سينتصر الشعب السوري حتما، هذا ما يجزم به خليل حيدر
زاوية الكتابكتب يوليو 15, 2011, 11:02 ص 1393 مشاهدات 0
هذا الذي يقوم به الشعب السوري كل اسبوع بل كل يوم وليلة قطعة حقيقية من المجد التاريخي الذي لا نستطيع ان نتصور حجم هالته او نغوص في جوهره، شجاعة جماعية جماهيرية نادرة! بطولة حقيقية ان تترك منزلك وزوجتك واولادك وأهلك ومستقبلك، وتشارك في تظاهرة ضد سلطة لا ترحم، وقوى امن وقناصة لا تتردد عن اطلاق النار عليك في مقتل.
قرأنا مع اخوتنا السوريين كثيرا عن بطولات ميسلون وضحايا مدينة «حماة» عام 1982 والكثير من صور التحدي والصمود، غير ان مواصلة المقاومة المدنية السلمية على امتداد كل هذه الاشهر دون خوف او تردد او تراجع، تحمل دلالة عميقة في حضارة العطاء وثقافة المقاومة والرغبة المتجذرة في التضحية.. تفوق كل ما سبقها!
انها شجاعة اسطورية تخرج من دواوين الشعر وملحمات الفداء وقصص الاستبسال التي لم يكن احد يتصور انها قابلة للتجسد في واقع الحياة.. وها هو الشعب السوري يعيشها لحظة بلحظة، وقطرة دم بقطرة ، وبطلا خلف آخر.
على من يطلق الرصاص هؤلاء المجرمون؟ ولماذا لا يحق لشعب متحضر مثقف متقدم كالشعب السوري، ان يعبر عن ارادته ويختار مستقبله.
ويحدد قيادته ومساره؟ وبأي وجه سيعود هؤلاء القادة الى كراسي الحكم والوزارة بعد هذه العاصفة التي امطروها دما على سكان المدن والقرى السورية والآباء والامهات؟
يقولون انها مؤامرة اجنبية، وان قوى التخريب تتحرك من الداخل افلا توجد طريقة اخرى لكشف هذه المؤامرة والامساك بالمخربين، افضل من اطلاق النار على الشعب جملة، ومحاصرة المدن بالدبابات، واقتناص المتظاهرين من فوق اسطح المباني؟ اهذه هي حقا الجماهير التي جاءت الانقلابات والثورات الحزبية والحركات التصحيحية لحفظ حقوقها والدفاع عنها؟
أهذا هو الشعب الذي لا ارادة فوق ارادته الوطنية؟ اهذه هي الامة، مصدر الشرعية والقانون؟ والسلطة؟ فباسم من اذن يطلقون عليه النار وينشرون من حوله الدمار؟ كم عدد شهداء سورية حتى الآن في هذه الثورة؟ وكم عدد المسحولين والجرحى والمعتقلين ؟ لديهم! المهم هو ألا ينزلق الشعب السوري رغم كل التضحيات والقمع، نحو العنف والحرق واستخدام السلاح.
ان السوري الاعزل اقوى من عشر دبابات! والانسان البسيط في هذه المسيرة من اجل حرية التعبير وحق الحياة وحق تقرير المصير، اقدر على اقناع العالم من كل القنوات والمحطات.
ان الشعوب اقوى دائما من الدكتاتوريات واطول منها نفسا واشجع في المقاومة. وما قام به السوريون حتى الآن قضى بشكل كامل على النظام السياسي القائم، وزلزل اركانه وكيانه. لقد دخلت سورية منذ شهر او شهرين مرحلة جديدة من تاريخها، مرحلة لا يعرف احد كيف ستتشكل وبأي اتجاه ستتجه. ولكن يكفي الشعب الآن ان يحسن الخلاص من مصيدة العنف والقمع، وما هذا بقليل.
هل الحوار مع السلطة مفيد ومجد؟ ربما في اضيق الحدود. فسورية مثل معظم او كل انظمة الحزب الواحد بحاجة الى بداية جديدة، بداية يشارك فيها كل القوى والاحزاب في ذلك حزب البعث والاحزاب القومية والدينية، في ظل فترة من الحرية احترام حقوق المعارضة وحرية التعبير والديموقراطية الحقيقية، الحكم الوحيد صندوق الانتخابات.. الحرة النزيهة!
ان النظام السوري الديموقراطي الجديد سيرى النور حتما، فقليلة هي الشعوب التي قدمت من اجل حريتها كالسوريين كل هذه التضحيات، وسارت الى سوح الموت بهذه البسالة!
خليل علي حيدر
تعليقات