الزيد مواصلا حديثه مع وعن ' شباب التغيير الكويتي ' :

زاوية الكتاب

الحكومة ستتستر على المرتشين ، لكن فضح المجتمع المدني والاعلام الحر لهم سيسقطهم سياسيا للأبد

كتب 2049 مشاهدات 0

صورة ارشيفية

حديث مع الشباب ( 5 )

 زايد الزيد

      نستكمل اليوم ، حديثنا الشيق مع الشباب ، الذين ساءهم الوضع المتردي ، لأحوال الدولة في كل مناحيها ، والجميل أن هؤلاء الشباب ، وأستطيع أن أسميهم ' شباب التغيير الكويتي ' ، مؤمنون بمباديء التغيير بوعي كبير ، ومؤمنون أكثر بأهمية ما يقومون به من أعمال ، وفوق هذا وذاك ، مقتنعون بنجاح مسعاهم ، وكأنهم يرونه ماثلا أمام أعينهم .

      ' شباب التغيير الكويتي ' مصرون اليوم ، على كشف مواطن الفساد وملفاته وأصحابه ، بكل شفافية واصرار ، ومن دون محاباة لأحد ، أو أنتقائية لقضايا دون أخرى ، وفي الحديث ، كنت أقول أن الجهد الأهلي ، جهد مؤسسات المجتمع المدني ، ومؤسسات الاعلام المهني الحر والمحايد ، هو الأساس في محاربة الفساد ، فحتى في الدول الديمقراطية ، المحرك في التصدي لقضايا الفساد ، ينبع من هذين المصدرين ، أنظر إلى حالات الفساد الكبرى في تلك الدول ، ستجد أن منبعها ، حتما من ناشطي مؤسسات المجتمع المدني ، أو من مؤسسات الاعلام المهني الحر والمحايد ، الفرق أن حكوماتهم أو وزرائهم ( حسب حجم الفضيحة ) ، يعترفون فورا بما ارتكبوه من مخالفات ، ويغادرون المسرح السياسي نهائيا بلا رجعة ، أما الوضع عندنا ، فالفضائح تتوالى ، من رشاوى وشيكات وتزوير واختلاسات ، والمبررات جاهزة ، وكأن شيئا لم يكن ، وتستمر حكوماتنا في التمسك بكراسيها الوثيرة ، بلا خجل ولا وجل !

      قلت أيضا : أنه في الدول الديمقراطية ، ما أن تظهر فضيحة ، حتى تغل يد حكوماتها ، في السيطرة على الأجهزة الحكومية الرئيسية والمساندة ، فتقوم تلك الأجهزة بتقديم كل المعلومات والبيانات والتحريات اللازمة لكشف تلك الفضائح ، كما تجبر أيضا المؤسسات الخاصة ، على تقديم مايطلب منها ، من بيانات ومعلومات ووثائق ، تساعد في الوصول إلى الحقيقة ، في القضية محل البحث ، وبالطبع ، فإن رؤوسا كثيرة تطير ، في أثناء عمليات البحث والتحري ، حتى قبل الوصول إلى القضاء ! أما عندنا فالأجهزة الحكومية الرئيسية والمساندة ، لاتخرج عن سيطرة الحكومة ، مهما كان حجم الفضيحة ، أنظر إلى ماحدث في قضية الميموني المغدور ، وأنظر في المستقبل لقضية فضيحة أرصدة النواب !!

      ولأن الوضع عندنا يختلف تماما كما بينّا ، فإن الشباب غير معولين – مثلا - على قيام حكومة فاسدة في كشف الراشي والمرتشين في الفضيحة الأخيرة ، فضيحة الأرصدة المليونية لبعض النواب ، ولكن هذا لايعني عدم متابعتهم للقضية ، ولكل قضايا الفساد التي تكشفت ، أو التي ستتكشف بعض خيوطها هنا وهناك ، وذلك من خلال نشر المعلومات الخاصة ، بملفات الفساد والمفسدين ، متى ما وقع بأيديها ، الموثق من تلك المعلومات ، فكشف الفساد والمفسدين يجبر الحكومة على اتباع سياسة التراجع ، وضربة وراء أخرى ، فإن تلك السياسة لن تسعفها في الصمود ، وستغادر مجبرة غير مأسوف عليها !

      وذكّرت الشباب بأن كشفنا في جريدة ' الآن ' ، لأسماء المساهمين في شركة ' أمانة ' للتخزين ، هو الذي أجبر الجكومة لاصدار مرسوم بإلغاء مرسوم تأسيسها ، حتى بعد أن ذهب الناس إلى البنوك ودفعوا الأموال لتسديد قيمة اكتتاباتهم ! وإن كشفنا للبند الذي يعفينا من دفع الغرامة الجزائية الجائرة في عقد الشراكة مع ' داو كيميكالز ' ، والتي تبلغ مليارين ونصف المليار دولار ، أجبرها على إلغاء الشراكة برمتها ! وقلت : أن نشر الزميلة ' سبر ' ، لأسماء نواب تمت احالتهم للنيابة ، مع كشف قيمة المبالغ المتضخمة في أرصدتهم ، هي مبادرة شجاعة تستحق الدعم والمؤازرة ، ومع يقيني بأن الحكومة ، ستتستر على جميع المرتشين ، حماية للراشي ، فإن كشف الأسماء والمبالغ ، ستسقط المرتشين سياسيا ، وهذا بحد ذاته نجاح كبير ..

      وللحديث بقية

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك