الشيخ مشعل يرى في تكميم أفواه المواطنين العاديين لصالح ذوي المناصب قسمة 'ضيزي'

زاوية الكتاب

كتب 1888 مشاهدات 0



عالم اليوم
ماذا ينتظرون؟
تلك إذاً قسمة ضيزى
كتب الشيخ مشعل مالك محمد الصباح
إن أخوة الوطن والاشتراك في الرأي هي الأرضية الحقيقية التي يبنى عليها الاستقرار وينبت منها أي تقدم ونجاح وتنمية ورقي، أم  استئثار أفراد معينين بالحياة السياسية والرأي وتجاهل جميع العناصر الموجودة في الوطن وتجاهل الرأي العام وتجاهل حديث العامة وتجاهل حديث المثقفين وتجاهل حديث ما دونها من فئات وقوى وطنية ما هو الاسم الحقيقي لهذه الظاهرة ولا يقول أحد هناك تمثيل نيابي ومجلس أمة فأنا أقصد الحريات العامة وحرية التعبير عن  الرأي.
اصبح الجميع يتحدث عن أي إنسان يعبر عن رأيه في الواقع الذي يعيشه ويعبر عن رأيه في وطنه الذي نشأ على أرضه وكأنه إنسان ليس له أي حق في ذلك، استقر الناس على أن السياسة والرأي للسياسيين ولذوي المناصب، قال تعالى: {تلك إذا قسمة ضيزى} نعم قسمة غير عادلة ان يكون أخوة في الوطن ويستبعد مجموعة من المسؤولين برأيهم دون الناس بل يعملون على قمع أصوات من لا منصب له.
كل فرد يجب ان يعبر عن رأيه ويجب ان يتحدث في كل الأمور لم يقصر الله سبحانه وتعالى الرأي واتخاذ القرار على فرد واحد، بل جعل الجميع شركاء في الرأي ووصف الله سبحانه وتعالى المؤمنين بأنهم، قال تعالى: {وأمرهم شورى} فإذا طلب منا المسؤولون في دولة الكويت أن نكون أصحاب مناصب حتى نتكلم في السياسة وندلي بآرائنا {تلك إذا قسمة ضيزى} إذا طلب المسؤولون في دولة الكويت من المواطنين غير ذوي المناصب ان يكمموا أفواهم {تلك إذا  قسمة ضيزى} نعم قسمة غير عادلة فالمواطن فرد من أفراد المجتمع يجب ان يفعل كل ما بوسعه حتى يتحقق الإصلاح الذي يرضاه لوطنه.
وفي القرآن الكريم {صاحب يس} الذي لم يخش في قومه لومة لائم وكان فردا وتوجه  على قومه ونصحهم وفقد في سبيل ذلك حياته قال تعالى: {وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين} لقد جاء من أبعد مكان في المدينة حتى يقول الحق وهذا رأيه في مسألة لابد أن يبلغها للناس ولو فقد حياته في سبيلها وبالفعل فقد أودوا به قومه، وحتى مؤمن آل فرعون الذي كان يكتب إيمانه لم يترك بلده  التي نشأ فيها دون أن يدافع عن الحق، قال تعالى: {وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه اتقتلون رجلا أن يقول ربي الله}، هذان نموذجان من القرآن لفردين عاديين من أفراد المجتمع توجها للدفاع عن الحق وعدم السكوت عن الباطل والخوف على الوطن وعلى المجتمع الذي ينشأ الإنسان فيه وأولا وأخيرا دفاع عن الحق وإن الله سبحانه وتعالى مظهر الحق، قال تعالى: {ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون}.
لماذا يطلب المسؤولون من الناس ان يكونوا صم بكم عمي، لماذا انعكست الآية فبدل من أن نأخذ في الاعتبار الرأي العام ورأي الديوانية ورأي المثقفين ورأي الطلاب ورأي المواطن العادي البسيط أصبح ذوو المناصب هم الآمر الناهي والجميع لهم مطيعون.
وإذا تحدث أحد في يوم توجه إليه الانتقادات لابد يعلم الجميع ان تنازلهم عن  نصرة الحق من السلبية والواجب عليهم معاقبة الظالم والوقوف في وجهه لان ذلك واجب على كل فرد في المجتمع ويجب ان نثور جميعا على هذه المبادئ السلبية التي تسللت إلى حياتنا الاجتماعية أفسدت علينا حياتنا قبل ان يندم الجميع {ولات حين مناص}.
إن إعلاء قيمة الحوار وإعطاء مساحات للحرية في التعبير أمر لا جدال فيه وإن من واجب أي مواطن مهما كان بسيطا ان يعمل على تحقيق الإصلاح ما استطاع إلى ذلك سبيلا ولا يعبأ بقول المحبطين من الذين استكانوا ورضوا بالسياسة الواهية التي زرعها فيهم المسؤولون والتي ستكون سبب انتكاسهم ودمارهم.

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك