لايرى خيرا أو منفعةٍ ترجى من دولة لا علاقة له بالاسلام؟!..عبدالله الهدلق ينتقد زيارة وفد جمعية الصحافيين لإيران
زاوية الكتابكتب سبتمبر 10, 2011, 11:13 م 898 مشاهدات 0
الوطن
وفد لا يمثل إلا نفسه
عبدالله الهدلق
غادر وفد من جمعية الصحافيين لا يحمل صفة رسمية إلى بلاد فارس «إيران» في زيارة هي الثانية من نوعها بعد رحلة سبقتها إلى مدينة مشهد الفارسية أواخر عام 2010، وكما يقول المنظمون والمنسق لتلك الزيارة فإنها: «تهدف إلى لقاء كبار المسؤولين الإيرانيين، وتوطيد العلاقات الإعلامية بين البلدين الجارين!! واستيضاح المواقف والرؤى الإيرانية من قضايا مختلفة على الساحتين الإقليمية والدولية في ظل ما تشهده المنطقة من تطورات دقيقة وحساسة!»، وأضاف منسق زيارة الوفد: «إن زيارة الوفد تأتي أيضا للنهوض بمستوى العلاقات الثنائية إلى أفضل مستوى وتأكيد الحرص على تقريب وجهات النظر للفهم المشترك لجميع القضايا، وتتزامن مع مرور «50» عاماً على إقامة علاقات دبلوماسية بين دولة الكويت وإيران!!».
لقد أحرجت تلك الزيارة والزيارة التي سبقتها الإدارة الكويتية المتحفظة على علاقاتها مع بلاد فارس «إيران»، حيث ان تلك الزيارة لم تتم بالتشاور والتنسيق مع وزارة الخارجية الكويتية، كما أحرجت تلك الزيارة غير المدروسة- وإن كانت لا تحمل صفة رسمية- دول الخليج العربي لتعارضها مع الموقف العام لمجلس التعاون الخليجي تجاه بلاد فارس «إيران» وسياساتها التوسعية وسعيها للهيمنة على منطقة الخليج العربي، كما أن توقيت تلك الزيارة لم يكن موفقا أيضا بسبب توجه المجتمع الدولي بشكل عام لاحتواء النفوذ الفارسي وكبح جماح التسلح النووي لطهران.
إنني في الوقت الذي أكن فيه كل احترام وتقدير لأعضاء ذلك الوفد الصحافي المغادر إلى طهران إلا أنني اختلف تماما مع تلك الزيارة توقيتا وهدفا واختيارا لبلاد فارس «إيران» التي أجمع العالم على أنها حاضنة الإرهاب العالمي والداعمة لكل التنظيمات الإرهابية وأنظمة الحكم الشمولية المستبدة ودول القمع، كما اختلفت تماما مع الزيارة التي سبقتها إلى مدينة مشهد الفارسية، كما أؤكد أن الوفد الزائر لطهران لا يمثل إلا نفسه ولا يعكس بالضرورة وجهة النظر الرسمية، بل يخالفها تماما، ويحرج الموقف الرسمي لدولة الكويت ودول الخليج العربي.
أليس عجيبا أن نبحث عن علاقات ثنائية آمنة في بلاد فارس «إيران» وهي رحم ومهد الإرهاب العالمي، ونتجاهل كل تلك الحقائق والمرتكزات التالية؟!:
< أي خير واية منفعةٍ ترجى من بلاد فارس «ايران» ونظامها الزرادشتى الذي لا علاقة له بالاسلام؟!
< كيف يتوقع او يأمل الوفد الزائر ان تخرج زيارتهم بنتائج ايجابية تعكس روح المحبة والاخاء بين البلدين؟! بينما لا تزال بلاد فارس «ايران» تحتل جزراً اماراتية ثلاثاً وتهدد امننا واستقرارنا بسعيها المحموم لتصنيع وانتاج وامتلاك اسلحة نووية، واصرارها على تسمية الخليج العربي خليجاً فارسياً!!.
< اتحدى اعضاء الوفد الصحافي الكويتي الكرام الزائرين لطهران ان كانوا قد رأوا او وجدوا مسجداً واحداً لاهل السنة في طهران او اية مدينة فارسية اخرى فهل هذا هو الفهم المشترك للوحدة الاسلامية؟!
< هل من توطيد العلاقات الكويتية الايرانية التي يتحدث عنها منسق الزيارة ان يزور وفد صحافي اعلامي كويتي بلاد فارس «ايران» التي لا تزال تؤوي في مدينة كاشان الفارسية ضريحاً حولته الى مزار للهالك ابي لؤلؤة فيروز المجوسي قاتل امير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟!
< اين مؤسسات المجتمع المدني في بلاد فارس «ايران» اذا كانت الانتخابات الرئاسية عام «2009» قد جرى تزويرها، ثم قام جلاوزة الثورة الفارسية المشؤومة بقمع المحتجين والمعارضين لتزوير الانتخابات والبطش والتنكيل بهم؟!
سؤال أوجهه الى اعضاء الوفد الصحافي – غير الرسمي- الذي زار طهران، ألا تعطي زيارتكم تلك وفي هذا التوقيت بالذات للمتأمل ايحاء ضمنياً لتأييد نظام الحكم الفارسي الزرادشتي الحاكم في طهران، ومباركة قمعه وتنكيله بشعبه، وتمييزه العنصري الديني المتمثل في عدم تمكين اهل السنة في بلاد فارس «ايران» من ممارسة واجباتهم الدينية وبناء مساجدهم او مدارسهم او معاهدهم الدينية؟!
لم يكن اعضاء الوفد موفقين ولا مصيبين في زيارتهم تلك، ولم يكن رأيهم سديداً عندما فكروا اصلاً في تلك الزيارة الى بلاد فارس «ايران»، فقد كانوا كمن يطلب امناً من صروف النوائب، او كمن يسعى لطلب الشفاء في مواطن السقم!!! أليس منكم رجل رشيد؟!.
عبدالله الهدلق
تعليقات