إمام مسجد يهاجم مصلياً في مقالة، لمجرد أنه شكا من رائحة المسجد!!..قصة يكتبها محمد المشعان

زاوية الكتاب

كتب 1694 مشاهدات 0



الأنباء
إمام مسجد يهاجم مصلياً في مقالة
الجمعة 19 أغسطس 2011 - الأنباء

منبر المسجد وضع للخطابة والنصح ولم يوضع لمهاجمة المصلين ممن يحرصون على الصلوات الخمس والنوافل كالتراويح في هذا الشهر الفضيل، والعمود الصحافي أيضا وضع للنقد والتوجيه والإرشاد ولكنه أيضا لم يوضع لمهاجمة المصلين، وهو ما فعله إمام مسجد يمتهن الكتابة في إحدى الصحف، إذ قام بتخصيص مقالة له للهجوم على أحد المصلين وجاءه يشكو من رائحة المسجد بعد أن أحالها الإمام الكاتب الصحافي إلى صالة إفطار صائم.

ورغم أن الإمام متدين كما يبدو لنا، ومجاز من وزارة الأوقاف كخطيب، إلا أنه وللأسف لم يتورع عن استخدام مقالته للهجوم على المصلي الذي اشتكى من رائحة «البصل والثوم» التي تملأ بيت الله، وبدلا من أن يقوم الإمام بالعمل على ادراك خطأ نشر رائحة الثوم والبصل والتوابل في المسجد قام بمهاجمة المصلي المشتكي ووصفه بأنه لا يريد الأجر وأنه يريد أن يمنع الأجر لمجرد أنه احتج على رائحة الثوم والبصل التي تملأ أركان بيت الله بعد كل إفطار صائم يقيمه الإمام.

القصة تعود عندما ذهب المصلي ليشتكي إلى الإمام الكاتب من رائحة الثوم والبصل والدسم في بيت الله، وفي اليوم التالي وبدلا من أن يصلح الإمام خطأه حوّل مقر اقامة إفطار الصائم إلى مصلى النساء في ذات المسجد وفتح دورات المياه المخصصة للنساء للمفطرين في المسجد، وهو ما دعا المصلي للتوجه مرة أخرى للإمام ناصحا، ولكن بدلا من أن يقوم الإمام بإصلاح الخطأ كتب مقالة ركيكة جدا وهاجم فيها المصلي وقال فيها ان هذا المصلي لا يريد الأجر ويريد منع أجر إفطار الصائم الذي يقيمه الإمام.

وبما أن الإمام متدين وخطيب فنذكره بقول الله تعالى (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد) وأعتقد أن تفسيرها لا يخفى على الإمام الذي يمتهن مهاجمة المصلين في مقالاته، ومن تفسير هذه الآية، وما ورد في معناها من السنة، يستحب التجمل عند الصلاة، ولاسيما يوم الجمعة ويوم العيد، والطيب لأنه من الزينة، والسواك لأنه من تمام ذلك، ومن أفضل الثياب البياض، كما قال الإمام أحمد.

وقال ابن باز رحمه الله «ولا بأس بالنوم والأكل في المسجد للمعتكف وغيره، لأحاديث وآثار وردت في ذلك، ولما ثبت من حال أهل الصفة، مع مراعاة الحرص على نظافة المسجد، والحذر من أسباب توسيخه من فضول الطعام أو غيرها».

وفي كتابه «الأخلاق والتزكية» يقول الشيخ محمد زغلول بن علي زغلول الأنباني في حكم الأكل في المسجد «الأكل في المسجد مباح بشرط ألا يلوث المسجد وألا يأكل فيه ثوما ولا بصلا ولا كراثا ولا ماله رائحة كريهة».

لا أعتقد أن الإمام الكاتب يجهل هذه الفتاوي ولا ما يقرب منها والتي تحذر من تلويث المسجد بالرائحة، وكان الأولى به وبدلا من مهاجمة مصل جاء يشكوه أن يتدارك الأمر وأن يبني خيمة ملاصقة للمسجد حتى لا يتأذى المصلون من رائحة الأكل.

هل تصدق بالله يا حضرة الإمام الكاتب إن كان من أحد يريد أن يمنع الخير فهو أنت بفعلك والإصرار على نشر روائح الأكل، التي تؤذي المصلين والمصليات الذين يأتون لأداء صلاة التراويح في المسجد، وكان بالإمكان ألا تكابر على الشكوى وأن تحلها بما يرضي الجميع بأن تقيم خيمة خارجية ملاصقة للمسجد حتى تحفظ للمسجد هيبته، فلا يعقل أن يطلب النبي صلى الله عليه وسلم من المسلمين التطيب وينهاهم عن الحضور إلى المسجد بعد أكل الثوم والبصل وكل ذي رائحة ليحفظ خشوع المصلين، وتصر أنت على أن تحيل صحن المسجد إلى مبنى تملأه الروائح بإفطار صائم في غير مكانه الصحيح، فأصلح خطأك أصلحك الله، وراجع نفسك، اما كتاباتك السياسية فيجب أن تراجع نفسك فيها ألف مرة فأنت أبعد عن السياسة وفاهميتها كبعد الوفرة عن العبدلي.

٭ كلمة أخيرة: في الكويت أستغرب: إمام مسجد وخطيب وكاتب مقالة ومقدم برنامج ومعد برامج وناشط سياسي، كلها في شخص واحد، شنو هالعبقرية؟ والله لو تخصص في واحدة لكان بخير، ولكن هذا عيبنا نريد أن نصبح كل شيء كما قال داود حسين في برنامج قديم له «دكتوراه في كل أشي».

الانباء

تعليقات

اكتب تعليقك