الطراح تقاعد وسط تجاهل تام من مسؤولي الاستثمار

زاوية الكتاب

'عزبة' بدر السعد الخاصة تستخسر تكريم من ساهم باسترجاع اموال الدولة ولو بحفل بسيط !

كتب 4312 مشاهدات 0

بدر السعد وخالد الطراح

كتب ناشر تحرير جريدة الأستاذ زايد الزيد مقالا في صحيفة النهار حول 'عزبة' العضو المنتدب للهيئة بدر السعد الخاصة للاستثمار والتي بدورها تجاهلت دور الأستاذ خالد الطراح، في ما يلي نص المقال.

' العزبة ' الخاصة للاستثمار !

زايد الزيد

حينما كانت الكويت في فترة مابعد التحرير ، في العام 1991 ، تشهد حالات عديدة من التناقضات والثنائيات الحادة ، إحداها ماأستطيع أن أسميها بثنائية البهجة الممزوجة بالضياع ! فالبهجة بالطبع ناتجة عن الفرح العارم بتحرير الدولة من براثن الغزو الهمجي ، الذي قام به واحد من أكثر أنظمة الحكم الوحشية في التاريخ المعاصر ، أما حالة الشعور بالضياع فكانت نتاجا للسرقات التي تعرضت لها استثماراتنا الخارجية ، منذ حل مجلس الأمة في العام 1986 وحتى بزوغ فجر التحرير ، في تلك الفترة جيء بالأستاذ علي الرشيد البدر،  كعضو منتدب للهيئة العامة للاستثمار ،  لمعالجة ملف تبخر استثمارات الدولة ، على أيدي لصوص لم يراعوا حرمة الاعتداء على أموال البلد ، وهو يمر بأحلك الظروف وأقساها !

وأدرك البدر أن هناك حاجة ملحة لشخص ذو خبرة إعلامية جيدة ، وله علاقات خارجية وداخلية في مجال المهنة ، فالمعركة ستدور رحاها في الكويت ولندن وأسبانيا ودول أخرى ' كانت ' تتواجد بها أموالنا قبل أن يبتلعها السارقون ، فوقع اختيار البدر على الأستاذ خالد الطراح ، الذي كان لتوه قد ترقى ليصبح نائبا لرئيس التحرير في وكالة الأنباء الكويتية ( كونا ) ، بعد أن مثّل ( كونا ) لسنوات عديدة في الهند ولندن والاتحاد السوفييتي ومصر ، والطراح عمل بشكل متميز في ( كونا ) إلى درجة أنه أستطاع أن يقتحم – من خلال علاقاته الواسعة في موسكو -  صحيفة البرافدا الروسية ويكتب فيها مقالات عن الغزو العراقي للكويت ، في الأيام الأولى للغزو ، ليصبح أول شخص أجنبي غير شيوعي تفتح له ' البرافدا ' صفحاتها ليطل على قرائها ! وكذلك الحال مع وكالة ' نوفستي ' الروسية التي دعت الطراح ليتحدث أمام حشد من الصحافيين في موسكو عن الغزو !

الاختيار وقع على الطراح ، واجتمع معه البدر ، وأبلغه بضمه إلى مجموعة من خيرة شباب الكويت ، عرفت آنذاك ب' مجموعة أسبانيا ' ، ولم يكن العرض قابل للمساومة ، فالمهمة تتسم بتكليف وطني ، من أجل مواجهة ما تتعرض له الكويت آنذاك ، من أقاويل مفبركة وهجمات شرسة تستهدف النيل من مصداقية الكويت أمام الرأي العام البريطاني والأسباني و الكويتي على حد سواء !

بدأ الطراح مهمته التي استمرت لسنوات ، وخلال تلك الفترة ، أسس من الصفر إدارة الاعلام في الهيئة ، ونظّم المؤتمرات الصحافية ، ودفع بالتواصل بين الهيئة ووسائل الاعلام وأهل الرأي إلى أبعد مدى ، وساهم بوضع حملة اعلامية بشأن عمليات ' التخصيص ' التي باشرتها الهيئة ، وتنظيم مؤتمر دولي حول تجارب العالم في ' التخصيص ' ،  الذي كان المتحدث الرئيسي فيه جون ميجور رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ، وكان الطراح المرافق الشخصي لجون ميجور .

