عبدالرحمن العوضي على يقين بأن النظام الرأسمالي قد بدأ العد التنازلي

الاقتصاد الآن

548 مشاهدات 0



لقد شاهد العالم كيف ان النظام الشيوعي قد انهار بسرعة غريبة، لأنه نظام استعبد الانسان وعامله كالآلة فأصبحت الملكية كلها للحكومة، رغم ان هذا النظام قد أفقر الجميع الا انه استطاع ان يوفر له الغذاء والصحة والمعيشة البسيطة والاكتفاء، اي ان الفقر كان عدلا بالرعية.
 ولكن مع طغيان الكبار القادة أصبحوا يعيشون في أبراج عاجية بعيدا عن معاناة شعوبهم وتسلط النظام الغربي عليهم بالتهديد، والحرب الفضائية قد أرهقت النظام الشيوعي وأركعته، ومرة واحدة انقلبت الأمور وظهر فيهم قائد اسمه غورباتشوف وتفرق الاتحاد السوفييتي الى جمهوريات عديدة وبدأت معاناة جديدة لشعوبها حيث ان استغلال كبار التجار والمهيمنين على أرزاق الناس أدى الى نوبة جديدة من التسلط والاستغناء.
 ولهذا جاء رجل قوي أخيرا اسمه بوتين تربى في النظام الشيوعي، وكان قد تعرف على كل أسراره، ويفكر الآن في إعادة الروس الى نظام جديد يجمع بين الشيوعية والرأسمالية، ولكن لا نعرف كيف سيكون ذلك النظام لأن الشعب الروسي ضاق بالأمرين وبتسلط أغنياء الرأسمالية الروس، لدرجة ان الشعب أصبح في شوق الى نوع من الاشتراكية.
هكذا رأينا انهيار النظام الشيوعي، لأن كبار الأعضاء بالحزب قد أصبحوا أكبر من الملوك، وصاروا يديرون الحياة لحسابهم ولنفس الأسباب رجعت سيطرة الأغنياء على الفقراء كما هو في النظام الرأسمالي حيث ان 1% من كبار التجار يملكون كل شيء ويسيطرون على 90% من باقي الشعب.
 هذا الأمر قاد الأميركيين الى نفس الثورة والغضب ضد النظام الرأسمالي المتحكم والمستعبد للناس وبدأت الثورة ضد أصحاب رؤوس الأموال، وضد النظام العالمي الجديد، وسرعان ما انتشرت هذه المعاناة واندلعت كالنار بالهشيم لأن القهر كان مكبوتا في صدور الناس والعالم كله.
 والمذهب الغربي والتسلط الرأسمالي أخذا يهدد ان بالتحكم بالعالم، وحتى أوباما الرئيس الأميركي الوحيد الذي جاء الى البيت الأبيض بأحلام الفقراء وجد معارضة شديدة بسبب اصدار قانون الرعاية الصحية للمحرومين من الشعب الأميركي والبالغ عددهم اكثر من ثلاثين مليونا.
 اتهموه بانتمائه الاشتراكي وبالوقوف بقوة ضد كبار الرأسماليين الذين كانوا سبب انهيار الاقتصاد في الغرب عامة وهؤلاء بدورهم استطاعوا ان يغيروا توجه الشعب الأميركي واختيار أعضاء مجلس الكونغرس الأخير بواشنطن من الإقطاعيين الرأسماليين من الحزب الجمهوري وأخذوا ينددون به ويهددون بعدم دعم الترشيح للدورة التالية، لدرجة انهم رفضوا الاقتراح الرئاسي الذي أرسل للكونغرس والذي كان سيعالج قضية العاطلين عن العمل.
 نعم هكذا تحارب الرأسمالية كل تغير يحاول انتزاع بعض الحقوق منهم ولديهم السلاح والمال والإعلام واليهود ليقيموا الدنيا على كل من يحاول الوقوف أمامهم.
 لقد غفل هؤلاء ان عصر الرأسمالية بدأ بالانهيار، وان هذا الشعور بالغضب العارم ضدهم سيقضي عليهم، ولابد ان يصلوا الى طوق نجاة ينقذهم مع اعطاء حق الفقراء، وهذا أمر من الله لجميع الناس بأن في أموال الأغنياء حقا معلوما للسائل والمحروم، ومن دون استعمال هذه المعادلة الربانية، فأنا على يقين بأن النظام الرأسمالي قد بدأ العد التنازلي وسيأتي نظام جديد يحقق العدالة بين الناس، وذلك ليس على الله بعسير.

الآن - جريدة الانباء

تعليقات

اكتب تعليقك