وإبراهيم المليفي يشيد بالخطيب وتاريخه ويعتبره وقفا وطنيا للوطنيين

زاوية الكتاب

كتب 616 مشاهدات 0



الجريدة

الأغلبية الصامتة: أحمد الخطيب… وقف وطني للوطنيين
إبراهيم المليفي

 سيرة أحمد الخطيب السياسية معروضة أمام الناس وتحت الشمس منذ الأربعينيات، مارس الاختلاف مع نظيره العم جاسم القطامي، فنجح في

الجهراء كما نجح في الروضة، وخسر في الانتخابات كما يخسر كل السياسيين، هو وقف وطني لكل الوطنيين، ووقف ديمقراطي لكل

الديمقراطيين، لا يقيده منبر ولا يملك رأيه تحالف.
يغالبني قلمي كل مرة فيغلبني حيناً وأغلبه مرات، هو يريد الانطلاق إلى الأبعد الأشمل، وأنا بحدودي الضيقة الخانقة أستعمله في معارك الكرّ

والفرّ ضد ثقافة الحكم قبل المداولة والوطنية أنا ومن يتبعني.
قلمي لم أهزمه لقوتي أو لفرط ضعفه، لكنه صراع الحجج الذي ينتهي لمصلحتي، فالوطن أكبر منا جميعاً، والهروب بكلمات الانفصال عن

الواقع عمل لا أتقنه ولا أريده، فتلك مهارة تناءيت عنها لـ»ثورجية الغرف المغلقة» والمناصحة بالسر، فالوطن يئن تحت طائلة السباحة

عكس التيار والركض دون توقف.
اليوم أنا وقلمي على وفاق بعد مقال «لوعة الغياب»، فالوطن وأناته و«إبرة» الخطيب اجتمعا في قارورة أفكاري، في قعر وجداني، فيا له

من وفاق حين ينسجم القلب مع العقل، والأنا مع جموح القلم، حينها تنساب الكلمات دون حواجز الشعور بالتقصير أو التأجيل.
أوائل السبعينيات كنت صاحب «صخاين» ومتمرد على تناول الطعام حتى أصبت بفقر الدم، كان الله في عون أمي وأطال عمرها، فقد بذلت

معي وحدي ما بذلته مع كل من سبقوني، في إحدى المرات أصبت بحمى طويلة الأجل وعناد طفولي يرفض الذهاب إلى الطبيب حتى أرغمت

على الذهاب إليه، هذه المرة إلى عيادة أحمد الخطيب.
في الطريق ما زلت أتذكر أم بدر، أمي، وهي تردد «ما تقومه إلا إبرة الخطيب»، جلست أمامه وأخذ يتفحصني ويداعب «فلافلي» لأن

السمر «يحنون» إلى بعض، قال لي بنبرة حانية بعد استشعاره رفضي له «إذا ما تبي تشوفني مرة ثانية… إكل زين»، وصفته الوقائية

كانت مفيدة أكثر من إبرته، وبالفعل تعافى الطفل الهزيل وانتهت مشكلته مع فقر الدم بعد أن عرف طريق «الدرابيل» صباحاً و«القبوط»

على الغداء.
في صباحات السبت لا يكتمل يومي بغير أداء قبلتين على رأس أحمد الخطيب، وهو جالس على عرش التواضع في مبنى «الطليعة»، الأولى

أطبعها عرفاناً له لدوره في وضع الدستور وصيانة كرامتي بالديمقراطية، والثانية لثباته الأسطوري على مبادئه وابتعاده عن المهاترات.
من عادته الصمت والإنصات لكل الآراء التي تصطرع في حضرته، وعندما يحيد المتحدث عن صلب الموضوع يقاطعه بلباقه «مو موضوعنا

هذا»، ديوانه العامر درس حي لمفهوم «القيمة الذاتية» للإنسان، فهو رجل بلا منصب يلوي به ذراع أحد، وخال من «الدسم» الذي

يستعمل في شراء الولاءات والأتباع، هو قيمة بحد ذاتها يسعى الكثيرون إلى نيل تزكيتها وليتهم يفلحون.
أحمد الإنسان ليس آلهة إغريقية حتى لا يخطئ وليس طاغية حتى لا ينتقد، بل بشر يصيب ويخطئ، وسيرته السياسية معروضة أمام الناس

وتحت الشمس منذ الأربعينيات، مارس الاختلاف مع نظيره العم جاسم القطامي، فنجح في الجهراء كما نجح في الروضة، وخسر في

الانتخابات كما يخسر كل السياسيين، هو وقف وطني لكل الوطنيين، ووقف ديمقراطي لكل الديمقراطيين، لا يقيده منبر ولا يملك رأيه تحالف؛

لأنه وهب نفسه لكل الكويتيين منذ زمن بعيد، زمن لا يدركه المستجد ولا يستوعبه طارئ السياسة.
ختاما تريدون مجد الخطيب؟ «سهلة» قلدوه.
الفقرة الأخيرة: الخطيب لا يحتاج إلى إعادة تعريف كما يحتاج غيره، هو أحمد الخطيب وكفى.

 

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك