تعيش جمهورية العراق الإيرانية.. كاتب عراقي يستنكر صمت المالكي إزاء الانتهاكات الإيرانية لكردستان العراق

زاوية الكتاب

كتب 1422 مشاهدات 0



الجريدة

تعيش جمهورية العراق الإيرانية
أنس محمود الشيخ مظهر*

  يبدو أن السيد المالكي يؤمن تماماً بالقول المأثور لعبد المطلب عندما قال لأبرهة: “للكعبة رب يحميها”.
موقف الصمت الذي تمارسه الحكومة العراقية من القصف الإيراني لكردستان العراق لا يمكن تفسيره سوى أن مسؤولي بغداد لا يريدون أن

يجرحوا الأحاسيس الرقيقة للساسة الإيرانيين التي يبدو أنها أهم (عندهم) من انتهاك السيادة العراقية، وإلا فما تفسير صمت رئيس

الوزراء العراقي الذي يمثل أعلى سلطة تنفيذية في العراق الذي لم ينبس ببنت شفة في اجتماعه مع النائب الأول لرئيس إيران حول هذا

الموضوع؟
كل ما ذكره في مؤتمره الصحفي أنه قد تباحث مع المسؤول الإيراني حول جميع القضايا العالقة، وهذه الإشارة لا ترقى حتى إلى أن نقول

عليها إنها إشارة خجولة إلى الموضوع. ويبدو أن الإعلاميين الذين حضروا المؤتمر الصحفي أيضاً قد نُبّه عليهم أن تكون أسئلتهم بعيدة عن

أي إشارة لهذا الموضوع  حتى لا يعكروا صفو مزاج الضيف الكريم، فكانت أسئلتهم تنحصر في قضايا الزيارات الدينية بين البلدين الشقيقين

جداً.
المضحك المبكي في الموضوع أن الطرف الآخر (السنّي العربي) في العراق قد انتفضت فيهم روح الوطنية هذه المرة ليصبوا جام غضبهم

على صمت الحكومة العراقية، فهم وجدوا في هذه القضية ثغرة أخرى ليتهجموا على سياسات الحكومة، واتهامها بأنها تابعة لإيران وخانعة

لها، وكم كنا نأمل في أن يكون الموقف السنّي العراقي هذا نابعاً من شعور حقيقي بالانتماء لهذا الوطن وانتماء كل مناطق الوطن للوطن لا أن

تكون مزايدات رخيصة لإحراج الطرف الشيعي العراقي في قضية تمس سيادة الدولة، خصوصاً أن القصف الإيراني ليس وليد اليوم بل مضى

عليه خمس سنوات لم تألُ إيران جهداً في إهانة السيادة العراقية على حدوده في كردستان.
وحتى نكون منصفين فيجب علينا أن ننتقد موقف حكومة إقليم كردستان، ففي الوقت الذي تقصف فيه إيران الحدود الكردستانية ليلاً ونهاراً،

نرى أن الموقف الكردستاني الرسمي لم يخرج عن إطار البيانات والتصريحات الإعلامية التي تعتمد في لغتها على الحكمة وضبط النفس في

معالجة هذا الملف، وأيضا دعوة حكومة المركز للوقوف أمام مسؤولياتها القانونية والدستورية حيال حماية الحدود الدولية للجمهورية العراقية

على الرغم من أن حكومة إقليم كردستان تعرف أكثر من غيرها أن المركز هو أضعف من الوقوف بجدية أمام التجاوزات الإيرانية، وإذا أراد

الإقليم الكردستاني أن يتحرك بطريقة مجدية، فعليه أن يضغط باتجاه التسليح الدفاعي لبشمركة الإقليم، سواء كان هذا الضغط على الحكومة

المركزية أو على الحكومة الأميركية التي يبدو أنها أيضا لا تفضل الدخول في استفزازات عسكرية مع إيران قد يجرها إلى صراع أوسع لا

يحمد عقباه.
* كردستان العراق- دهوك

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك