ما نراه ونسمعه ونشاهده من بعض أعضاء مجلس الأمة والقوى، سواء السياسية أو الدينية أو الطائفية، مثل سم الزرنيخ الذى يغتال على المدى الطويل ديمقراطية الكويت، تتأفف من الرائحة إقبال الأحمد
زاوية الكتابكتب ديسمبر 29, 2007, منتصف الليل 391 مشاهدات 0
كفاية زرنيخ!
إقبال الأحمد
انتهت سنة 2007 وسندخل عام 2008 ونحن في دوامة.. مجلس الأمة ويا طلابة مجلس الأمة... استجوابات لا طعم لها ولا لون، ولكن لها رائحة نفاذة تزكم الأنوف... رائحة يؤدي اشتمامها على المدى الطويل إلى الوفاة.. مثل الزرنيخ الذي يتم من خلاله دسه كجرعات لا تكاد ترى بالعين المجردة في الطعام أو الشراب أو حتى على صفحات الجرائد التي يمسك بها من يراد اغتياله.. حتى تنتقل من أصابعه إلى فمه أو عبر امتصاص مسام الجلد له.. فيضعف ويذبل المرء يوما بعد يوم من دون أن يدري حتى يموت في ظلمة ليل أو وضح النهار.
وما ان يموت أو يغتال حتى يدفن الموضوع إلى أن يحين وقت إفشاء الأسرار وإعلان الحقائق.. وعندها يكون الميت قد ذاب في باطن الأرض.. أو انتهى كل شيء.
هذه هي الحال في الكويت... ما نراه ونسمعه ونشاهده من بعض أعضاء مجلس الأمة والقوى، سواء السياسية أو الدينية أو الطائفية أو.. أو. أو... الدافعة لهذه الفئة الضعيفة التي تتخذها مطاعة أو عصا تحركها كيفما تشاء وهي مختبئة حتى لا يشاهدها أحد.. هو الزرنيخ والسم اللذان دسا ويدسان يوميا لاغتيال الديموقراطية والحرية التي باتت أضعف ما تكون اليوم.
التعامل الحكومي الضعيف مع هكذا مواقف، تفعل الزرنيخ وتزيد من شراهته... هذا الزرنيخ الذي نجح، للأسف، بعد ان دسه أعداء ولصوص المجتمع في كل أيامنا.. نجح في شل طموحاتنا وإعاقة حركة تنميتنا.
من الظلم لوم مجلس الأمة فقط لأن هناك عناصر فاعلة وقوية فيه.. ولكنها وجدت نفسها من دون سند يدعمها ومن دون إصرار يدفعها من أولي الأمر.. حتى باتت وحيدة لا ولن تفكر يوما من الأيام أن تبادر فتفاجأ بأنها تركت وحيدة وسط نار من هو أقوى منها تنظيما ومالا ومن ثم تأثيرا.
أقول لوزيرة التربية.. الموضوع ليس موضوع استعدادك لاعتلاء منصة الاستجواب... وليس أيضا موضوع مساندة الحكومة لك.. لأننا تعودنا أن مثل هذه التصريحات تعني بكل بساطة إقالة الوزير وشطبه من لائحة الوزراء.
الموضوع يا سيدتنا الفاضلة هو إصرار على اعتلاء المنصة، والإصرار على حقك وحق غيرك من الوزراء على إيقاف مهاترات بعض النواب واستخفافهم بجدية وصدق بعض الوزراء في عملهم... وان موضوع الثأر الطائفي والديني والمذهبي والسياسي بات هو المعيار الأول والأخير لاغتيال من هو خطر على أفكارهم ومعتقداتهم ومذاهبهم.. ومن يتوهمون انهم خطر على دولهم وإمبراطورياتهم القادمة التي يبنون اليوم أعشاشا لها داخل مجلس الأمة استكمالا لفروعهم في الوزارات ومجالس الإدارات والجمعيات التعاونية والأندية واتحادات الطلبة.
الموضوع ليس فقط أن تعلن الحكومة دعمها لك والوقوف معك.. لا أبدا، انه موضوع إصرار على تفنيد كل جزئية تطرقت لها صحيفة الاستجواب والوقوف بكل ثقة وشموخ على المنصة.. فقد سئمنا حقا التهلهل الحكومي والضعف الذي أذاب فينا كل رغبة في الديموقراطية... إذا كانت هذه هي أداة قتل على كفاءة كويتية عالية على يد من لا يعلمون 'وين الله حاطهم'.
القبس
تعليقات