الفساد لم يعد يقتصر على الملايين بل وصل للأرواح البشرية برأي محمد العنزي
الاقتصاد الآنأكتوبر 21, 2011, 4:31 م 342 مشاهدات 0
يوما بعد يوم تتكشف كثير من الحقائق والأرقام عن بعض التجاوزات المالية والمتضخمة في حسابات بعض النواب الذين يفترض أن يكونوا حماة المال العام والمدافعين عنه والذين وصلوا على أكتاف العامة بعد أن أقنعوهم بأطروحاتهم وشعاراتهم البراقة .
ولا تعرف نقطة الارتكاز التي يستند عليها هؤلاء، وما المقاييس التي يقيسون بها الأمور، وأين المبادئ والقيم التي دفعتهم إلى القيام بأعمال مخالفة للطبيعة البشرية.
ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تعداه إلى أمور اكبر وهي العبث بأرواح البشر من خلال بيع الأغذية الفاسدة للبعض سواء من منشأها الاصلي أو من خلال انتهاء صلاحيتها وتغيير تاريخ الصلاحية أو التخزين السيئ دون ادنى إحساس بأرواح البشر وصحتهم مقابل المادة بل وصل الأمر إلى سرقة الرمال الكويتية كما ذكر احد النواب وتهريب بعض المحروقات إلى الخارج.
ولم تعرف منابع هذا الفساد هل هي محلية تعمقت في مجموعة بشرية تغلب عليها النرجسية وحب الذات والشهوات، وفى مقابل ذلك على استعداد للقيام بالأعمال المنافية للأخلاق والقانون مقابل تحقيق طموحاتها وتطلعاتها، أم هي مستوردة عمقها البعض في بعض النفوس الرخيصة التي هي على استعداد لتقبل مزيد من جرعات الفساد .
ولعل فيروسات الفساد عدة فهي تبدأ بالشخص ذاته ثم تتوسع وتتعمق في الأجساد إذ لم تجد في البشر مناعة طبيعية ضد هذه الفيروسات والتي إن وجدت بيئة مناسبة لنشر فيروساتها فستعم الكارثة، وتصبح مجالا مناسبا للفاسدين والمرتزقة والبطانة الفاسدة للعبث بمقدرات وأرواحهم دون أن يردعهم في ذلك دين أو أخلاق أو مبادئ أو قيم .
الفساد لم يعد يقتصر على الجانب المادي من خلال الأرصدة المليونية والهبات والمنح والرشاوى حينا آخر بل وصل إلى حد التلاعب بأرواح البشر، وتغلغل في الجوانب المالية والصحية والأخلاقية، وعم الفساد مجالات عدة مثل الرياضة والفن والصحة.
تعليقات