القانون ، نظير مبلغ عشرة آلاف دينار تسلمتها الفتاة ، كي لا تقوم بتسجيل قضية الاعتداء عليها ، وطبعا خلال تلك الساعات الطوال انشغل جهاز الأمن بجميع قياداته لمتابعة هذه القضية ، ومن المؤكد ان هذا الانشغال جاء على حساب مهام أخرى كان يفترض بهذا الجهاز المسؤول عن أمن البلد أن يضطلع بها !! وهذا ينبئنا بالحالة المزرية التي وصل إليها الجهاز الأمني المناط به حماية الناس وحفظ حقوقهم !
 
وتعالوا لنناقش الأمر بالمنطق البسيط ، فلو لم يكن فعل العقيد كبيرا ومخلا بالقانون ، واعني بفعل العقيد اعتدائه على الفتاة ، وكذلك تواجده في المكان الذي جمعه بالفتاة وآخرين ( كانوا يحتفلون بالعيد في يخت )  ، قبل الاعتداء عليها مباشرة ، لو لم يكن كذلك ، لما أضطر العقيد إلى دفع عشرة آلاف دينار ، ولما تدخلت قيادات من الداخلية ومن خارجها ، لتخليص العقيد من القضية ، وتخليصه أيضا من توابعها ، وأعني بتوابعها التحقيق مع جلساء العقيد والفتاة في اليخت في الفترة الزمنية التي سبقت الحادث مباشرة !
 
لكن التدخل جاء بسبب حماية ضابط كان له دور شنيع ومؤسف تمثل في ضرب نواب وأكاديميين وصحافيين ومواطنين في ديوان النائب الفاضل الدكتور جمعان الحربش في الشتاء الماضي ، وكذلك التدخل جاء لحماية من هم متواجدين في اليخت الذي جمعهم بالعقيد والفتاة ، وذلك لإبعاد جلسائهم حتى عن الشهادة على الواقعة !!
 
نريد ان نقول ان الفساد في وزارة الداخلية هو ليس وليد هذه الحادثة ، بل هو فساد مزمن ، وللأسف الشديد أنه آخذ بالازدياد ، لأننا لم نشهد محاولات اصلاحية توقف هذا الفساد ، ناهيك عن جهود القضاء عليه !!
 
وللحديث بقية ..

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك