ليس ذما ان يقال ان الكويتيين يهود العرب أو يهود الخليج بل هو مدح واطراء من وجهة نظر د. نايف العدواني
زاوية الكتابكتب أغسطس 19, 2011, 12:40 ص 6304 مشاهدات 0
الشاهد
النموذج الإسرائيلي
Friday, 19 August 2011
د. نايف العدواني
ليس ذما ان يقال ان الكويتيين يهود العرب أو يهود الخليج بل هو مدح واطراء من وجهة نظرنا مع فارق التشبيه وبالطبع اذا استبعدنا الناحية العقائدية والسلوك اليهودي الجشع، واقتصرنا التشبيه على قدرة الانسان اليهودي في ايجاد النموذج البشري المنتج والمجتهد والمخترع الذي يفرض نفسه على محيطه فيؤثر فيه لصالحه بدلاً من ان يتأثر به ضد مصالحه فاليهود على مر العصور قدموا نماذج بشرية استطاعت ان تؤثر في التراث الحضاري العالمي طبعاً لصالحهم ولخدمة مصالحهم واطماعهم فعلى الصعيد المالي والاقتصاد العالمي يتسيد اليهود قائمة رجال الاعمال الذين يتربعون على امبراطوريات مالية تقود شركات وبنوكاً ومؤسسات مالية عالمية عابرة للقارات مثل سيتي بانك جيس منهاتن وميري لانش وعلى المستوى السياسي برزت العلقية اليهودية المراوغة والمحنكة في شخص هنري كيسنجر وزير خارجية اميركا الاسبق وزميلته مادلين اولبرايت وعلى المستوى العلمي كان لعبقرية اينشتاين وقعها وتأثيرها على المنظومة العلمية في علم الفيزياء والرياضيات عبر نظريته النسبية وما افرزته من تطور تكنولوجي ليس اقل نتائجه صناعة القنبلة النووية وتكنولوجيا الصواريخ العابرة للقارات والمكوكات الفضائية وعلى المستوى الاعلامي سيطر الاعلاميون اليهود على مجريات الاحداث الاعلامية وصناعة الاعلام المرئي والمسموع والمقروء عبر شخصيات اعلامية مرموقة امثال مقدم البرامج اليهودي الاميركي المشهور لاري كنج ومردوخ وامبراطوريته الاعلامية التي سيطرت على الاعلام الاميركي والاوروبي والتي كان اخرها فضيحته الاعلامية في جريدة بريطانية وقيامها بالتنصت على مكالمات المسؤولين البريطانيين وما يملكه من مؤسسات اعلامية ومحطات فضائية تصنع الخبر وتؤثر فـــي الحدث مثل CBC ,CNN اليهود اقاموا مجتمعات منظمة ومنتجة داخل مجتمعات متفرقة فاستطاعوا ان يرسموا السياسة ويؤثروا على السياسيين بما يخدم طموحهم فمنظمة ايباك اليهودية في اميركا هي العقل المدبر لسياسة اميركا الداخلية والخارجية وهي القبلة التي يقصدها كل السياسيين وعشاق الرئاسة الاميركية طبعا في صك غفرانها ومباركتها السياسية ودعمها المالي والتنظيمي فلا عجب ان يقول الرئيس الاميركي انه يدعم اسرائيل لان اسرائيل واليهود هم من دعمه واصبح رئيساً وعليه يتبنى كل رئيس اميركي ما تطارحه الايباك وما تريد ان تفعله وبالطبع من يملك الكل يملك الجزء، الذي يملك زمام القرار السياسي في اميركا أم الدنيا يستطيع ان يتحكم في بقية دول العالم النموذج الاسرائيلي نموذج ناجح ومثال،ي وحري ان يقلد ويتبناه الكويتيون فالعقلية كانت ومازالت سباقة في المبادرات الاقتصادية كالهيئة العامة للاستثمار في الستينات والمبادرات السياسية كمجلس التعاون الخليجي والمبادرات التنموية كانشاء لجنة الخليج والجنوب العربي لدعم دول الخليج واليمن مادياً وتربوياً وكان لها الفضل بعد الله في تأسيس وتطور هذه الدول علاوة على مبادرتها الاصلاحية في رأب الصدع العربي في دعم مجلس الجامعة العربية ودول الصمود والتصدي »سورية ، مصر ، الاردن« واصلاح ذات البين في حرب البلول بين الملك حسين ومنظمة التحرير ومحاولة توحيد اليمن الشمالي والجنوبي ولكن النموذج الكويتي لم ينجح في الدفاع عن كيانه ووجوده السياسي والمتمثل في بقائه كدولة مستقلة وذات سيادة وحدود ووجود فسياسة المهادنة والليونة الدبلوماسية لا تجدي نفعاً مع الكيانات المعادية بها والتي تنظر لها كوطن سليب وفرع يجب أن يعود للاصل اعتماداً على كثرتها العددية وادعاءاتها التاريخية الباطلة والزائفة، ناهيك بنموذجها الديمقراطي المزعج لهذه الكيانات الدكتاتورية واحادية القطب لذا فالانجح والانجع هو ان تتبنى الكويت النموذج الاسرائيلي كدولة تملك قوة ردع عسكرية نوعية ومؤثرة وتملك قوة ردع استخبارية تعتمد على مراكز للدراسات الاستراتيجية والعسكرية تؤثر في مجريات القرار السياسي بها الامر الذي جعل لها اليد الطولى في الضربات العسكرية الاستباقية وقصب السبق في المبادرات السياسية القادرة على اجهاض اي سياسات او تحالفات عدائية ضدها علاوة على تشابه النموذج الديمغرافي للتركيبة السكانية فالدولة اليهودية كما الدولة الكويتية تتكون من اعراق وطوائف تنحدر من دول شتى وتربطها مصالحها المشتركة والدفاع عن كيانها الجديد وديمقراطيتها تقود الاحزاب الدينية المتشددة والعلمانية المنفتحة وتجمعها مصلحة الامن الوطني والمصالح العليا، ليس من العيب ان تقلد الاعداء طالما كان نموذجهم قابلاً للتطابق بدلاً من أن تفقد وجودك وكيانك ومقدراتك جرياً وراء سياسة التطبيع ممن لا يقرون بوجودك اصلاً.
تعليقات