جرجرة الشيعة للتطرف اللإيراني سيقضي على حياتهم ومصالحهم،

زاوية الكتاب

فمن يوقف الحرب الأهلية بين الشيعة والسنة؟ يتساءل حيدر

كتب 2804 مشاهدات 0


تشهير ظالم.. بالشيعة

جرجرةُ شيعة الكويت ودول الخليج، خلف افكار واطروحات وسياسات التشيع السياسي وايران وحزب الله ومتطرفي البحرين وغيرهم، سيدمر مصالحهم وحياتهم وسمعتهم كأقلية مذهبية عاجزة عن ملاحقة مغامرات وخيمة العواقب كالتي نمر بها منذ فترة، ونرى نتائجها في الحياة العامة واجهزة الاعلام وتعليقات الانترنت واشرطة التحرض والتكفير ضد الشيعة.. في كل مكان.
ابطال هذه السياسات المحسوبة على عموم الشيعة ربما كانوا مستفيدين من حركاتهم العقائدية او النيابية او الطائفية او السياسية، في الكويت والبحرين ولبنان وايران. ولكن الثمن الباهظ سيدفعه سائر الشيعة.. مع ابنائهم!
هناك مثلا قنوات تلفزيونية كل بضاعتها مهاجمة الشيعة وتكفيرهم وتهديدهم والتحريض عليهم وتهميشهم وعزلهم وتغويلهم ولاشك ان الكثير من العقلاء لن يصدق كلام مثل هذه القنوات ولن يرسم افكاره على ضوء حملتهم البالغة الخطورة، ولكن آلافا مؤلفة من الآخرين من الاغلبية غير الشيعية في دول مجلس التعاون والعالم العربي ستتأثر وتصدق وتكره وتبغض، وخير دليل على ذلك تدفق كل هذا العدد من الانتحاريين «السلفيين الجهاديين» من دول الخليج وغيرها للجهاد في العراق وقتل كل «الرافضة» ونسف مقدساتهم، كل هذا بحجة محاربة ومقاومة «الغزاة الامريكان»، الذين تحاربهم بالمناسبة قوى ايران وحزب الله كذلك!
ثمة اليوم حملة اعلامية ضد الشيعة جميعا في الفضائيات ومواقع الانترنت تفوق عشرات المرات الحملات النازية التي كان يشرف عليها «غوبلز» ضد اليهود في زمن هتلر، واذا كانت تلك قد تُوجت بمذابح اليهود وتدمير حياتهم في كل اوروبا، فلا احد يدري ما النتائج المترتبة على نشر كل هذه البغضاء وثقافة الكراهية ضد الشيعة ليل نهار.
التشيع السياسي المتخبط من ايران الى لبنان، يستخدم عامة الشيعة وقودا لتحركاته ومظاهراته والترويج لشعاراته، الاحزاب السلفية وبعض رجال وشيوخ الدين المتزمتين وحتى بعض المسؤولين الحكوميين غير القادرين على حل مشاكل مجتمعات المنطقة يجدون في التحذير من مخاطر «الصفويين» و«السبئيين» و«حفدة ابن العلقمي» و«ابناء المتعة» وغير ذلك، وسيلة للصعود والبروز والحلول المؤقتة لتعقيدات متداخلة، وتكون الضحية الشيعة وافكارهم الدينية. الصراع السياسي بين ايران والسعودية على امتداد اربعين سنة، والسياسات الايرانية المغامرة التي لا تزيد النار الا اشتعالا في منطقة الخليج ولبنان وفلسطين، وربما في المستقبل في مصر وليبيا وتونس والمغرب!! الاصولية السنية الطموحة والاصولية الشيعية الجموحة، الشرر المتطاير يمنة ويسرة، والخيل التي تدوس في بطون الجميع او تكاد، والقضايا الطائفية بعض وقودها، وضحاياها جميعا في الغالب من مسالمي الشيعة.
تعليقات وتعقيبات الانترنت ضد الشيعة تعكس كراهية غير معروفة سابقا، لانها كراهية مؤدلجة مسلحة من الرأس الى القدمين. تهديدات لا انسانية بالاغتصاب وبالغزو، بقتل الرجال وسبي النساء!، فلا حقوق مدنية للكفار والعصاة والزنادقة والمشركين! شباب صغار في بداية حياتهم الدينية والحزبية، يرددون اتهامات واقاويل وتهديدات لا يدركون ابعادها، ويثيرون قضايا فقهية وتاريخية لم يطالعوا كتابا واحدا فيها، ويستخدمون كلمات تكفيرية عنصرية حقودة لن يسلموا هم انفسهم من انعكاساتها.. ولا مجتمعهم!
لا اهل السنة مسؤولون عن هذه الحرب الظالمة، ولا اهل الشيعة قادرون على تحمل المزيد من حملاتها وهجماتها، هناك سُنة وشيعة، دول وزعامات، احزاب وقيادات، يتقاتلون ويتقاذفون بالنار والشرر والشعارات، ووقود قتالهم عامة الناس! شعية وسنة يحلمون بزوال ثقافة الكراهية والمذهبية، وتراجع نفوذ جمعيات وجماعات الاحزاب الدينية. وبعودة شعوب المنطقة مرة اخرى الى القرن الحادي والعشرين، والى اولويات الحياة المعاصرة ومطالب هذا الزمان، بدلا من حروب القرن الهجري الاول ومشاكل عصر الصحابة ومصحف فاطمة وفدك والشورى والعصمة والثارات والدماء.. والزواج بنية الطلاق!
ما الذي ينبغي ان نفعله كي تتراجع الطائفية والكراهية المذهبية عن كل دول المنطقة وثقافتها واعلامها؟ ماذا نفعل لنجعل ايران تفهم التشيع على نحو آخر، وان يعود التفاهم الى لبنان، وان يتصالح اهل البحرين وان.. وان؟ ماذا نفعل لإيقاف هذه.. الحرب الأهلية؟

خليل علي حيدر 
 
 

 
 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك