البنوك تغتال أمال موظفيها الكويتيين وتهدر الاموال يوضحها محمد المطوع

السيد حمد المرزوق رئيس اتحاد المصارف ورئيس البنك الاهلي المتحد ورئيس مجموعة الاقتصاد والأعمال .. ولا اعلم ان كان يرأس امر اخر .. ترأس الجلسة السادسة والأخيرة من ملتقى الكويت المالي الثالث وكانت مخصصة للتحاور عن التنمية في الكويت وافاقها، السيد حمد المرزوق ذو طلة جميلة جداً تصلح ليكون إعلاميا او فنانا، ولكنه في مجال الرئاسة للأسف لم يستطع ان يتحكم في الوقت المهدور من قبل المحاضرين وخاصة المسؤول عن التنمية الذي خدع رئيس الجلسة (على حد تعبير الرئيس نفسه ) واستمر في هدر الوقت المتاح للحديث من خلال الإطالة من غير زيادة في المضمون ومن خلال الإعادة والترديد للكلام مما أدى الى تبديد الزمان، والمعلوم لدى اهل التجارة واهل الاقتصاد ورجال الاعمال الحقيقيين ان الوقت هو المال ( TIME IS MONY ) وسماح رئيس الجلسة 'الذي هو في نفس الوقت يرأس الجهتين المنظمتين للملتقى كما يرأس جهة اخرى داعمة للملتقى' ان يقوم الحاضر عن الدولة بتبديد وقت المؤتمر والمؤتمرين والحاضرين لهو بعينه تبديد لأموال هؤلاء الحاضرين وقبلها أموال المؤتمرين الذين تركوا بلدانهم وأهلهم وأعمالهم لينظموا لهذا الملتقى بقصد الاستفادة من التواصل والاستماع الى حوار ناضج وعقلاني، لذلك ارى ان هذا الفعل من قبل رئيس الجلسة خارج عن المتعارف عليه وضد المصلحة العامة وقد يصب في صالح منافقة ومحاباة البيروقراطية وممثلها.
 
لقد كتبت يوم امس الاول عن المؤتمر وشبهته بحفلة زار ينتشي خلالها الحاضرون والمحاضرون في لحظات نسيان متعمد للواقع المحيط بهم ومحاولة العيش لحظات في خيال واسع لا يمت للحقيقة بأي صلة الى نهاية المؤتمر ليعودوا بعدها الى عاداتهم القديمة، ولم اكن اعتقد بأن حالة الانتشاء هذه تصل الى حد الغاء الغير ومنع الرأي الآخر، فتصرف رؤساء جلسات المنتدى المالي بتمديدهم الوقت للخطب وكلمات المحاضرين على حساب وقت المنتدى مما يبدد ويضيع اي وقت قد يكون خصص للحوار الجاد بين المحاضرين والحاضرين، مما يجنح بالمنتدى عن الهدف المنعقد لأجله ويحوله الى محاضرات تنظيرية يقوم بها عادة المتطرفون ممن يحملون افكارا يعتقدون بقدسيتها وعدم قابليتها للنقاش أبدا، فيبدأون بممارسة غسيل اجباري لأدمغة الحاضرين، وعالم المال والأعمال والشأن الاقتصادي ابعد ما يكون عن هذا الاسلوب العدائي والاناني المتخلف في الطرح والأطروحات .
 
كما دعا السيد حمد المرزوق في اليوم الاول للملتقى الى «معالجة الاختلالات التي شابت خطة التنمية وآلياتها مع التركيز على تنمية الانسان اولا من خلال تطوير النظم التعليمية والارتقاء بمخرجات التعليم لمواءمة سوق العمل»... فبعد هذا هل يجوز للقارئ الكريم ان يتساءل عن عملية التكويت في البنوك الكويتية، فالتعليم النظامي في الكويت احتفل في هذه السنة بمرور مائة عام على بدايته والبنوك الكويتية لازالت تستورد العاملين بها من الخارج وتحارب الكفاءات الكويتية وتغتال آمال الشباب الكويتي بالترقي والتطور، فالتصريحات لا تعكس الاعمال والأفعال بل تخالفها وتعارضها، اصلحكم الله وحفظ الكويت والكويتيين من هدر المال واغتيال الآمال .
 
والله عليم بذات الصدور