الشيخ مشعل الصباح أصابته الدهشة لغياب العدالة الاجتماعية في المجتمع
زاوية الكتابكتب أغسطس 9, 2011, 12:37 ص 3438 مشاهدات 0
عالم اليوم
ماذا ينتظرون؟!
العدل
كتب الشيخ مشعل مالك محمد الصباح
قال الله تعالى: «إن الله يأمر بالعدل والإحسان» وفي آية أخرى «لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط» والسنة النبوية المشرّفة أيضا بينت أهمية العدل حيث ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أول السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل الا ظله الإمام العادل وفي مسند الإمام احمد روي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (أحب الخلق الى الله إمام عادل).
إن قيمة العدل أكبر بكثير وأشمل بكثير مما نتخيل فلا ينبغي ان نقصر العدل على نوع معين فهناك العدل بين الأبناء والعدل بين الزوجات والعدل بين المتخاصمين ولكن يجب ان نهتم بكل أنواع العدل لأنه أساس الحياة ولا يمكن لحياة ان تستمر اذا تجاهلنا قيمة العدل.
ان العدل اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى وهو العدل في كل شيء عدل في خلقه فخلق الانسن في أحسن تقويم (لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم) ودعانا للتدبر في ذلك فقال (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) نعم جاء تكوين الانسان وشكله بهذه الكيفية دليلا على عدل من الله سبحانه وتعالى قال تعالي (إنا كل شيء خلقناها بقدر) هذه هي فطرة الله التي فطر الناس عليها وجعل العدل مبدأ اساسيا في سير الحياة واستمرارها فأخذ الله القرى الظالمة بظلمهم ودمّر جميع الاقوام الذين ظلموا والحمد لله العدل لقد جعل الله العدل في كل نواحي الحياة بين الانسان وأخيه الانسان وبين المجتمع بأكمله.
وللأسف الشديد الآن تم حصر المفهوم الكبير للعدل في نوع واحد وهو العدل بين المتخاصمين وتجاهلنا العدل بين المجتمع وتحقيق العدالة الاجتماعية وهي أهم انواع العدل، وسابقا أفلاطون العدل حينما تحدث عن المدينة الفاضلة بأن يقوم كل انسان في مجتمعه بالوظيفة التي تتلائم مع طبيعته افضل ما يمكن، والمجتمع العادل هو المجتمع الذي يتألف من هؤلاء الافراد وهذا يكون ضد مفهوم القلة المستغلة التي تسعى لتحقيق المصالح الشخصية على حساب الآخرين من ابناء مجتمعهم.
والان الذي ينظر الى الواقع الحالي يصاب بالدهشة والحيرة مما نحن فيه من غياب للعدالة الاجتماعية فلا يتم النظر الى الكفاءات والى ما يمكن ان يقوم به الفرد داخل المجتمع ولكن هناك اشياء اخرى تحكم الوظائف التي يقوم بها الافراد داخل المجتمع مثل (الواسطة ــ المحسوبية ــ المال ــ الجاه ــ الصيت) لم نعلم الى متى سيستمر هذا الحال بالمسؤولين وهم يخالفون قوى الطبيعة نعم لأن حركة الكون تسير بقدر وبعدل لذلك هي تستمر ولكن هؤلاء المسؤولين يخالفون نظام الكون ويتحدون خالقه بكبرهم.
وأنا في هذا الشهر الكريم أذكرهم وأذكر نفسي بأن العدل والعدالة الاجتماعية شيء اساسي لاستمرارالحياة في بلدنا ويجب علينا جميعا المحافظة عليه حتى يستمر وحتى يستمروا هم ايضا.
تعليقات