اعتزال السياسة أو مواجهة الشعب ومصارحته.. خياران يطرحهما مشعل الظفيري في رسالة للرئيس

زاوية الكتاب

البلد في انحدار مستمر منذ تسلمك الرئاسة ومؤسساتنا لم تعد لها حرمة واستُبيح المال العام

كتب 1547 مشاهدات 0


 

 

الراى

 

 

مشعل الفراج الظفيري / إضاءة للمستقبل / أمامك خياران يا سمو الرئيس

 

تعلم يا شيخ ناصر أنني لم أكن في يوم من الأيام شخصانياً معك في كتاباتي، كما يحاول أن يصور لك بعض العاطلين والمستفيدين من غياب العدالة الاجتماعية عندما يصفون كل من ينتقد الحكومة أنه ضد شخص سمو الرئيس فيحاربونه بشتى الطرق دون علم منك أو أمر، والحوادث كثيرة لا تعد ولا تحصى، ولعلمي بصفاء نيتك ونقاء سريرتك أسطر لك هذه المقالة، وأنا على علم أنك لا تقل حرصاً وحباً لهذا الوطن العزيز لأنه أغلى منا جميعاً، وولاؤنا له دائماً وأبداً، ومعارضتنا تكون لكل من يحاول أو يفكر مجرد تفكير النيل منه أو إغراق مؤسساته في وحل الفساد، وبما أنني متجرد من أي تبعية حزبية، وليست لدي أجندة خاصة مع أحد أردت أن يكون العقل حاضراً، ومخاطباً في الوقت ذاته عقلك وعقول الجميع بما فيه مصلحة الكويت، وكم أتمنى أن تصل إليك المقالة مباشرة من دون اختصارات معلبة بالكثير من المداهنة أو المجاملة لشخصكم الكريم لأنهم محترفون في ذلك، ولا أخفيك سراً إذا قلت: ان بعض المقربين منك هم السبب الرئيسي لما أنت فيه من حرج سياسي، وافتقادهم لبعض القدرات الشخصية وعدم مصداقيتهم هو ما جعلك هدفاً للهجوم في الكثير من المواقف، فمنهم النائب ومنهم المستشار والوكيل، وحتى بعض الموظفين، لأنهم باختصار فضلوا مصالحهم الشخصية على الكويت وأهلها... فهل تملك الجرأة يا سمو الرئيس على عزلهم والابتعاد عنهم؟ 

يا سمو الرئيس منذ تسلمك لرئاسة مجلس الوزراء والبلد في انحدار مستمر، وإنني أشهد الله أنك لست السبب الرئيسي في ذلك فالغالبية أخطأوا بحق الكويت وفضلوا مصالحهم الشخصية على المصلحة العامة حتى هُدم النظام العام للدولة وقلت هيبته، حتى مؤسساتنا لم تعد لها حرمة واستُبيح المال العام وكل ذلك تم عن طريق بوابة الضغط السياسي فتخالطت لدينا المفاهيم العامة والخاصة، وتمازجت الحقوق مع الواجبات، فأصبحت صورتنا الداخلية سوداء مظلمة، وصورتنا الخارجية مهتزة وضعيفة أمام الذئاب التي تتربص بالكويت وأهلها ليل نهار... لهذا يعلل البعض أنكم سبب كل ما نحن فيه من احتقانات سياسية تسببت في تدهور البلد كونكم الرجل التنفيذي الأول! وإنني على قناعة ليست فيها أي مجاملة والله عليم أنه لن يفلح كائن من كان في إدارة مجلس الوزراء طالما لديه نواب متمصلحون وشعب غالبيته كسول لا يمل من المطالبة بحقوقه وعندما يُطلب منه عمل واجباته يتذمر ويتأفف، وكذلك لدينا قيادات بالية أتت من خلال المحاصصة السياسية، ومن يعمل بجد وأمانة يحارب حتى تطلع روحه السابعة.

سمو الرئيس الخيار الأول، هو أن تعتزل الحياة السياسية وهو خيار صعب جداً لأن التاريخ لن يرحمكم فالناس لها الظاهر ولا تعلم بواطن الأمور وفيه وقع سيئ على أبنائكم وأحفادكم لأن الحقيقة لم تكن كاملة، وطرحي لهذا الخيار لأن مجلس الوزراء بين سندان بعض الشيوخ الذين يريدون دخوله عنوة، وبعضهم الآخر الذين يحاولون فرض آرائهم عليه من الخارج، وكذلك المتنفذين من بعض التجار والساسة ومطرقة بعض النواب الذين يحاولون أن يجعلوا من مجلس الوزراء قلعة لهم يحاربون من خلاله كل المتجاوزين وسراق المال العام بما لديهم من جيش وعتاد.

أما الخيار الثاني، فقد يكون هو الأنسب لكم وهو أن تقوم بإلقاء كلمة إلى الشعب الكويتي في الجلسة الافتتاحية لمجلس الأمة لتبين فيه كل المغالطات وتبرر سلامة إجراءاتكم، وأن تقدموا مقترح تشكيل لجنة من أعضاء مجلس الأمة تعطى لها الصلاحيات كافة للتحقيق بقضية الإيداعات المليونية بشرط أن تتكون هذه اللجنة من بعض نواب المعارضة، إن صحت تسميتهم، على أن تقدم تقريرها في موعد أقصاه شهر، وإن ثبتت براءة مجلس الوزراء من هذا الاتهام فإنني أنصحكم كحكومة بتقديم الاستقالة إلى سمو الأمير فإن كنت اختياره مرة أخرى فعليك يا شيخ ناصر أن تتحالف مع الشعب وأن يكون القانون هو عضيدك، وأن يتم اختيار الوزراء من الكفاءات الوطنية دون النظر إلى أي اعتبارات سياسية، وألا تتحالف مع أي نائب تدور حوله الشبهات لأنه غير جدير باحترام العامة من أبناء الكويت، وأن تعمل بكل جد واجتهاد لتطوير البلد ومؤسساته عن طريق مجاميع شبابية متعطشة لخدمة البلد ولكنها بانتظار إعطاء الفرصة لتتحمل المسؤولية كاملة حتى على الأقل نؤمن أنه لدينا وزارة تنمية قادرة على تحقيق المشاريع الحيوية، أما العقود التي تعطى بالباطن فهي تستنزف من ميزانيتنا العامة ودماء شبابنا الراكدة.

وإذا كنت يا سمو الرئيس غير قادر على اختيار أحد هذين الأمرين فإنني وبكل صراحة أرى أنكم في وضع سياسي حرج لا تحسد عليه، ومسألة إبقاء الوضع على ما هو عليه فلن يجلب لنا سوى الدمار والخراب، فالغالبية أصبحت تتعطش للإثارة، وكذلك الفتنة قاتلها الله تطل برأسها بين الحين والآخر، وأخشى ما أخشاه أن القدر لا يمهلكم فيقسو عليكم التاريخ أشد قسوة... وأشهد الله أنني سعيت قدر ما استطيع على قول الحق حتى وإن كان مراً، وحقنا أن نخاطبكم يا سمو الرئيس فأنتم من يدير شؤون البلد ويرعى مصالحه. أسأل الله أن يعينكم علينا وعلى حمل الأمانة. 

 

إضاءة

الشعب الواعي والذكي بحاجة إلى قيادات على مستواه أو أعلى منه درجة، أما الراسبون في السياسة أو المحسوبون فعليهم إذا ما تولوا أموره فلن يعجبه أداؤهم أبداً لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ومنا إلى من يهمه الأمر. 

 

 

مشعل الفراج الظفيري

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك