ذعار الرشيدي يستنكر الدعوات المطالبة بطرد الإيرانيين لمجرد ان دولتهم تناصبنا العداء
زاوية الكتابكتب يونيو 27, 2011, 1:07 ص 768 مشاهدات 0
ٍالأنباء
اطردوا الإيرانيين.. الآن
الاثنين 27 يونيو 2011 - الأنباء
نار السياسة عندما تصطلي يمكن ان تحرق اي شيء، وتحول الاشياء الجميلة الى رماد، واول ضحايا نار السياسة.. المنطق، لذا انصح كل من يرى تكتلا غير موقفه او بدل قناعاته بألا يسأل لماذا او كيف، وعليه ان يؤمن ان السياسة هي فن احراق الممكن، واستغربت دعوة بعض الناشطين لطرد الوافدين الإيرانيين او تقليص اعدادهم بدعوى انهم خطر على الامن القومي، والبعض طعم مطالبته بالخلفية المذهبية للايرانيين وان طردهم سيكون بمنزلة انتصار للأمة.
هذه الدعوة وان بدت مبرراتها منطقية الآن في ظل الظروف السياسية المحيطة، الا انها تنطوي على عنصرية غير مبررة على الاطلاق تجاه ابناء جنسية محددة، واعني الايرانيين، منهم من ولد في الكويت ومن بينهم من عاش هنا لأكثر من ثلاثة عقود بل وأربعة عقود، وليس في الامر دفاع عن ايران هنا بقدر ما هو دفاع عن المنطق، فكيف نسمح لأنفسنا بأن نطالب بطرد مجموعة من البشر لمجرد ان دولتهم تناصبنا العداء بل وتتدخل في شؤوننا الداخلية؟! وهو امر لا انكره، لكن هذا الامر معنية به الحكومة الايرانية وعلى رأسها نجاد، بل على رأسها المرشد الاعلى للثورة الذي لايزال يعيش في عصر تصدير الثورة، او لم ندافع عن كروبي وخاتمي ومير موسوي عندما قمعتهم حكومة ايران وقتلت ابناءهم من الشباب الايراني الذي اراد الثورة على حكم الطاغوت الايراني؟ الشعب شيء والحكومة شيء آخر مختلف، والدعوة لطرد الايرانيين هي دعوة عنصرية باطلة، انا معكم بل واشد على ايديكم لو طالبتم باغلاق السفارة الايرانية وترحيل السفير الايراني على اول عبارة متجهة الى عبادان هو وسكرتاريته وبيع مقر السفارة في المزاد العلني، نعم هنا انا معكم، لكن الايرانيين المقيمين في الكويت ما ذنبهم بما ترتكبه حكومتهم ويمارسه نظامهم تارة في ارسال شبكة تجسسية الى الكويت وتارة اخرى تتدخل في شؤون مملكة البحرين الشقيقة،؟ ولا يتوانى نظام ايران في تهديد الكويت، او لم يقولوا: يبدو ان الكويتيين نسوا صواريخ دودة القز، وهذا التهديد الذي ورد على لسان ابرز قيادي عسكري ايراني يستحق ان «نسفر» جميع اركان السفارة الايرانية ونترك فقط فراشين بها، لكن الشعب الايراني المغلوب على امره في ايران او الهارب من جحيم حكومته الى دول العالم ومن بينهم الكويت لا ذنب له شيعيا كان ام سنيا.
عندما ضربت اميركا في الحادي عشر من سبتمبر، واعلنت القاعدة مسؤولة عن اكبر هجوم تتعرض له اميركا منذ الهجوم الياباني على هاربر، وبعدها ظهرت اصوات نشاز اميركية تطالب بطرد جميع المسلمين من الاراضي الاميركية، وقلنا انها دعوة عنصرية، وظهر ساسة اميركيون يطالبون بمنع دخول اي مسلم ايا كانت جنسيته الى الولايات المتحدة، وقلنا انها دعوة عنصرية، بل عندما ظهرت اصوات اميركية تطالب بتقنين دخول المسلمين الى اراضيهم قلنا انها دعوة عنصرية، بل عندما شددت المطارات الاميركية التركيز على التفتيش على المسلمين قلنا ان هذا تصرف عنصري.
والآن هناك من يقول ان طرد الايرانيين من بلادنا، اقصد المقيمين الايرانيين العاديين، هو نوع من الاستحقاق الوطني، فبالله عليكم أليست هذه عنصرية؟ ام اننا نحن فوق شبهات العنصرية والاميركيون الذين ضربت بلادهم هم وحدهم العنصريون على كوكب الارض؟
هل سيكون شعاركم «اطردوا الايرانيين.. الآن؟»، أليس فيه نفس عنصري بغيض غير مبرر، راجعوا انفسكم وستجدون انكم ظلمتم انفسكم قبل ان تظلموا المقيمين الايرانيين.
تعليقات