طلال عبدالكريم العرب ينتقد استقواء بشار بإيران ضد العرب

القبس

في الصميم
بشار يهدد العرب بإيران!
كتب طلال عبدالكريم العرب :

وكأنه لم تكفه استعانته بإيران واحزابها على قتل شعبه، فهو يتمادى فيهدد العرب بزلزال يحرق الاخضر واليابس، مستقويا علينا ومهددنا بتلك الدولة الاجنبية. المفارقة المؤلمة هنا انه يهدد من يريد انقاذ الشعب العربي السوري من نظامين اجراميين عملا قتلا وتعذيبا في شعب اعزل، رفض ان يحكمه نظام فرض نفسه عليه، وباع بلده الى نظام عنصري طائفي.
فهو لم يتورع، ومن اجل الحفاظ على العرش المتهالك، من ان يهدد العرب، وليس الغرب، اذا ما اطلقوا عليه صاروخا واحدا، تهديداته الانشائية تدل على الرعب من مصير كمصير معمر، فكلنا يعلم أن تهديداته بتدمير الشرق الاوسط خلال ست ساعات لن تتعدى سقف مكتبه، الا ان المخزي هو الاستقواء بدولة اجنبية على امته، وتهديدها بها، فبشار قالها واضحة لوزير الخارجية التركي، وكذلك لــ «الصنداي تلغراف» البريطانية، انه سيسقط انظمة الشرق الاوسط، وطبعا يقصد العرب، وليس ايران واسرائيل، وانه سيشيع الفوضى والحرائق قرب حقول النفط الخليجية، طبعا العربية، وانه سيغلق الممرات المائية العالمية ليعيق التجارة العالمية، وطبعا يقصد مضيق هرمز في الخليج العربي.
بشار، قال ان نظامه يختلف في كل النواحي عن مصر وتونس واليمن وليبيا، حيث ان التاريخ مختلف والسياسة مختلفة، فسوريا، كما يدعي، هي محور المنطقة الآن، وهي خط الصدع، «فهل تريدون رؤية افغانستان اخرى، او عشرات الافغانستانات؟»، فهو يخيف الغرب من «القاعدة»، ونحن نعرف ان «القاعدة» مدجنة، دجنها النظام الايراني، واصبحت طوع بنانه، علم افرادها بذلك ام لم يعلموا. كلام بشار كبير، اكبر من دور سوريا وممن يستقوي به، وألفاظه تدل على تخبط وإفلاس، كلام مكرر ردده كل الطغاة، وشاهدنا مصيرهم كجرذان مختبئة في مجاري الصرف الصحي.
النظام السوري هو الذي فتح الباب امام التدخل الاجنبي الايراني في شؤون الشعب السوري، وسيكون هو السبب للتدخل الغربي لحماية الشعب من البطش. سقوط النظام سيسبب زلزالا سيضرب ايران واحزابها، وليس العرب كما يدعي، وسيفقد اسرائيل جارا مسالما مستسلما، سقوطه سيرفع عن كاهل العرب تهديدا إقليميا مزمنا.
نقول، اذا كان بشار يملك كل هذه القوة والجبروت اللذين استمرأ تهديدنا بهما، واذا كان همه، كما يدعي، حماية بلده وشعبه من العدوان الاجنبي، فماذا ينتظر؟ فهذه الجولان المحتلة امامه، جبهتها هامدة خامدة، فليحررها، وليتوقف عن زرع ألغامه مع حدوده العربية.

طلال عبدالكريم العرب