مخاطبا مقلدي الولي الفقيه وأصدقاء إيران، حيدر: أنقذوا الشعب الإيراني وأنقذونا
زاوية الكتابكتب يوليو 20, 2011, 1:05 ص 1649 مشاهدات 0
الوطن
من ينقذ إيران؟
أصدقاء مبادئ الثورة الاسلامية في ايران وحلفاؤها العقائديون أساؤوا اليها عبر هذه السنوات الثلاثين ونيف، اكثر من خصومها الامريكان والاسرائيليين والاوروبيين وغيرهم! اصدقاء «ولاية الفقيه» الذين سكتوا عن سلبيات التجربة منذ عام 1979، ولم يحركوا ساكنا عندما بدأت سياساتها تنزلق، واقتصادياتها تخرج عن المسار، وثقافيا تنغلق على افكار غيبية لا علاقة لها بادارة الدولة الحديثة.. هؤلاء ساهموا في فقدان ايران لموقعها القيادي المؤثر في المنطقة، وفي تحولها من دولة صديقة ومنارة تحررية حضارية، الى وحش مسلح لا يفكر الا في المزيد من القوة العسكرية ومن محاولات التدخل في شؤون الغير.. والمغامرات غير المجدية!
كانت ايران منذ ثورتها الاولى في بداية القرن العشرين 1906 التي جلبت الافكار الدستورية والبرلمانية الى المنطقة، وكذلك بعد نصف قرن، عندما وقعت شبه ثورة ثانية على يد رئيس الوزراء محمد مصدق، التي تركت اثارها البارزة في وعي الساحل العربي من الخليج وعلى العالم العربي والمثقفين العرب.. كانت ايران في التجربتين صاحبة دور مؤثر مرحب به من قبل قوى التغيير في مجتمعات جيرانها جميعا.. وبخاصة العرب.
وكان التفاف العرب الاكبر حول الثورة الايرانية عام 1979، حيث كان عرب الكويت وبلدان الخليج وشمال افريقيا وكل مكان يتابعون بحماس وتفاعل كل خطوة تقدم عليها الثورة، ويحفظون اغانيها الثورية باللغة الفارسية ويعرفون تفاصيل دقيقة عن قادتها ويؤيدون قراراتها.
غير ان الثورة سرعان ما تحولت الى دولة على نمط آخر، وساد جيران ايران شعور بالخيبة والألم والتوجس من مسار هذه الدولة، صحيح ان الحرب العراقية – الايرانية التي جاء بعد سنة واشهر من الثورة اثرت في التجربة بعمق، ولكن ايران بعد انتهاء هذه الحرب وبقيادتها الجديدة بخاصة، تحولت ثوريا الى جثة هامدة، وسياسيا الى مجرد دولة متوسطة الامكانيات كثيرة الضجيج، واقتصاديا الى بلد يعاني رغم الثروة النفطية من كل مشاكل التخلف.
ماذا جرى في قلب ايران نفسها، وفي سياستها واقتصادها، وفي مجتمعها وثقافتها وروحها الثورية وتوجهها الديموقراطي البرلماني، الذي كان من المتوقع ان تلد نظاما جمهوريا طبيعيا، على رأسه أي رمز سياسي أو ديني أو حتى أحد مراجع التقليد الشيعة، بينما السلطة الحقيقية بيد الشعب واحزابه ووزرائه، والحزب الذي ينال ثقة أغلبية الناس ويقوم بتشكيل الوزارة ويدير الدولة؟
كانت ايران في هذه الحالة ستكون نظاما ديموقراطيا حرا حيا عصريا منفتحا متقدما وكانت الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية ستسود ايران وتتحول اقتصاديات البلاد تدريجيا من اقتصاد قائم على النفط ودخله، كما هو الان الى اقتصاد صناعي، زراعي، استشاري، تجاري، يعتمد على تصدير الالات الالكترونية والكيماويات وربما السياحة والكثير من المداخيل الاخرى.
ولكن النظام الذي ساد ايران سياسيا واقتصاديا وثقافيا وقانونيا منذ عام 1990 على الاقل نظام مختلف كل الاختلاف!
ولعل اصدقاء التجربة الثورية الايرانية في الكويت وبلدان مجلس التعاون ولبنان، بسبب الحرية الاقتصادية والاعلامية في العديد من هذه الدول شعروا منذ البداية بانحراف التجربة ومشاكلها وتخبطها، وتناوب رؤساء متضاربي الاتجاه مثل خاتمي واحمدي نجاد! ولكنهم صمتوا وتقبلوا الوضع واستفادوا من الوضع القائم او رأوا فيه بعض نتائج «التدخل الداخلي أو الخارجي»!
مشكلة إيران ان تجربتها ليست محصورة بأراضيها، وللكثير من أخطائها وسياساتها ثمن يدفعه خارج ايران الشيعة والسنة ومن يؤمن بثورتها ومن لا يؤمن!
لا مجال في هذا المقال لطرح المزيد من التفاصيل.. ولكن يا اصدقاء الثورة الايرانية، ويا مقلدي الولي الفقيه، ويا كل الحريصين على دور ايران في توازن المنطقة، وياكل المشفقين على الشعب الايراني او المتعاطفين معه.. افعلوا شيئا لانقاذ الوضع والتجربة.. ولانقاذنا كذلك!
خليل علي حيدر
تعليقات