وليد الرجيب يرحب بقرب إطلاق فضائية اليسارية

زاوية الكتاب

كتب 1613 مشاهدات 0



الراى



أصبوحة / فضائية اليسارية

انطلقت فضائية اليسارية في بث ما قبل التجريبي، وهي فضائية تعبر عن القوى اليسارية العربية وتشترك فيها جميع أحزاب اليسار في الدول العربية، وهي المرة الأولى التي يكون فيها لليسار العربي إعلام مشترك.
ففي هذا العصر الذي تتأسس فيه كل يوم فضائية عربية تعبر عن اتجاهات مختلفة سواء رسمية أو إسلامية أو مذهبية وطائفية، وتغيب فيه الفضائيات الثقافية الرصينة والرأي التحليلي العلمي للحدث، نحتاج إلى صوت يعبر عن الشعوب وينحاز إليها.
وقد كنا مضطرين في السابق إلى متابعة فضائيات نعرف أنها تعبر عن وجهة أنظمة عربية، وتقدم نصف الحقيقة أو تقدم الخبر وحتى الأرصاد الجوية لصالح طرف رسمي عربي أو جهوي.
ولظروف عديدة ومعقدة تم الحجب والتشويه لرأي اليسار العربي ولعقود طويلة تقترب من المئة سنة، وساهم في هذا الحجب والتشويه أحزاب اليسار أنفسها بخطابها الفكري والسياسي، هذا عدا القمع والملاحقة والإعدامات والتعذيب الذي تعرض له اليساريون في الوطن العربي، والذي اضطر بسببه كثير من هذه الأحزاب للعمل بشكل سري.
كما اعتمدت أحزاب اليسار على صحة المبادئ وصحة البرنامج السياسي، ولم تستطع الوصول إلى الجماهير حتى تلك التي تمثلها أو تمثل مصالحها، بسبب جمود الخطاب السياسي والنظري.
وقد نجح الحزب الشيوعي اللبناني في تأسيس فضائية الجديد وإذاعة صوت الشعب، ولكنهما لم يلقيا الانتشار الجماهيري العربي الواسع، في ظل الدولة الطائفية وتعدد الفضائيات الممولة تمويلاً جيداً.
وتلاقي الفضائيات الدينية وتفسير الأحلام ووصفات الطبخ رواجاً عربياً بسبب القدرات المالية، بينما يتم التضييق الحكومي على الانتاج الثقافي اليساري حتى في معارض الكتب العربية.
وحتى الفنون وهي الأسهل في وصولها للجماهير كانت تتم بجهود ذاتية، مثل الفنانين مارسيل خليفة وخالد الهبر وأحمد قعبور، ولم تقدمها الأحزاب ولم تستخدمها كدعاية لها.
وقد لعب الإعلام في الثورات العربية دوراً في تغييب موقف ومشاركة أحزاب اليسار في هذه الثورات، وركز اهتمامه على الأحزاب الإسلامية والليبرالية وكأنها الوحيدة الفاعلة في هذه الثورات، بل تعمد الإعلام تصوير شباب الثورات على أنهم غير مسيسين وخارج التنظيمات الحزبية.
إن اطلاق قناة اليسارية يملأ فراغاً في الساحة الإعلامية، خاصة إذا عملت بذكاء إعلامي واستخدمت الأساليب التجارية في ترويجها وتمويلها في ظل شحة موارد أحزاب اليسار، لأننا نحتاج إلى رأي آخر وتحليل مختلف وصوت جديد.


وليد الرجيب

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك