التصريحات التركية ضد النظام السوري ذر للرماد بالعيون، وتصريحات دول الخليج خالية من الحياء السياسي.. رأي ناصر الحسيني
زاوية الكتابكتب أغسطس 17, 2011, 8:33 ص 1286 مشاهدات 0
الخليج ورئيس وزراء تركيا بياعو كلام
كتب ناصر الحسيني
بعض الساسه لدينا بالكويت وفي الوطن العربي، صفق، وأدى التحية لدول الخليج، ولرئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان، وذلك بعد ان اطلقوا بعض التصريحات النارية ضد النظام السوري، وانا شخصيا كنت اضحك على من يعتقد بان دول الخليج واردوغان سوف (يأتون بالذيب من ذيله)، لانني اعلم بان دول الخليج (ترتعد من الربيع العربي) و الحكومة التركية ماهي الا حليف للنظام السوري، ولا يمكن ان تفرط فيه لاعتبارات سياسية، ومنها ان ورقة الاكراد بيد النظام السوري، فرئيس وزراء تركيا يظهر لنا (حنطة ويبيعنا شعير) لذلك فان التصريحات التركية ضد النظام السوري ما هي إلا ذر للرماد بالعيون، وتحت ذريعة ان انهاء الملف السوري سيكون بيد الاتراك، وهنا قد يجعل بعض الدول تتراخى في اتخاذ موقف ضد النظام السوري، بحكم ان تركيا تتولى القضية، لذلك فان تصريحات دول الخليج وتصريحات اردوغان ما هي إلا تمثيلية مخرجها البيت البيض الاميركي، فلو ان النظام السوري شعر بجدية تدخل عسكري لأوقف مسلسل القتل والقمع، ولكن تدخل القطع البحرية العسكرية لقصف اللاذقية، يكشف لنا ان هناك ضوءا اخضر لبشار الاسد ـ واكبر دليل التصريحات المضحكة لدول الخليج وتركيا، فالشعب السوري يقتل والنساء تهتك اعراضها، وهم يطالبون باصلاحات ؟
فلو نظرنا الى حجم الجرائم التي قام بها النظام السوري، نجد ان تصريحات تركيا ودول الخليج خالية من الحياء السياسي، ولا ينبغي لأي دولة تحترم نفسها ان تطلق مثل هذه التصريحات النتنة، فالتصريحات التركية والخليجية التي اعقبتها، بعد اخذ الضوء الاخضر من (العمه) اميركا، كانت تشير الى اصلاحات سياسية، وهو امر لا ينسجم اطلاقا من آلة الإجرام التي حدثت في سوريا، والتي تشكل وفقا للمنظور الدولي وعلى حسب ما اكدته لجنة حقوق الانسان في تقريرها المرفوع الى مجلس الامن، ان هذه الاعمال التي قام بها النظام السوري تشكل اعمالا وحشية وجرائم إبادة جماعية، وهذا الامر بذاته يستدعي المحاسبة لرئيس بشار الاسد، فالاصلاح يجب ألا يكون لاحقا للاعمال الاجرامية، لذلك فان مطالبت تركيا ودول الخليج لنظام بالاسد بالاصلاح، هو بمثابة صك براءة لما سبقه من جرائم، لذلك فان تصريحات دول الخليج وتركيا هي اشارة للنظام السوري بان الدماء التي سفكتها لاقيمة لها، اذا قدمت اصلاحات، وهنا اوجه سؤالا لدول الخليج وتركيا، هل قتل 2500 انسان وهتك عرض النساء وحرق الممتلكات امر هين بالنسبة لكم، وممكن العفو عنه اذا قدم اصلاحات (يالها من كارثة) فالنظام السوري يقوم بالابادة الجماعية، وتركيا ودول الخليج تقول له قدم اصلاحات.! لذلك فان ما تقوم به تركيا ودول الخليج هو ضحك على الذقون.
