داعيا لأن نعرف حجمنا الحقيقي.. حسن الموسوي ينتقد مهاجمة بعض الجماعات أنظمة ورؤساء بعض الدول بأبشع الكلمات

زاوية الكتاب

كتب 1089 مشاهدات 0


القبس

 

الكويت وبس              

كتب حسن الموسوي :              

الكويت دولة عربية إسلامية وبحكم موقعها الجغرافي المميز ملتقى لحضارات العالم القديم، وقد سجلت عبر تاريخها الطويل، الحافل بالأحداث مواقف عز وفداء، فحافظت على أرضها وتراثها برغم ما تعرضت له من احداث ومحن. وما كان لهذا الامن والاستقرار أن يحدث ويبقى فيها، لولا السياسة الحكيمة التي اتبعتها وتتبعها أسرة آل الصباح الكرام التي تتسم سياستها بالعدل والمساواة بين المواطنين.

ودولة الكويت منذ نشأتها وهي تُعرف بالانفتاح على العالم الخارجي والتبادل معه في جميع المناحي الثقافية، العلمية، الاعلامية، التجارية، ساعده في ذلك نظامها الديموقراطي المبني على تطوير وتنمية الفرد.

ولا شك في أن دولة الكويت حالها حال أي دولة أخرى في النمو والاتساع والازدياد السكاني، وهذا النمو صاحبه كثير من التغيرات والتحولات، فضلا عن التغيير الكبير الذي حدث فيها بعد الغزو الصدامي للكويت.

الكويت اليوم جزء من هذا العالم المترامي الأطراف، فما يحدث حدث في اي نقطة من العالم، من الطبيعي تأثر الكويت به، ولا سيما أن الاتصالات التكنولوجية الحديثة قربت المسافات وأصبح العالم قرية صغيرة.

إلا ان ما حدث ويحدث في الكويت الآن يحتاج إلى وقفة متأنية، يحتاج إلى مراجعة الذات، والعقلانية وعدم الاندفاعية والانجراف وراء اتجاهات وأفكار فارغة، يكون وطننا هو الضحية.

إن تدخل بعض الجماعات في شؤون الآخرين ومهاجمة أنظمة ورؤساء بعض الدول بأبشع الكلمات، سينعكس سلبا علينا، خاصة ونحن نعرف حجمنا الحقيقي وقدراتنا الحقيقية وطاقاتنا البشرية والمادية، وان التدخل في شؤون الغير باسم الشعب الكويتي هو ظلم كبير لهذا الشعب، فكثيرون من الشعب الكويتي يريدون أن يعيشوا بسلام وأمن وأمان، يريدون التفكير في الوضع الداخلي والبناء والنمو وخلق حالة من الاستقرار والتعاون والمحبة، لا يريدون التفرقة والعصيان.

إن التاريخ القريب علم الشعب الكويتي درسا عندما هاجم صدام وجيشه المجحفل هذا البلد الصغير، وعمل فيه ما عمل من سلب ونهب وقتل وإجرام ستظل هذه السلوكيات محفورة في اذهان الكويتيين جميعا بلا استثناء، ولولا عناية الله وسياسة الأسرة الحكيمة، وبعض الشرفاء والمخلصين في هذا العالم، لما تمتعنا بهذه الحرية والأمن والأمان مرة أخرى.

الا اننا يجب ان نعرف انه لا تكون الظروف دائما مساعدة ومواتية للدفاع واسترداد الحق المغتصب، كما كان في السابق، فالمراقب للاوضاع الاقتصادية والسياسية في العالم يجد تحولا كبيرا عن السابق، ولم تعد الحالة الاقتصادية او السياسية تسمح لطلب ونجدة الآخرين في حال، لا سمح الله، حدث اعتداء آخر من أي دولة أخرى. إن دولة الكويت ذات سيادة، وفيها قانون يحكم الشعب، ويحدد ما لهم وما عليهم، حدد لكل فرد أن يعبر عن رأيه ومشاعره بشكل حضاري حر يحترم سياسة بلده.

إن سياسة دولة الكويت منذ القدم مبنية على عدم التدخل في شؤون الآخرين، والعمل على حل المنازعات والقضايا بشكل قانوني سلمي، تحاول ان تجمع الجميع على حب الاخاء، فلا نريد ان نخرج من هذه السياسة، فالذين في الحكم هم الأقدر والأجدر في الفهم والتعاطي مع الظروف والأحداث الاقليمية والعربية والعالمية.

علينا نحن كشعب ان نفكر في مستقبل بلدنا، نعمل له بكل ما لدينا من قوة وطاقة وفكر للإصلاح والتنمية، نعمل من اجل البناء وحل المشكلات الداخلية التي تقف حجر عثرة أمام التنمية، ولنتخذ من شعوب دول الجوار التي تعيش في هدوء والتفكير بمصلحة بلدانها قدوة لنا، فالخدمات التعليمية والصحية والسكنية تسير لديهم بشكل صحيح، ويعالجون مشكلاتهم بهدوء وثقة، وتعاون فما بالنا لا نكون مثلهم.

وأخيرا نريد هذه الطاقات والعقول الكويتية تعمل للبناء والحفاظ على مصلحة الوطن، لا للتدمير وخلق الأزمات داخليا وخارجيا، وكفانا ذلك. ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه. والله المستعان.

 

د. حسن الموسوي

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك