حسن جوهر يتمني من المطالبين بالربيع الكويتي التريث حتى لا يتم استغلاله لقلب النظام الكويتي
زاوية الكتابكتب سبتمبر 20, 2011, 12:22 ص 1446 مشاهدات 0
الجريدة
الربيع الكويتي!
د. حسن عبدالله جوهر
الدعوة إلى الربيع العربي أحدثت، كما العادة، زوبعة سياسية عنيفة مصحوبة بعواصف رملية تعبر عن حجم الاختلالات والاختلافات التي تشق المجتمع الكويتي طولاً وعرضاً منذ عدة سنوات.
وعلى الرغم من عدم وضوح الرؤية فيما يتعلق بموضوع الربيع العربي وإسقاطاته الكويتية فإنه يصب في النهاية في المطالبة بتعديلات وإصلاحات سياسية متفاوتة تبعاً لشرائح المطالبين بمثل هذه التغييرات وتفاوتهم في رفع السقف السياسي، لهذا فإن الربيع العربي قد يبدأ بالمطالبة برحيل الحكومة الحالية برئاسة الشيخ ناصر المحمد مروراً بمحاربة أوجه الفساد المنتشرة التي لفت حتى أعضاء المؤسسات الدستورية، وانتهاءً بالمطالبة بالإمارة الدستورية وتشكيل حكومة شعبية تتمتع بأغلبية برلمانية.
وبالتأكيد قد يطول الحديث عن موضوع بحساسية وأهمية الربيع العربي يحتاج إلى تحليل سياسي اجتماعي اقتصادي وداخلي وخارجي عميق من قبل أهل الرأي والاختصاص، لا سيما في ظل التغييرات العاصفة وغير القابلة للهدوء في محيطنا العربي تحديداً، ولكن ما يهمنا في هذا المقام هو ردود الفعل من طرح هذا الموضوع والتي تشبه حالة الطقس الكويتي الغريب والعجيب والمتقلب دائماً.
فكما أننا في الكويت يمكن أن نرى فصول السنة الأربعة في يوم واحد، حيث الحر الشديد، ثم المطر، ثم الغبار، ثم الرطوبة، ثم الاعتدال، وأخيراً البرد القارس، فإن المواقف المتباينة من قضية الربيع الكويتي تحمل ذات التناقضات الحادة، وقد نشاهدها ونسمعها في وقت واحد.
ومن مشاهد هذه الأجواء المتقلبة أن الوضع السياسي اليوم يمر بأعلى درجات السخونة سواء على مستوى التصعيد المتنامي أصلاً أو بسبب فضائح الإيداعات المليونية وأبطالها من أعضاء مجلس الأمة؛ إضافة إلى مجموعة من “الكمبارس” الإعلاميين ممن نتمنى أن ينكشفوا في القريب العاجل، وهذه الأخبار والتطورات زادت معها نسبة الرطوبة ولعل قريباً تكون الأجواء ملبدة بعاصفة ترابية تنعدم فيها الرؤية وتتعطل الحياة العامة، خصوصاً إذا ما نفذت الكثير من النقابات والاتحادات تهديدها بالإضراب.
ومع احترامنا للمطالبين بالربيع الكويتي على مختلف مستويات مطالبهم السياسية، وخاصة ذات السقف العالي المتمثل بالإمارة الدستورية، إلا أننا نتمنى منهم التريث لكي لا يتم استغلال مثل هذه الدعوة، كما هو حاصل بالفعل، والترويج له بالمقابل بأنه محاولة لقلب النظام الكويتي والتمرد على أسرة الحكم.
وقد يحاول البعض ممن يعيشون أجواء الربيع الكويتي الحقيقي، حيث الملايين والشاليهات والمجمعات السكنية والشقق الفاخرة في أوروبا خلط الأوراق وتشتيت الجهود والخطوات الرامية لكشف تفاصيل هذه الجريمة الكبرى التي تعتبر الدليل الصارخ على قلب مقومات الحكم، ونهب أموال الناس، وتكديس الملايين على حساب كوادر الموظفين وبعثات الطلبة وعلاج المرضى، وحتى لا يستمر هذا مثل الربيع إلى الأبد!
تعليقات