كما ان ما يطلقه اردوغان من تصريحات ماهي إلا تمثيلية - من اجل ان يأخذ النظام السوري اكبر فرصة في القمع، ففي البداية صرح اوردغان بان تركيا لا تسمح بقمع المتظاهرين، وصفق الشعب العربي، بعد ان نفس عنه اردوغان، ثم التزم الصمت، واستمر النظام السوري بالقتل الشنيع، وشعر اردوغان ان الشعوب والمنظمات ستنفجر على النظام سوري، ثم نفس لهم في تصريح آخر، قائلا (صبرنا انتهى على ممارسات النظام السوري) وتراخت الشعوب والمنظمات بعد هذه التصريح، واستمر النظام السوري بالقتل والقمع، وهاج المجتمع، وتدخل اردوغان للتنفيس مجددا عن طريق ارسال رسالة تهديد عبر وزير خارجيته، وأعلن وزير خارجيته ان امام سوريا ايام لتعديل الوضع وانتهاج الاصلاح، واستمر النظام السوري في القتل وباكثر قسوة، وبعد اسبوع من الزيارة ظهر وزير خارجية تركيا في مؤتمر صحفي يعلن ان تركيا لم تعط سوريا مهلة ايام، وهذا التصريح هو اشارة تركية لسوريا مفادها ان امامك متسع من الوقت لقمع المتظاهرين. وآخر تصريح لوزير الخارجية التركي يقول فيه اذا استمر النظام بالقمع والقتل سنوقف اتصالاتنا معه، وذلك حتى يتوقف العالم بانتظار ما بعد وقف الاتصال، وهذا الانتظار يعطي النظام وقت آخر لاخماد المظاهرات، وبعدها سوف ينتقل النظام السوري والتركي الى الجزء الآخر من التمثيلية، وهو سحب السفراء، حتى ينتظر الكل ماذا بعد سحب السفراء، وكل هذا الانتظار من اجل اعطاء الفرصة الاكبر للنظام السوري في اخماد المظاهرات.
ان الهدف من التصريحات التركية، هو التلاعب بالوقت، لصالح النظام السوري، لذلك اقول لمن يصفق لاردوغان (لا تتعبوا) ايديكم فتصريحات تركيا ما هي فقاعات صابون، الهدف منها انتظار الامل التركي، حتى يتعطل أي قرار دولي ضد النظام السوري، ولاحظوا معي في الايام المقبلة، كيف ان الحكومة التركية تصمت أياما، واذا احتقن المجتمع الدولي على سوريا، ظهرت بتصريح ناري لتخفيف الاحتقان، بحجة انها هي من سيقوم بالمهمة.
قد يتساءل البعض عن اثبات أن الولايات المتحدة الأميركية هي مخرجة التمثيلية؟ والاثبات هو تصريحاتها الخجولة ضد النظام السوري،فبرغم ان بشار الاسد حرك الدبابات بين المنازل، وحرك القطع البحرية ضد الشعب ووصل عدد القتلى الى اكثر من 2500 شخص، مابين امرأة وطفل وشاب، فالنظام السوري ارتكب مجازر فظيعة وبشعة، واستخدم وسائل تعذيب لم يسبق لها مثيل، واستخدم سيارات الاسعاف لقتل المتظاهرين، وكل هذه الشواهد عرضت في جميع محطات التلفزة العالمية، وكل ما فعلته اميركا، انها صرحت قائلة النظام السوري فقد شرعيته، ولم تلوح بأي حل عسكري كما فعلت مع غيره، وهذا يؤكد ان النظام الصهيوني متمسك بنظام الاسد، لذلك فان تركيا ودول الخليج (والعمه) اميركا غير جادين في ايقاف النظام السوري، وتصريحاتهم جاءت لتخفيف الضغط الشعبي فقط، بل اقولها وبكل صراحة، ان بعض دول الخليج بالذات، تتمنى الفشل للشعب السوري في اطاحة الأسد، حتى لا تفتح شهية الشعوب الخليجية على حكامها.
تعليقات