سؤال مباشر من الزيد للملا:

زاوية الكتاب

لماذا التمسك بهذا المجلس الفاسد، وهذه الحكومة الفاسدة

كتب 2979 مشاهدات 0

صالح الملا

سؤال لصالح الملا 

زايد الزيد     

أنا شخصيا أحترم وعي وذكاء الأخ النائب صالح الملا ، وقلت منذ سنوات أنه من القلائل من أبناء الطبقة التجارية ، الذين يتمتعون بوعي سياسي كبير جدا ، ولازلت عند اعتقادي هذا ، لكن الأخ صالح قال – على وقع فضيحة أرصدة النواب -  قبل يومين : أن ' حل المجلس واستقالة الحكومة يعد طوق نجاة للمفسدين ' !               

وأنا أختلف بشدة مع الأخ صالح ، بهذا الاستنتاج الغريب ، فحل المجلس في 2006 ، في أعقاب حركة ' نبيها خمس ' ، لم يقض على حلم الشباب في تغيير الدوائر ، بل على العكس تماما من ذلك ، فالنشاط السياسي الذي واكب انتخابات 2006 ، هو الذي فرض لاحقا الدوائر الخمس ، حلم الشباب الذي كان قبل ذلك أقرب للمستحيل ، والحراك السياسي الذي جاء على أنقاض الحل ، فرض وضعا سياسيا جديدا ، لم يكتف بإقرار الدوائر الخمس ، بل أنه أبعد أيضا الوزراء الذين عارضوها كالشيخ أحمد الفهد ومحمد ضيف الله شرار !

أما افتراض الأخ صالح بأن حل هذا المجلس ، واستقالة هذه الحكومة ، يشكل طوق نجاة للمفسدين ، فهو تنبؤ في – في تقديري – في غير محله أبدا ، ذلك أن الأخ صالح ، يفترض مخطئا أن المجلس الجديد ، سيفرز نوابا فاسدين ، أكثر مما هم موجودون في هذا المجلس الفاسد ، وأرى أن هذا التنبؤ بعيد عن الواقع ، فالتجارب في حياتنا السياسية والبرلمانية ، علمتنا أن الانتخابات ، التي يصاحبها سخط شعبي على السلطة ، تأتي نتائجها دوما ، من صالح المد المعارض لتوجهات السلطة ، ولا أعتقد أن الأخ صالح ، يرى أن الكويتيين اليوم ، لا يحملون السلطة ، مسؤولية فضيحة الأرصدة المالية المتضخمة لبعض النواب ، كما لا أعتقد أن الأخ صالح يرى أن كتلتي ' الشعبي ' و ' التنمية والاصلاح ' ومعهم الحركات الشبابية ، وورائهم نسبة كبيرة من الشعب الكويتي ، أن كل هؤلاء جميعا ، حينما طالبوا بحل هذا المجلس الفاسد ، واستقالة هذه الحكومة الفاسدة ، يريدون أن يرموا للفاسدين ، طوق النجاة لإنقاذهم من الغرق في بحر الفساد ؟!

وأرى أن السؤال الذي يطرح نفسه الآن : لماذا يظن الأخ أن المجلس الجديد ، ومعه عموم الذين أوصلوا أعضائه ، سيتناسون هذه الفضيحة المدوية ، ولا يتتبع فاسديها ؟! إلا إذا الأخ صالح ' غاسل ايده ' إلى هذه الدرجة من الشعب الكويتي ! وأنا لاأظن أن الأخ صالح وصل إلى هذه القناعة ، لكنني أعتقد أنه أخطأ ' الحسبة ' !

الأخ صالح أنت تعلم أن ليس هناك أدنى رابط ، بين بقاء هذا المجلس الفاسد وهذه الحكومة الفاسدة ، من جهة ، وبين الجدية في ملاحقة المرتشين ، من جهة أخرى ، بل على العكس تماما ، من هذه الحال ، فالمتوقع أن الحكومة الجديدة ، ستساعد المجلس الجديد ، في ملاحقة المرتشين والراشين معا ، أما هذه الحكومة ، فبيدها الآن كل المعلومات ، ومن المستحيل أن تنتحر ، فكل المؤشرات تدل على تورطها ! هل تتوقع أخ صالح مثلا أن هذه الحكومة ستقدم معلومات رشاوى النواب للنيابة العامة ؟ أظنك لاتتوقع ذلك ، وهل تتوقع أن النواب الفاسدين في هذا المجلس – وأنت تعلم أنهم كثر -  سيساعدون في أي جهد أو إجراء ، يسهم في الكشف عن تفاصيل هذه الجريمة النكراء ؟ أيضا لا أظنك تتوقع ذلك ، فماذا ترتجي إذا من حكومة فاسدة كهذه ، ومن مجلس عدد كبير من نوابه فاسدون ؟!

وسؤال مباشر للأخ صالح : لماذا إذا التمسك بهذا المجلس الفاسد ، وهذه الحكومة الفاسدة ، ولماذا الطعن والتشكيك بكل مخلص يريد التخلص من الاثنين إنقاذا للكويت ؟!
هل من إجابة ؟!

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك