«الانكار،المقاومة، المراوغة، ومن ثم القبول»!مراحل تعامل النواب مع قرارات مجلس الوزراء، كما يراها صلاح العلاج

زاوية الكتاب

كتب 1603 مشاهدات 0


 

 

عالم اليوم

 

 

دروازة بن علاج

حكومة المرحلة الرابعة «المسمار واللوح»..!

 

 

كتب صلاح العلاج

 

لو اخذنا طريقة تعامل النواب مع ما يصدره مجلس الوزراء من قرارات وخصوصا تلك التي تكون ذات الطابع الجذري، الجديدة من حيث الفكرة أو المغيرة لوضع قائم اعتدنا أو عودنا عليه مثل ازالة التعديات على املاك الدولة مرورا بقانون الاستقرار المالي والبصمة وحتى تلوث أم الهيمان من جانب تحليلي وباختصار شديد فسوف نجد انها تمر بأربع مراحل اصبحنا نعلمها وتعلمها الحكومة جيدا وهي كالتالي:

«الانكار- المقاومة- المراوغة- ومن ثم القبول»!

لذلك من الطبيعي ان تكون أول ردة فعل على هذا التغير هي «الانكار» وانقسام المجلس بين مؤيد ومعارض للفكرة أو المشروع الجديد وهنا المعارضة تنقسم ايضا إلى نوعين نوع وطني ونوع وجد ان الوطنية هي التي «توكل خبز» لذلك هو دائما معارض ولكن حتى اللحظة الخيرة..! وهذه النوعية هي السبب وراء «السمعة» وتغير حالة بعض النواب ماديا قبل وبعد المجلس.

هنا تبدأ المرحلة الثانية وهي «المقاومة» وتبعاتها وعدتها ومستلزماتها وادواتها وهذا امر متوقع لأنها ردة الفعل الطبيعية للتغيير فيكتب الكتاب وتعقد الندوات ويشغل الرأي العام ويشحن الشارع ويبدأ ظهور المحللين ودكاترة الجامعات على التلفزيون اكثر من المذيعين ويلاحظ ان عدد المرضى المستفيدين من العلاج في الخارج يزداد..! ويهاجم النواب بعضهم بشكل «شخصي» والسياسي المحنك والفذ هنا في هذه المرحلة بالذات هو من يجعل لنفسه خط رجعة لأن قرارات مجلس الوزراء اصبحت في الوقت الراهن من المسلمات أي «مسمار بلوح» ربما يعود ذلك لانها مدروسة دراسة جيدة وانهم قد درسوا نواب المجلس الحالي دراسة جيدة وفي كلتا الحالتين فإن المشروع سيمر..!

وبعد ما تسببت به المرحلة الثانية «المقاومة» من ازعاج واستنزاف للطاقات وهدر لوقت المجلس والحكومة هنا يبدأ الجميع بإعاة الحسابات ونكون قد وصلنا للمرحلة الثالثة «المراوغة» وهي المرحلة التي تأتي بعد تأكد المعارضة انه لم يعد هناك جدوى من المقاومة فيبدأ تطبيق مبادئ واساسيات اللعبة السياسية وهي النظر إلى المكتسبات المترتبة على «الموافقة» وتهيئة الأجواء والرأي العام للقبول وبما يحفظ ماء الوجه!

وبذلك نكون قد وصلنا لما اسمية بحق «فن» المرحلة الرابعة وهي مرحلة «القبول» آخر مراحل المصادقة على قرار التغيير المرفوض سابقا المقبول حاليا! وفي هذه المرحلة تكون الحكومة قد نجحت في دمج هذا التغيير في الروتين اليومي فلاتسمع احدا على الاطلاق يذم أو يستنكر هذا التغيير بل على العكس تماما تجد ان المعارضين له سابقا اصبحوا هم الآن من يمدح ويتحدث عن ايجابيات هذا التغيير المهم الذي نحن بأمس الحاجة اليه!! واصبح المشروع الذي قاومناه بشدة وعناد بالامس أمر واقع مما يجعلنا مستعدين ومهيئين نفسيا وأيديولوجيا لأي تغيرات قادمة «لان التكرار يعلم الشطار»!! والمحصلة النهائية لما سبق تجعلك على يقين بأن نتيجة بوادر أي «انكار» لأي مشروع جديد صادر من مجلس الوزراء مستقبلا.. ستؤدي بك حتما إلى المرحلة الرابعة..!

 

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك