ذهنية الحرب الباردة في العلاقات الروسية الأميركية حيال إيران

عربي و دولي

307 مشاهدات 0


 

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الغرب لم يتخلص من ذهنية الحرب الباردة في التعامل مع موسكو،وفي السياق نفسه يمكننا القول أن موسكو لم تتخلص من ذهنية الحرب الباردة في موقفها من نشاط إيران النووي ؟

بعد الحرب العالمية الثانية وقيام الأمم المتحدة صار الكثير من دول العالم  يتحاشى إعلان الحرب على الدول الأخرى ، لكن ذلك لم يمنع من  قيام مئات النزاعات المسلحة والحروب الكبيرة والصغيرة ، كل ما في الأمر هو تحاشي إعلان طرف للحرب قبل الطرف الأخر ، حتى لا يتحمل مسئوليتها القانونية في الأمم المتحدة.   فإذا كانت الحالة هكذا في الحروب التقليدية فهل نتوقع أن يتم الإعلان عن قيام الحرب الباردة بين طرفيها السابقين خصوصا روسيا والولايات المتحدة؟

إن عودة أجواء الباردة كاف على القول بعودتها ، وقد كان من مظاهر الحرب الباردة في الماضي  تراجع دورالأمم المتحدة في إدارة الأزمات الدولية بسبب تدخل الدولتين العظميين، والإسراف في استخدام حق النقض (الفيتو)و نظام مناطق النفوذ ،وكلها للأسف مظاهر كانت قد اختفت بعد حرب تحرير الكويت 1991م ثم عادت بعد حرب تحرير العراق 2003م لتظهر بقوة مع ارتفاع صوت طبول الحرب الأميركية على إيران .

لقد أعلن الرئيس الروسي بوتين من فرانكفورت قبل عام  تقريبا عودة روسيا القوية إلى الساحة الدولية، تلاها انسحاب روسيا من معاهدة خفض الأسلحة التقليدية، قابله قيام الولايات المتحدة بالشروع في ضم دول وارسو السابقة الى حلف الناتو ثم إقامة درع أميركي   مطوقا روسيا بالصواريخ .

إن ما نعتقده هوان الغرب قد شرع في استثمار فوزه في الحرب الباردة لايختلف عن  المحاربين عبر التاريخ حيث اخذ في جلب أسرى العدو وتجنيدهم في صفوف حلفه ثم قام منتشيا بنصب عدته وعتاده على أبواب روسيا المهزومة .

وقد لاحظ الروس ذلك عندما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الأميركيين  يودون تكريس أمر واقع يوافق أهواءهم، ويقصد بذلك هزيمة الروس وفوز الأمريكان في الحرب الباردة . وعليه بدأت روسيا بدخول الحرب الباردة بإجراءات مضادة لعل أكثرها وضوحا طريقة تعاملها مع الملف النووي الإيراني ، فروسيا   ترى أن  للأميركيين أهداف خفية تقضي بإطاحة النظام الإيراني، حيث أكدت روسيا على لسان سيرغي لافروف أن بلاده ستتصدى لها، وما قاله لافروف لا يعدو إلا أن يكون تكرار للخطابات السوفيتية في النصف الأخير من القرن الماضي كلما تحركت حاملات الطائرات الأميركية إلى بؤرة نزاع في مكان ما من العالم. كما اعترف لافروف بإمدادات الوقود النووي لمحطة بوشهر الكهروذرية، والتي استؤنفت بعد توقف قيل انه راجع لأسباب مالية وليس سياسية .

 وفي سياق دعم روسيا لإيران لتعديل كفة مساومة الولايات المتحدة على درعها الصاروخي الأوروبي السابق ذكره ،و أن الموافقة على فرض حظر على الأسلحة التقليدية شيء وأن تفعيله شيء آخر، تم الإعلان عن أن روسيا ستسلم طهران نظاماً متطوراً مضاداً للصواريخ من طراز أس -300. وهذه الصفقة تثبت بما لايدع مجال للشك أن روسيا قد تخطت مرحلة إعلان الحرب الباردة على الولايات المتحدة من خلال الجبهة الإيرانية .

 

تحليل-كتب فايز الفارسي

تعليقات

اكتب تعليقك