أما بالنسبة للحملة الاعلاميه الخارجية للتعامل مع ملف السرقات التي تعرضت لها أموالنا ، فقد كانت ناجحة و مؤثرة ، حيث تعامل الطراح بحرفنة إعلامية وصحافية تعتمد على طرق أبواب الصحافة الأجنبية ، وليس انتظارها ،  والرد بشكل سريع على كل ما يثار ، إلى درجة أنه كلف بحضور المحاكمات المدنية في لندن ممثلا عن الهيئة ، وكذلك للرد على الصحافيين الذين كانوا يتابعون   المحاكمة أولا بأول ، وتفنيد ادعاءات الخصوم ومزاعمهم ، وكان نشاط الطراح لافتا من الناحية الاعلامية ، حتى توج بعرض من الدكتور سعد بن طفلة وزير الاعلام الأسبق للعمل منتدبا للاعلام ، ليتولى الطراح منصب مدير المركز الاعلامي الكويتي في لندن ، خلفا له في العام 2000 .

في لندن ، مقر العمل الجديد ، تمكن الطراح من تأسيس مايعرف بمجموعة الكويت البرلمانية في بريطانيا ، وهي تضم ممثلين عن الأحزاب الرئيسية من مجلس العموم و مجلس اللوردات ، من المتعاطفين مع قضايا الكويت ، إبّان الحملة الشرسة ، التي كان يشنها علينا نظام المقبور صدام واعلامه وأعوانه ، من داخل العراق وخارجه ، وتمكن أيضا من ترتيب أول زيارة لقرينة رئيس وزاراء بريطاني للكويت ، وكان حينها من يشغل ' 10 داوننغ ستريت ' هو رئيس الوزراء الأسبق توني بلير ، وكانت زوجته ' شيري ' تشغل منصب رئيسة منظمة ' برناردوز '  الاجتماعية !

وعمل الطراح كذلك بنشاط كبير - من لندن – في التنسيق المستمر ، مع المعارضة العراقية لصالح اسقاط نظام صدام ، وخاصة في الفترة سبقت حرب تحرير العراق وأثنائها في العامين 2002 و2003 ، من خلال مساعدة المعارضة العراقية في الظهور المكثف بوسائل الاعلام الكويتية وغيرها .

واثر اغلاق المكاتب الاعلامية في الخارج في العام 2007 ، عاد الطراح إلى مكان عمله الأصلي في هيئة الاستثمار ، ليفاجأ بهيكيلية عجيبة وغريبة ، صاغها العضو المنتدب للهيئة بدر السعد ، بمخالفة لقوانين الخدمة المدنية ، ليتم من خلالها تجميد و تهميش للطراح ، بدلا من الاستفادة من خبراته ! وقام السعد أيضا بتجميد آخرين لمجرد أنهم اعترضوا على السرقات والتجاوزات ، مثل شباب النقابة الأبطال ، خالد المجحم ورفاقه ، لكنه في المقابل قام بمنح عضويات في الشركات التابعة للهيئة ( عفو للعزبة الخاصة للاستثمار ) حتى لمن هم من حملة الشهادات دون الجامعيه ! ما حدا بالطراح إلى طلب التقاعد في أبريل الماضي ، وقد كان ! لقد جاء طلب التقاعد  خبرا مفرحا للسعد ، فهو يتمنى أن يتقاعد أو يستقيل من ' العزبة ' الخاصة للاستثمار ، كل من له رأي مختلف عن رأيه ، في طريقته بإدارة ' العزبة ' ، فما بالكم بمن يعترض على قراراته ؟! لقد استعجل السعد اتمام اجراءات تقاعد الطراح بسرعة البرق ، وبالطبع فإن السعد لم يكلف نفسه عناء استيضاح أسباب تقاعد الطراح ، لأنه هو أكثر من يعرفها ! ومن يقوم بهذه الأفعال ، فإننا لانتوقع منه أبدا ، ولو ارسال خطاب شكر لرجل عمل باجتهاد ، وهو الذي أول من أسس جهازا للاعلام  في الهيئة ، وساهم في الدفاع عن مصالح البلد بكل استبسال !

ليس غريبا أن يفعل السعد هذا ، بل أن الأمر الغريب حينما يفعل العكس ! فالسعد حارب لسنوات طويلة كوكبة الشرفاء الأبطال العاملين في الهيئة ، لأنهم يعتقدون أنها هيئة عامة للاستثمار ، يفترض أنها تدير استثمارات البلد ، بكل نظافة وشفافية ، وليست ' عزبة خاصة ' يتنفع منها المتنفذون ، على حساب أموالنا واموال أجيالنا من بعدنا !!

فلا تحزن ياخالد ، فلقد سبقك كثيرون على طريق الاحباط والجحود في بلدنا الحبيب ، واعلم أن الأعمال الخيرة لاتمحى من ذاكرة الشرفاء ، فالناس تعرف ماذا أنت قدمت ، وماذا نهب غيرك ، وفقك الله في حياتك ..

النهار - مقال اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك