متحدثا عن اللعبة السياسية فى الكويت محمد عبدالقادر الجاسم، يرى أن هناك ابتزاز متواصل من القوى السياسية يقابله كرم حكومي لشراء المواقف، ومخاطبا الشيوخ والوزراء والنواب!:مصلحة الكويت أكبر منكم
زاوية الكتابكتب يناير 11, 2008, منتصف الليل 972 مشاهدات 0
الكويت أكبر منكم!
كتب محمد عبدالقادر الجاسم
العمل السياسي في الكويت هو عبارة عن «لعبة» بين أعضاء مجلس الأمة والحكومة، ولهذه اللعبة قواعد وأسرار لا يعرفها الرأي العام. وفي هذه «اللعبة» يتم تمرير الكثير من الأوراق من «تحت الطاولة» بعيدا عن مراقبة الجمهور. ولأنها لعبة، فإن «الربح» لأشخاصها فقط. أما البلد فلا نصيب له من الربح بينما يتحمل خسارة جسيمة في كل الأحوال من استمرار اللعبة. وعلى سبيل المثال، في المرحلة الحالية تدرك الحركة الدستورية أنه لو أجريت الانتخابات على أساس الدوائر الخمس فإنها سوف تخسر حتما بعض مقاعدها الحالية في مجلس الأمة، وبالتالي فليس من مصلحتها أبدا حل المجلس. ومن هنا تبذل الحركة الدستورية، وعلى أساس مصلحتها فقط وليس مصلحة البلد، كل ما تملكه من جهد للحيلولة دون حل المجلس حتى لو جاء ذلك على حساب المصلحة العليا للدولة. ولو رأت الحركة الدستورية أن مشاركتها في التصويت مع طرح الثقة بوزيرة التربية فإنها ستفعل ذلك حتما!
في اللعبة السياسية الكويتية هناك ابتزاز متواصل من القوى السياسية يقابله كرم حكومي لشراء المواقف. في اللعبة السياسية هناك فساد كبير في البرلمان.. فساد يدر دخلا بالملايين.. حتى الجنسية الكويتية هناك من «يتوسط» لمنحها مقابل عشرات الألوف. في اللعبة السياسية هناك عمولات وتنفيع. في اللعبة السياسية في الكويت «غش» كبير تمارسه أطراف اللعبة على حساب المصلحة العليا للدولة.
في اللعبة السياسية الكويتية يتم التعامل مع حل مجلس الأمة وكأنه «عقاب» لأطراف اللعبة.. الرسالة هي «إذا ما تسنعتوا راح نحل المجلس» والفكرة هي أن حل المجلس سوف يرهق النواب ويكلفهم ماليا فضلا عن عدم وجود ضمانات بإعادة انتخابهم. في اللعبة السياسية الكويتية المهم هو بقاء الوزير في منصبه وبقاء النائب على كرسيه.. وكل ما يحقق هذا الهدف مباح لغير الإسلاميين وجائز شرعا للإسلاميين بما ذلك دفع الرشاوى وقبضها!
الوضع المتردي للتعليم في الكويت وفضائح التجنيس الأخيرة وانتشار الفساد والانفلات الأمني والتركيبة السكانية وغير ذلك من مشكلات تعاني منها الكويت يتم التعامل معها على أساس «الربح والخسارة».. ربح وخسارة أشخاص في الحكومة وأشخاص في البرلمان، ولا أحد يهتم لربح وخسارة الكويت.
إن الكويت أكبر منكم يا شيوخ ويا وزراء ويا نواب.. إن مصلحة الكويت أهم بكثير من مصالحكم.. ولكن متى يأتي التغيير، بل كيف يأتي التغيير؟ هذا ما يجب علينا أن نبحثه. نعم علينا أن نسعى للتغيير!
تعليقات