عبدالله الهدلق يتوقع انهيار نظام بشار فجاة، وأنه سيلاقي نفس مصير الهالك والمقبور صدام حسين
زاوية الكتابكتب أغسطس 21, 2011, 12:39 ص 1712 مشاهدات 0
الوطن
خرج المارد من القمقم ولن يعود إليه
عبدالله الهدلق
لن ينجح النظام البعثي النصيري الحاكم في دمشق في القضاء على الاحتجاجات والتظاهرات المطالبة برحيله، ومهما تمادى في قمعه وبطشه فلن يستعيد السيطرة على الاوضاع ولن يقضي على جيوب المقاومة ومعاقل الاحتجاج لسبب واحد هو انه باندلاع ثورة الشعب السوري ضد نظام بشار الاسد المجرم، ذلك النظام الذي جعل اقلية نصيرية لا تجاوز «%2» من تعداد الشعب السوري تستأثر بحكم «22» مليوناً في سورية، باندلاع تلك الثورة فقد خرج المارد من القمقم ولن يعود اليه بعد ان تغيرت سورية كبلد الى الابد ولم يعد الشعب السوري يخشى اجهزة المخابرات، او يخاف من عناصر النظام البعثي، واصبح الشعب السوري يجهر بما كان لا يجرؤ على الهمس به منذ عدة عقود، وباتت المطالبة بسقوط النظام الحاكم ورحيل بشار الاسد واسرته نهائياً عن الحكم، باتت تلك المطالبة حديث كل المدن والقرى والمحافظات السورية، بعد ان كانت في الماضي جزءاً من المحرمات والممنوعات.
سينهار النظام البعثي الحاكم في دمشق بشكل مفاجئ مالم يوقف بشار الاسد آلة القمع والقتل التي تفتك بارواح الشعب السوري الثائر والمطالب بالحرية والديموقراطية وستندلع حرب اهلية بسبب اصرار رئيس النظام البعثي النصيري الحاكم في دمشق على الاستئثار بالسلطة والتمسك بها وعدم التنازل عنها الا تحت تهديد السلاح، وستضطر المعارضة – التي حافظت على سلمية احتجاجاتها حتى الآن – الى حمل السلاح ومحاربة النظام الحاكم وتفكيك قاعدة دعم النظام في اوساط الطائفة النصيرية التي ينتمي اليها بشار الاسد، وعندئذ ينهار النظام البعثي الحاكم في سورية بانهيار النخب النصيرية وعدم ثقتها بهذا النظام الذي اجمع المجتمع الدولي على عزله ومحاربته واسقاطه.
وفي محاولة يائسةٍ من النظام الفارسي الزرادشتي الحاكم في بلاد فارس «إيران» لمساندة حليفه النظام البعثي النصيري الحاكم في سورية ومع تصدعه وانهياره بدأت بلاد فارس «إيران» بتمويل إنشاء وتطوير مجمع عسكري جديد في مطار اللاذقية السوري يتكلف ملايين الدولارات وينتظر الانتهاء من اقامته مع حلول نهاية العام المقبل ويهدف الى فتح طريق امتدادات تستغله بلاد فارس «إيران» لنقل معدات عسكرية واسلحة وذخائر وجنود مباشرة الى سورية في اي وقت، وترسل طهران الى دمشق دورياً تجهيزات لمكافحة اعمال الشغب وتنقيات مراقبة الكترونية وشحنات من النفط والغاز لمساندة ودعم نظام بشار الاسد الذي يوشك على الانهيار او بدأ بالانهيار فعلاً.
ونظراً لاهمية دمشق للاتراك منذ زمن الدولة العثمانية، ولما كانت اهميتها لاتزال قائمة لجارتها الشمالية تركيا فلم يكن غريباً ان اصبحت تركيا رأس الحربة في كل الجهود الاخيرة التي استهدفت الضغط على نظام بشار الاسد الاجرامي لوقف حملة القمع والمجارز التي تفتك بارواح الشعب السوري، ويبدو ان دولاً عربية كثيرة منها على سبيل المثال المملكة العربية السعودية ودولة الكويت ومملكة البحرين – وهي الدول التي سحبت سفراءها من دمشق – قد فوضت تركيا لقيادة الحملة ضد نظام بشار الاسد، وتختلف الدوافع لذلك، فبينما تبدو دوافع الدول العربية في هذا المجال واضحة جداً وهي قطع الذراع الفارسية الممتدة الى العالم العربي والشرق الاوسط وشمال افريقيا، تبدو الدوافع التركية اكثر تعقيداً ومرتبطة بالمصالح التركية في المنطقة، فكما تلعب سورية دور البوابة لتركيا للدخول الى العالم العربي، تستطيع تركيا ان تكون بواية سورية نحو اوروبا والغرب، ونظراً لاهمية دمشق التاريخية لتركيا، فمن المنطق الا يقف الاتراك مكتوفي الايدي يراقبون احتمالات ان تتحول جارتهم الجنوبية سورية الى عراق آخر.
بعد ان كانت انقرة تحاول اقناع حلفائها الغربيين بمنح النظام السوري مزيداً من الوقت لتطبيق اصلاحات ديموقراطية الا ان استمرار نظام الاسد في القمع والقتل والمجازر التي تفتك بارواح الشعب السوري الثائر حرمت بشار الاسد من صداقة انقرة المستمرة وجعلت التدخل العسكري الدولي في سورية امراً محتملاً ووارداً، ما لم يوقف بشار الاسد آلة القمع والقتل والهجمات الدموية على القرى والمدن والمحافظات السورية التي مازال النظام الحاكم في دمشق يواصلها على الرغم من مناشدات ودعوات مجلس الامن الدولي له بوضع حد لاعمال العنف والقمع والقتل والمجازر ضد شعبه، وهكذا وصل المجتمع الدولي الى قناعة تامة بان بشار الاسد فقد شرعيته للقيادة والحكم، وبات واضحاً ان سورية ستكون افضل بدونه.
الانذار الاخير او الفرصة الاخيرة لاتترك لبشار الاسد سوى خيارين اثنين، اما ان يتنحى ويتنازل عن الحكم ويحتكم الشعب السوري الى صناديق الاقتراع لاختيار من يحكمه بطريقةٍ ديموقراطية نزيهة، او ان يستمر في عناده وتعنته فيلاقي نفس مصير الهالك والمقبور صدام حسين، فقد استدعى الجيش التركي مئات الضباط الاحتياط ونشرهم في قواعد عسكرية قرب الحدود مع سورية، واتخذ حالة التأهب القصوى على طول الحدود تحسبا لقيام حلف شمال الاطلسي بتوجيه ضربات جوية لاهداف محددة داخل سورية، ويبدو ان الجيش التركي قد تحرك بجدية بعد ان ادركت الحكومة التركية ان انذار رئيسها رجب طيب أردوغان للنظام البعثي النصيري الحاكم في سورية لوقف مجازره ومذابحه ضد الشعب السوري الثائر والمطالب بحرياته وحقوقه، قد لامس آذانا صماء فيها وقرٌ، وهكذا استعد الجيش التركي للأسوأ ونشر قواته على الحدود.
عبدالله الهدلق
تعليقات