عبدالله العدواني يقول الكلام سهل يا سمو الرئيس وينتقد اداء حكوماته المتعاقبة ويحملها اسباب الفساد
الاقتصاد الآنأكتوبر 18, 2011, 1 ص 398 مشاهدات 0
المصادر المطلعة كالعادة والعليمة في كل مرة ما سيتناوله الخطاب الحكومي في افتتاح دور الانعقاد المقبل، وقالت المصادر للصحف كلها، ولا نعلم ما هذه المصادر التي تعمل مع كل وسائل الإعلام وتخشى إظهار نفسها، المهم أنها قالت إن مضامين الخطاب الحكومي ستكون كثيرة ومهمة. وبالاطلاع على المضامين التي سربتها المصادر ـ جزاها الله خيرا ـ نجد أنها تتضمن تصميم الحكومة على القضاء على كل أنواع الفساد الإداري والمالي في الدولة وتفعيل الإصلاح الاقتصادي، ما شاء الله. كما أن من مضامين الخطاب تسريع المشاريع التنموية والمؤسسية والتشريعية والاستمرار في حلحلة قضية المقيمين بصورة غير قانونية (البدون)، وعلمنا ايضا ان مجلس الوزراء يبحث التقارير النقابية العمالية التي قدمها الشيخ أحمد الحمود حول التهديدات بالاضراب عن العمل والتقارير الوزارية حول المطالب المالية والادارية.
وأخيرا وفيما يتعلق بمجلس الأمة، المصادر رحمها الله قالت إن مجلس الوزراء بحث نتائج اجتماعات الوزراء مع اللجنة التشريعية البرلمانية حول قانون اقرار الذمة المالية وتطبيقه بأثر رجعي. ومن يسمع أو يقرأ هذا الكلام ولم يكن من أهل الكويت يعتقد أن الحكومة هذه حكومة ناجزة وحكومة جديدة لديها حماس وطموح كبيران، ولكن من لدغ من جحر هذه الحكومة مثلنا سبع مرات يعرف أن كل هذا كلام في كلام.
المضحك في الأمر أن مضامين الخطاب الحكومي في كل دور الانعقاد هي مضامين واحدة لا تتغير وديباجة واحدة لا تتبدل، ولنكن منصفين فان المستشارين العظام في الحكومة في كل دور انعقاد يبذلون مجهودا جبارا فيغيرون تاريخ الخطاب حتى يتماشى مع الزمن، وربما يكون التاريخ بالبنط الصغير فيكبرونه، أو بلون مختلف فيوحدون الألوان.
الحكومة تريد القضاء على كل أنواع الفساد الإداري والمالي في الدولة وهل الحكومة بعد كل هذه السنوات التي مرت عليها لم تقض على الفساد الإداري والمالي؟ نعم هذا صحيح لأنها ساعدت بصراحة على هذا الفساد.
الحكومة تريد تفعيل الإصلاح الاقتصادي، وما الذي جعلها لا تفعله منذ ترأسها سمو الشيخ ناصر المحمد؟ ولماذا البورصة في النازل كل يوم وأحوال الاقتصاد رغم ارتفاع أسعار النفط وبالتالي الدخل القومي للدولة في خطر والتحذيرات مستمرة؟ ولماذا لم تسرع الحكومة كما تريد في المشاريع التنموية التي أصبحت مشاريع اشبه بالتماثيل في متاحف الشمع ولنا في جامعة الشدادية مثال صارخ حتى انني اصبحت أتمنى أن أعيش ويمد الله في عمري حتى ترى هذه الجامعة النور.
والأدهى والأمر موضوع البدون الذي ذبحونا به، ولنا سنوات طويلة نلف وندور حول هذه القضية لا أعلنا عن حل كامل شامل لها ولا أعلنا عن أن هؤلاء ستظل أوضاعهم هكذا لنتعايش مع هذا الوضع الذي بات خطيرا جدا واصبح أبناء هذه الفئة قنبلة موقوتة قد تنفجر في اي وقت.
حكومتنا الله يهديها تتكلم، والكلام سهل يا سمو الرئيس، فكل هذه القضايا المطروحة قضايا قديمة ويتم التعامل معها بنفس المنهج وتدرج بنفس الديباجة فالحكومة لم تكلف نفسها تغيير هذه الديباجة وكلامها نفسه منذ سبع حكومات، حكومتنا الله يخليها مسخرة كل طاقاتها لشراء ولاءات نواب الشور شورك وطال عمرك وعاشت الجلسة السرية والمحكمة الدستورية (صح يا رجال، أيوه صح)، وتعودنا أن تقول كل مرة هذا الكلام ولا تفعل شيئا.
عفوا، حكومتنا ستنجز شيئا من كلامها وهو عدم إقرار قانون الذمة المالية بأثر رجعي، بدعوى عدم دستورية هذا التطبيق، هذا هو إنجاز الحكومة الذي ستحققه طوال دور انعقاد كامل.. شكرا يا حكومة.
تعليقات