نبيل الفضل مخاطبا شباب مطير، هل تعتقدون ان النواب يملكون الحق الحصري في الاساءة والتجريح والتخوين وليس للآخرين حق في رد الصاع صاعين او اكثر؟!.

(دولة علمها حنجره)

نبيل الفضل

 المجتمع الكويتي، كأي مجتمع آخر في العالم، لا ينحصر في عرق دون غيره او طائفة دون طوائف اخرى. بل ان جمال المجتمعات وقوتها تأتي من تمازج الاعراق والاصول والطوائف في نسيج واحد يشكل ثقافة مجتمع وهوية وطن.
لذلك فان وجود القبائل باطيافها إثراء لنسيج المجتمع لايقل اهمية عن وجود الحضر والشيعة ولايطغى عليها، بل يمازجها ليشكل الرحيق الكويتي.
ونحن شخصياً ممن يفخر بالعوازم ويعتز بالرشايدة ويشعر بين اهله عند العجمان، لانفرق في تقديرنا لهؤلاء عن تقديرنا لمطير القبيلة، ولا غيرها من قبائل اقرب لنا نسباً وأصولاً. ولنا من مطير صداقات ترفع الرأس بمواقفها ووفائها، كما لنا من بعض ابنائها الناشطين سياسياً مواقف في منتهى الاختلاف والشدة بسبب تقييمنا لخطورة ما يمارسون على الساحة السياسية واختلافنا مع هذا البعض، كمسلم البراك مثلاً، لايمتد حتى لاخوانه او اقربائه، ومن ثم فهو قطعا لايمس أحداً من ابناء القبيلة الذين نعتز بهم كمواطنين، ونقيم أياً منهم بحسب مايبدي من رأي او فعل على الساحة السياسية.
ومع ذلك فقد حاول بعض السفهاء تصوير اختلافنا السياسي مع البراك او تقييمنا الصريح للوزير العفاسي على انه اساءة للقبيلة !!
وهذا سخف لايقول به الا مجنون يرى القبيلة اكبر من الدولة واهم من كل مبادئ حرية التعبير. ومع ذلك فقد وجد له صدى عند متسلقي سلالم الانتخابات فبادروا الى اقامة القضايا علينا بتهمة الاساءة الى القبيلة!
وهذا قطعاً حق مشروع لهم مهما بدا سخيفاً وتافها في نظر البعض، اما نحن فنجده امراً محزناً ان نرى في هذه المرحلة من تاريخ الكويت كويتيا لايزال يعيش حمية قبلية رغم كل ما صرفت الدولة على تعليمه وتثقيفه.
ومع ذلك فانا نذكِّر القراء بأننا قد قلنا في لقاء تلفزيوني مع محطة سكوب منذ بضعة أيام بأننا مستاؤون لعدم المشاركة الفورية للقوات الكويتية في درع الجزيرة الذي توجه الى الشقيقة البحرين.
وقلنا يومها ان سبب استيائنا هو ايماننا بأن ثاني دولة خليجية ستحتاج لدرع الجزيرة لأمنها الداخلي هي الكويت!
وعندما سألنا الزميل أحمد الفضلي مندهشاً: لماذا؟ قلناها بكل صدق وبكل موضوعية بأننا لانشك بأن الصدام قادم بين القبيلة والدولة المدنية!
وهذا القول وان فاجأ البعض أو أغضب البعض قول نرى له شواهد وأوجهاً لاتخفى عن عين المراقب فنحن وللاسف بدلاً من إذابة القبيلة في بوتقة الدولة الديموقراطية الحديثة، وجدنا ان ديموقراطيتنا وانتخاباتها قد عملقت القبيلة وافرزت قبائل جديدة لم نسمع بها قبلاً!!
بل إنه حتى كينونة القبيلة الاصلية وبنيتها قد تغيرتا جذرياً، فلم يعد امرها بيد شيوخها. وشيختها اصبحت في يد نوابها وان صغرت مواقعهم العائلية في القبيلة، وفي هذا انحراف عن حكمة القرار والقول الذي ميز شيوخ القبائل.
ولكن دعونا اليوم نستذكر ما قلناه على «سكوب» ونحن نقرأ ونشاهد تجمعات لبعض أبناء قبيلة مطير- ويقال ان هناك مثلها من بعض ابناء العجمان- وهي تجتمع تحت غطاء اسمه القبيلة وتطالب بمحطة فضائية للقبيلة؟!!
طبعاً هذه المحطة حق لمن يريد ان يؤسسها أيا كان ولأي قبيلة ينتمي، ولكنها ستكون أول محطة عنصرية في الكويت وأول محطة قبلية في العالم الديموقراطي. وهي عنصرية لانها قائمة على مبدأ قبلي بغض النظر طبعاً عن اسم القبيلة.
الان اذا نظرنا إلى أي قبيلة ورأينا ان لها وجودا سكانياً على رقعة جغرافية محددة، ولها محطة فضائية كما ان لها محطة أخبارية ولها نشيد وطني خاص بالقبيلة فلم يعد ينقص إعلان القبيلة كدولة سوى اختيار علم رسمي!
وهكذا فستولد من بطن الديموقراطية الكويتية دويلة تسعى لان تكون دولة داخل الجسد الكويتي. ومما لا شك فيه أن القبائل الاخرى أو معظمها سيتبع نفس المنحى.
وعما قريب ستكون عندنا دويلات قبلية محددة الحدود الجغرافية ولها زعاماتها السياسية من نواب ولها نشيدها الوطني وعلمها واعلامها.
وسلام على الكويت ولمن لم يعجبه كلامنا عن الصدام بين القبيلة والدولة ان يفعل ما يراه.
- إذا كان البعض يجد في انتقادنا لتصرفات أي نائب قبلي اساءة للقبيلة كلها فألف لعنة على هذا الفكر ومن يقول به، ولن يهز هذا الهذيان شعرة من موقفنا تجاه نوابهم المؤزمين.
- اذا كان بعض الاخوة من مطير يرون في قسوة نقدنا تجريحا في القبيلة وتخويناً لها، فبماذا يصفون كلام مسلم وزملائه من نواب القبيلة في ابناء الاسرة الحاكمة وتخوينهم لسمو الرئيس بالذات.
ام يعتقدون ان النواب يملكون الحق الحصري في الاساءة والتجريح والتخوين وليس للآخرين حق في رد الصاع صاعين او اكثر؟!.
- همسة في اذن مسلم البراك واحد المعتصمين «على ما ميش» محمد الحراص مقولة «عبث اعلامي بمباركة سياسية من قبل الحكومة من خلال قنوات الفساد» مقولة مطاطية هلامية لا تتسم بالشجاعة.
وضعوا النقاط على الحروف وحددوا الاسماء.

أعزاءنا

نحن ممن يؤمن بان المرحوم مبارك النوت المطيري رمز من رموز البطولة الكويتية، ولكن مبارك النوت لم يكن البطل الكويتي الوحيد، فقد امتزجت دماؤه مع دماء أبناء كل الطوائف لتزهر ارض الوطن.
والقبيلة التي انجبت مبارك النوت رحمه الله، انجبت سواه ممن لا يصل قدر ربع قامته او ظله.
لذلك فليصمت مسلم عن التباهي وكأنما لا شهيد في الكويت سوى مبارك النوت، او ان قبيلة مطير لم تلد سوى مبارك النوت ان كل ابنائها من قامة مبارك رحمه الله. فهذا سخف يدل عليه وجود وافعال مسلم ولسانه.

نبيل الفضل